Page 71 - مجلة الثقافة القانونية - العدد الثاني
P. 71

‫مساحة حرة‬
            ‫للمفكرين والكتاب‬
            ‫فى موضوعات عمل‬
            ‫اللجنة‬

      ‫مؤداه‪ :‬أن انضمام مصر إلى معاهدة قائمة‪ ،‬واستكمال هذه المعاهدة لشروط‬‫أبريل ‪2024‬‬ ‫والكلام حول هذه الأساليب يخرج عن نطاق بحثنا لكن ما نود أن نشير‬

      ‫تنفيذها يقيدها بها بشرط نشرها فى الجريدة الرسمية‪ ،‬فشأن المعاهدة‬              ‫إليه أن هذه الأساليب هى ذاتها التى تتبع عند التعرض لأمر دستورية‬

      ‫التى تصدق مصر عليها‪ ،‬شأن المعاهدة التى تنضم إليها فى نقل أحكامها‬             ‫المعاهدات الدولية على اعتبار أنها أصبحت بعد‪ -‬التصديق والنشر ‪-‬‬

                  ‫إلى القانون الداخلى بمجرد نشرها فى الجريدة الرسمية ‪.‬‬                                                       ‫قانو ًنا شأن سائر القوانين‬
                                                                                   ‫ضوابـــــــــــط دستوريــــــــــة المعاهــــــــــدات الدوليــــــــــة وف ًقا لقضــــــــــاء‬
      ‫سابعاً ‪ :‬إن قائمة الحقوق المنصوص عليها فى الدستور غير منحصرة‬
      ‫فى الحقوق التى نص الدستور عليها صراحة ‪ La liste close‬ولكنها‬                                                 ‫المحكمــــــــــة الدستوريــــــــــة العليــــــــــا‪:‬‬
      ‫تمتد طولاً وعرضاً إلى قائمة مفتوحة ‪ La liste ouverte‬من خلال‬
      ‫اجتهاد المحكمة الدستورية العليا التى تطور من مضامين الحقوق المقررة‬           ‫بطبيعة الحال قبل التعرض لدستورية المعاهدة الدولية لابد من تفسيرها‬

      ‫فى الدستور‪ ،‬وتزيد عليها حقوقاً أخرى لا نص عليها فيه‪ ،‬كالحق فى‬                ‫‪ .‬وثمة بعض القواعد التى تحكم تفسير المعاهدات الدولية‪ ،‬والأصل أن‬
      ‫التنمية‪ ،‬وهى تربط الحقوق الجديدة التى تضيفها إلى الدستور‪،‬بالحقوق‬
                                                                                   ‫قواعد تفسير المعاهدة ترتد فى جذورها إلى القواعد التى تفسر بها العقود‬
      ‫القائمـة فيه حتى لا يقـال بأنها تعيد كتابة الدستور ‪Rewriting the‬‬
                                                                                   ‫فى مجال القانون الخاص والقاعدة الأصيلة فى تفسير المعاهدات أوردتها‬
      ‫‪ Constitiution‬ويتحقق هذا الربط من خلال علاقة منطقية تقيمها‬
                                                                                   ‫المادة (‪ )31‬من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات التى تقرر»ضرورة تفسير‬
      ‫بين الحقوق الجديدة والحقوق القديمة‪ ،‬ومن ذلك اجتهادها بأن الحق فى‬
                                                                                   ‫المعاهدة بما يتفق وحسن النية ‪ ،‬وعلى ضوء المعنى المعتاد الذى يتعين أن‬
      ‫التنمية يرتبط بالحق فى الحياة وبالحـق فى العمل وفى ضمان الوسائل‬
                                                                                   ‫يعطى لعباراتها ومصطلحاتها‪ ،‬وفى سياقها أو بما لايخل بموضوعها ولا‬
                                                         ‫الملائمة للعيش‪.‬‬
                                                                                                                                          ‫بأغراضها‪.‬‬
      ‫ثامناً‪ :‬فيما عدا المعاهدات الدولية التى تنص عليها الفقرة الثانية من‬
      ‫المادة (‪ )151‬من دستور جمهورية مصر العربية‪ ،‬على وجوب موافقة السلطة‬            ‫وفى تفسير المعاهدات يندرج فى فهم المعاهدة وسياقها ملاحقها وديباجتها‬

      ‫التشريعية عليها قبل تبادل وثائق التصديق فى شأنها ‪ -‬وهى كل معاهدة‬                                               ‫وكل اتفاق يتعلق بها بين أطرافها ‪.‬‬
      ‫يكون موضوعها صلحاً أوتحالفاً‪ ،‬أو تبادلاً تجارياً‪،‬أو شاناً من شئون الملاحة‪،‬‬
      ‫أوتعديلاً فى إقليم الدولة أوتقييداً لحقوق السيادة‪،‬أو تحميـلاً لخزانة الدولة‬  ‫ويؤخذ فى الاعتبار أي ًضا كل اتفاق لاحق تم بين الدول أطرافها فيما‬
      ‫بنفقة غير واردة فى الميزانية ‪ -‬فإن نفاذ غيرها من المعاهدات الدولية‬                                      ‫يتعلق بتفسير المعاهدة أو تطبيق أحكامها‪.‬‬

