Page 232 - merit 43- july 2022
P. 232

‫العـدد ‪43‬‬         ‫‪230‬‬

                                                           ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬   ‫بدرجات كبيرة في اقتصاد‬
                                                                            ‫هذه الدول‪ .‬ومن جهة‬
     ‫الأسود الروسي على‬             ‫حلف الناتو والاتحاد‬
      ‫أراضيها‪ .‬ودعا كبار‬                     ‫الأوروبي‪.‬‬                   ‫ثانية‪ ،‬فبلوغ سعر برميل‬
‫المسؤولين الأوكرانيين إلى‬                                                ‫النفط ‪ 60‬دولا ًرا (في عام‬
   ‫ربط هذه القضية بأزمة‬           ‫خلال المناوشات التي‬                  ‫‪ )2006‬وضع الكرملين في‬
    ‫تصدير الغاز الروسي‬         ‫سبقت تسوية أزمة الغاز‬                    ‫موقع القادر على التفاوض‬
‫لأوكرانيا‪ .‬وقال نائب مدير‬     ‫الأولى عام ‪ ،2006‬سربت‬                       ‫مع الأوروبيين لمدهم بما‬
 ‫ديوان الرئيس الأوكراني‬        ‫مصادر قريبة من القيادة‬                    ‫يحتاجونه من طاقة مقابل‬
   ‫آنذاك أناتولي ماتفيينكو‬                                                ‫الابتعاد عن طريقه سواء‬
   ‫أنه من حق كييف البدء‬             ‫الأوكرانية نبأ اللقاء‬              ‫في آسيا الوسطى أو البلقان‬
 ‫في مفاوضات حول إعادة‬           ‫الخاطف الذي جرى بين‬                       ‫أو جنوب شرق آسيا‪ ،‬أو‬
   ‫النظر في اتفاقية مرابطة‬    ‫الرئيس الأوكراني فيكتور‬                    ‫المجال السوفيتي السابق‪.‬‬
    ‫أسطول البحر الأسود‬           ‫يوشينكو ومدير وكالة‬
  ‫الروسي في شبه جزيرة‬                                                       ‫فروسيا التي لا تمتلك‬
    ‫القرم‪ ،‬وطرح موضوع‬             ‫الاستخبارات المركزية‬                      ‫سوى ‪ ٪6‬من المخزون‬
 ‫الانتقال إلى أسعار عالمية‪.‬‬   ‫الأمريكية بورتر جوس في‬                      ‫النفطي العالمي تستخرج‬
   ‫وجاء الرد الروسي على‬       ‫كييف في منتصف ديسمبر‬                      ‫بمفردها ما يقرب من ‪٪12‬‬
‫لسان وزير الدفاع‪ ،‬آنذاك‪،‬‬     ‫‪ .2005‬وبعد تسرب الخبر‬                      ‫من الإنتاج اليومي العالمي‪،‬‬
    ‫سيرجي إيفانوف بأن‬        ‫أظهرت موسكو امتعاضها‪،‬‬                         ‫بينما تبدو هيمنتها على‬
     ‫أجور مرابطة أسطول‬                                                 ‫قطاع الغاز أكثر قوة إذ أنها‬
    ‫البحر الأسود في شبه‬           ‫معتبرة أن سبب اللقاء‬                    ‫تمتلك ‪ ٪27‬من المخزون‬
   ‫جزيرة القرم حدد بدقة‬       ‫المعلن ما هو إلا استخفاف‬                  ‫العالمي وتنتج يوميًّا حوالي‬
 ‫وبشكل ليس فيه أي لبس‬         ‫بالعقول‪ ،‬خاصة وأنه يأتي‬                     ‫‪ ٪22‬من الإنتاج العالمي‪.‬‬
‫من خلال اتفاقيات واضحة‬
  ‫تم توقيعها بين الجانبين‬       ‫في ذروة أزمة الغاز بين‬                       ‫إن عام ‪ ،2006‬الذي‬
    ‫في عام ‪ 1997‬وستبقى‬            ‫البلدين‪ ،‬إضافة إلى أن‬                ‫ترأست فيه روسيا مجموعة‬
   ‫بدون أي تغيير إلى عام‬
                              ‫واشنطن أبدت عدم الرغبة‬                          ‫الثماني الكبار‪ ،‬ب َّشر‬
                  ‫‪.2017‬‬      ‫في التدخل في هذا الموضوع‪،‬‬                    ‫بمفاجآت كثيرة وخطيرة‬
       ‫وعلى الفور خرجت‬                                                  ‫في أسواق الوقود والطاقة‪.‬‬
   ‫الورقة الثانية بيد وزير‬     ‫ودعت إلى حل الأزمة بين‬                     ‫وكانت هذه المفاجآت من‬
  ‫الدفاع الأوكراني أناتولي‬       ‫روسيا وأوكرانيا بدون‬                    ‫جانب موسكو تحدي ًدا‪ ،‬إذ‬
        ‫جريتسينكو الذي‬           ‫تدخل أطراف خارجية‪.‬‬                    ‫كان من الواضح أنها قررت‬
       ‫أعلن بأن ما تسدده‬        ‫وهو أي ًضا نفس الموقف‬
   ‫روسيا من أموال مقابل‬              ‫الذي اتخذته الدول‬                      ‫استخدام كل الوسائل‬
  ‫استئجار محطتي الرادار‬          ‫الأوروبية التي ناشدت‬                       ‫لضبط عقارب الساعة‬
  ‫الأوكرانيتين المنصوبتين‬                                                 ‫تجاه موضوعات كونية‪،‬‬
   ‫في كل من سفاستوبول‬          ‫موسكو وكييف بضرورة‬                        ‫على رأسها تعدد الأقطاب‪،‬‬
  ‫وموكاتشيوفا لا يتناسب‬          ‫حل الأزمة قبل بدء عام‬                    ‫وخلق تكتلات اقتصادية‬
  ‫مع النفقات التي تتكلفها‬                                              ‫وعسكرية جديدة‪ .‬وتلخص‬
    ‫المحطتان‪ .‬وبذلك تكون‬      ‫‪ 2006‬بما لا ينعكس سلبًا‬                     ‫الهدف الثاني في مساعي‬
                                ‫على وتيرة تصدير الغاز‬                     ‫روسيا لمنع أوكرانيا من‬
                                    ‫الروسي إلى أوروبا‪.‬‬                   ‫الـوقوع نهائيًّا في «أيدي”‬
                                 ‫عقب هذا اللقاء مباشرة‬
                                 ‫ظهرت القنابل الموقوتة‪،‬‬
                                  ‫إذ أعلن مصدر رسمي‬
                                 ‫أن الحكومة الأوكرانية‬
                                ‫ستبحث القضايا المتعلقة‬
                                 ‫بمرابطة أسطول البحر‬
   227   228   229   230   231   232   233   234   235   236   237