Page 235 - merit 43- july 2022
P. 235

‫‪233‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫أسبا ًبا أخرى‪ ،‬من بينها‬        ‫عقوبات على موسكو‬              ‫واعتماد سيناريوهات‬
‫الطاقة وطرق نقلها والدور‬       ‫ومحاولات عزلها‪ ،‬سواء‬           ‫مغايرة في مناطق أخرى‬
                              ‫بتقليل الاعتماد على الغاز‬
      ‫الروسي في سورية‬         ‫الروسي منذ عام ‪،2013‬‬                     ‫مثل أوكرانيا‪.‬‬
    ‫والتعاون بين موسكو‬        ‫أو تمدد حلف الناتو نحو‬              ‫كان من الواضح أن‬
   ‫وطهران؟! لقد هدد جو‬       ‫الحدود الروسية مباشرة‪.‬‬        ‫واشنطن وأوروبا تخططان‬
                            ‫ولكن صفقة الغاز الروسية‬               ‫لتقليل الاعتماد على‬
      ‫بايدن نائب الرئيس‬     ‫الصينية جاءت لتضع بعض‬             ‫الغاز الروسي‪ ،‬وحرمان‬
   ‫الأمريكي آنذاك روسيا‬      ‫النقاط على الحروف‪ ،‬حتى‬          ‫موسكو من ورقة ضغط‬
    ‫بعقوبات جديدة‪ .‬وأكد‬      ‫أن واشنطن أصدرت بيا ًنا‬        ‫على المحور الأوروأطلسي‪.‬‬
   ‫التزام الولايات المتحدة‬    ‫ملتب ًسا بهذا الصدد‪ .‬وإلى‬    ‫وكان من الضروري تعبيد‬
   ‫باحترام المادة الخامسة‬   ‫الآن تلتزم الصمت إزاء هذه‬         ‫طرق نقل الغاز القطري‬
   ‫في معاهدة حلف الناتو‬     ‫الصفقة التي أفسدت الكثير‬           ‫والعراقي عبر سوريا‪،‬‬
    ‫حول الدفاع الجماعي‪.‬‬                                       ‫ومن ثم يمكن استخدام‬
                                        ‫من حساباتها‪.‬‬        ‫موانيها القريبة من أوروبا‬
     ‫ولكنه كشف عن أحد‬                 ‫لقد وقعت شركة‬             ‫كدولة ترانزيت للغاز‪.‬‬
    ‫أهم الأهداف الرئيسية‬          ‫«غازبروم» الروسية‬          ‫ولكن فشل سيناريوهات‬
 ‫لواشنطن عندما شدد على‬            ‫وشركة النفط والغاز‬         ‫الربيع العربي‪ ،‬والتقارب‬
   ‫ضرورة أن تؤمن دول‬          ‫الوطنية الصينية ‪CNPC‬‬         ‫المصري– الروسي الشكلي‪،‬‬
‫المنطقة استقلالها في قطاع‬   ‫على صفقة لتوريد ‪ 38‬مليار‬        ‫دفع بالولايات المتحدة إلى‬
‫الطاقة عن روسيا‪ .‬واعتبر‬     ‫متر مكعب سنو ًّيا من الغاز‬     ‫زعزعة الاستقرار في منطقة‬
 ‫أن على حلف الناتو العمل‬    ‫الروسي إلى الصين لمدة ‪30‬‬          ‫البحر الأسود عن طريق‬
 ‫وبأسرع ما يمكن لزيادة‬       ‫عا ًما‪ .‬وتزامنا مع الصفقة‪،‬‬    ‫أوكرانيا‪ ،‬ومحاولات إغلاق‬
    ‫تواجده العسكري على‬       ‫أعطى الرئيسان‪ ،‬فلاديمير‬          ‫المنفذ إلى البحر المتوسط‬
   ‫حدود الحلف الشرقية‪.‬‬         ‫بوتين وشي جين بينج‪،‬‬             ‫عبر البحر الأسود أمام‬
   ‫وكشف عن أن «أمريكا‬         ‫إشارة الانطلاق لمناورات‬       ‫روسيا من جهة‪ ،‬والسعي‬
 ‫وحلفائها في الناتو رفعوا‬   ‫«التعاون البحري– ‪.”2014‬‬              ‫لعرقلة تصدير الغاز‬
‫الحضور العسكري لقواتنا‬        ‫وهي المناورات الروسية‪-‬‬          ‫الروسي إلى أوروبا عن‬
  ‫في الجو والبر والبحر في‬      ‫الصينية المشتركة الثالث ُة‬  ‫طريق الأراضي الأوكرانية‬
    ‫المنطقة الشرقية لنفوذ‬         ‫من نوعها‪ .‬ما يوضح‬          ‫كورقة ضغط على روسيا‬
                               ‫أن هناك توجهات تجمع‬          ‫وعلى أوروبا في آن واحد‪.‬‬
                ‫الحلف»‪.‬‬          ‫موسكو وبكين لتعديل‬                ‫لقد ارتبطت الأزمة‬
    ‫في ‪ 15‬سبتمبر ‪،2014‬‬           ‫المعادلة الجيوسياسية‬
    ‫أعرب وزير الخارجية‬                                             ‫الأوكرانية ارتبا ًطا‬
    ‫الروسي سيرجي‪ ،‬في‬                   ‫العالمية القائمة‪.‬‬        ‫وثي ًقا بالطاقة وبالأمن‬
   ‫مؤتمر «السلام والأمن‬             ‫هنا تبدو التهديدات‬          ‫الأوروأطلسي وبنفوذ‬
  ‫في العراق» الذي عقد في‬           ‫الأمريكية– الأطلسية‬
    ‫باريس عن قلق بلاده‬         ‫لروسيا باهتة على خلفية‬                ‫الولايات المتحدة‬
                                 ‫التحركات الروسية أو‬        ‫وطموحاتها في صراعاتها‬
      ‫من النوايا الأمريكية‬        ‫الصينية‪ .‬فهل المسألة‬      ‫مع روسيا‪ .‬كل ذلك شجع‬
  ‫المعلن عنها بشأن توجيه‬     ‫فع ًل أوكرانيا‪ ،‬أم أن هناك‬       ‫الأمريكيين والأوروبيين‬
‫ضربات إلى مواقع «الدولة‬                                    ‫على إصدار إعلانات بفرض‬

    ‫الإسلامية» في أراضي‬
  ‫سوريا دون الدخول في‬
   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239   240