      ‫يتحقق بمجرد إبرمها والتصديق عليها ونشرها وفقاً للأوضاع المقررة‪،‬على‬            ‫قضـــــــــــــاء المحكمـــــــــــة الدستوريـــــــــــة العليـــــــــــا مطـــــــــــرد على‬
      ‫أن يقدم رئيس الجمهورية فى شأنها بياناً مناسباً إلى مجلس الشعب‪ ،‬وهو‬
                                                                                      ‫تطبيـــــــــــق المفاهيـــــــــــم الآتيـــــــــــة فـــــــــــى شـــــــــــأن الفصـــــــــــل‬
                          ‫ما يفترض ألا يكون هذا البيان مفصلاً لأحكامها‪.‬‬
                                                                                                   ‫فـــــــــــى دستوريـــــــــــة المعاهـــــــــــدة ‪:‬‬
      ‫وسواء تعلق الأمر بهذا النوع أو ذاك من المعاهدات الدولية‪ ،‬فإن اندماجها‬        ‫أولاً‪ :‬أن حق التقاضى مكفول لكل فرد وطنياً كان أم أجنبياً ‪.‬وهوحق لا‬
                                                                                   ‫يقتصر على النفاذ إلى محكمة أياً كان تشكيلها أو ضماناتها‪ ،‬وإنما إلى‬
      ‫فى القانون الداخلى يتحقق بمجرد التصديق عليها ونشرها فى الجريدة‬
                                                                                               ‫محكمة تكون هى القاضى الطبيعى للنزاع المعروض عليها ‪.‬‬
      ‫الرسمية مع خضوعها فى مجال الرقابة الدستورية عليها للضوابط التى‬
                                                                                   ‫ثانياً‪ :‬أن الحقوق التى اكتسبها غير المواطنين فى الدولة ‪ -‬وعلى ضوء‬
                                                          ‫أسلفنا بيانها ‪.‬‬          ‫نظمها ‪ -‬يجوز لهم حمايتها بكافة الوسائل التى أتاحها الدستور للمواطنين‪،‬‬

      ‫ولئن كان الدستور فى مصر لم يشر إلى الانضمام إلى المعاهدة كوسيلة‬              ‫وأهمها النفاذ إلى محكمة مستقلة محايدة ينشئها القانون‪ ،‬وأن تكون القواعد‬

     ‫للتقيد بأحكامها فى المجال الدولى ؛ إلا أن لهذا الانضمام اثر التصديق تماماً‬    ‫الموضوعية والاجرائية المعمول بها أمامها كافية لضمان محاكمة منصفة‬
      ‫بلا زيادة أونقصان بما مؤداه‪ :‬أن إنضمام مصر إلى معاهدة دولية ونشر‬
                                                                                                     ‫فى كافة المراحل التى يستغرقها الفصل فى النزاع ‪.‬‬
      ‫أحكامها فى الجريدة الرسمية ؛ يدمجها فى القوانين الداخلية‪ ،‬ويجعلها‬
                                                                                   ‫ثالثاً‪ :‬لا يجوز تجزئة أحكام المعاهدة بما يفصل بعض أحكامها عن بعض‪،‬‬
      ‫جزءا منها لتحيل إليها المحاكم فى كل نزاع يتعلق بتطبيق هذه المعاهدة ‪.‬‬                                                ‫ويخل بتكاملها‪ ،‬إلا بشرطين ‪:‬‬

      ‫تاسعاً‪ :‬إن حقوق الإنسان تتخطى الحدود الوطنية‪،‬وخاصيتها هذه تجعلها‬             ‫أولهما‪ :‬ألا تتضمن المعاهدة من النصوص ما يدل على أن الدول المتعاقدة‪،‬‬
      ‫من طبيعة عالمية‪ ،‬فإذا حوتها معاهدة‪ ،‬فإن التراخى فى التصديق عليها‬
                                                                                   ‫قصدت إلى تطبيق المعاهدة فى كامل أحكامها بوصفها كلا غير منقسم ‪.‬‬
      ‫أو فى نشرها‪ ،‬يعتبر موقفاً سلبياً من السلطة التنفيذية‪،‬وتخليا عن اتخاذ‬
      ‫إجراء كان يجب عليها إتخاذه وفقا للدستور والقانون‪ ،‬بما يعوق حصول‬              ‫ثانيهما ‪ :‬إذا لم يكن تطبيق الأجزاء المتبقية من المعاهدة ‪ -‬بعد فصل بعض‬

      ‫الأفراد على الحقوق التى يتلقونها من المعاهدة لاقتضاء الحقوق المنصوص‬           ‫أجزائها عنها إذا قام الدليل على جواز هذا الفصل ‪ -‬مجافياً للعدالة ‪.‬‬
                                                                                   ‫رابعاً‪ :‬أن الفصـل فى دستوريـة المعاهدة لا يجوز أن يستبعد بصفة مطلقة‪،‬‬
                                                            ‫عليها فيها ‪.‬‬           ‫كافة العوامل السياسية التى تحيـط بها ذلك أن هذه العوامل تؤثر فى العلائق‬

      ‫عاشراً ‪ :‬إن الأفراد وإن كان لا يستطيعون قضا ًء إلزام السلطة التنفيذية‬        ‫المباشرة وغير المباشرة فيما بين الدول بعضها البعض‪،‬ويتعين أن توليها‬
      ‫بالتصديق على معاهدة دولية‪ ،‬أو الانضمام إلى معاهدة قائمة‪ ،‬أو حملها على‬
                                                                                   ‫المحكمة الدستورية العليا اعتبارها‪،‬فلا تصد آذانها او تغض بصرها عنها ‪.‬‬
      ‫نشر المعاهدة فى الجريدة الرسمية بعد التصديق عليها أو الانضمام لها ؛‬
                                                                                   ‫خامساً‪ :‬أن كل تسوية ودية تكفلها معاهدة دولية للتعويض عن أعمال‬
      ‫إلا أن كل معاهدة تدخل مصر فيها قد تقتضى‪ -‬حتى بعد التصديق عليها‬               ‫أتتها دولة متعاقدة فى مواجهة مواطنى دولة أخرى متعاقدة‪ ،‬يتعين النظر‬
      ‫أو الانضمام لها ثم نشرها فى الجريدة الرسمية ‪ -‬تدخلاً تشريعياً‪ -‬ويتحقق‬
      ‫ذلك فى كل معاهدة لا تكون نافذة بذاتها ‪Non Self – executing‬‬                   ‫فى دستوريتها على ضوء عدالتها وإمكان تنفيذها جبراً‪ ،‬وكلما كان التعويض‬
                                                                                   ‫المقرر بالمعاهدة‪ ،‬عن نزع ملكيتهم‪ ،‬أو تأميم بعض أموالهم‪،‬أو مصادرتها‬
                                                             ‫‪.Treaties‬‬
                                                                                   ‫أو فرض الحراسة عليها‪ ،‬غير عادل ؛ تعين إبطال المعاهدة فى أحكامها‬
      ‫وتعتبر المعاهدة كذلك إذا كانت تحيل إلى القانون لتنظيم الحقـوق المقررة‬
                                                                                   ‫المتعلقة بمقدار التعويض الممنوح لهم‪ ،‬ذلك أن الدستور كفل حرمة الملكية‬
      ‫بها‪ ،‬إذا يعتبر تدخل المشرع عندئذ لازماً لإعطاء هذه الحقوق فاعليتها‪،‬‬
      ‫فإن لم يتدخل المشرع على هذا النحو كان ذلك موقفاً سلبياً من المشرع‬            ‫الخاصة‪ ،‬ويمنع نزعها بغير تعويض عادل‪ ،‬ولا يجيز كذلك تأميم مشروع‬
      ‫مخالفاً للدستور‪ ،‬ذلك أن الرقابة التى تفرضهـا المحكمة الدستورية العليا‬             ‫خاص بغير تعويض لا يكون متحيفاً‪ ،‬وإن لم يكن بالضرورة كاملاً ‪.‬‬
      ‫على دستورية النصوص القانونية جميعهـا‪ ،‬لا تقتصـر على تلك التى يقرها‬
                                                                                   ‫سادساً ‪ :‬إن انضمام مصر إلى معاهدة دولية قائمة‪ ،‬يأخذ حكم التصديق‬
      ‫المشرع ولكنها تشمل كذلك صور الامتنـاع عـن تنظيم الحقوق بما يكفل‬              ‫عليها‪ ،‬ذلك أن التصديق على المعاهدة إجراء يفيد إرادة الدولة التقيد بها‪.‬‬

      ‫فعاليتها‪ ،‬فلا يكون تخلى المشرع عن تنظيم الحقوق التى كفلتهـا المعاهدة‬         ‫وهو يقترن غالباً بتبادل إيداع وثائق التصديق فى الجهة التى عينتها المعاهدة‪،‬‬
                          ‫للمواطنين‪ ،‬إلا إغفالاً من جهته يناقض الدستور ‪.‬‬            ‫ليقيد هذا الايداع الدولتين التى تبادلتاه فى مواجهة بعضهما البعض ‪.‬‬

‫‪71‬‬                                                                                 ‫وبذلك يغاير التصديق على المعاهدة‪،‬الانضمام إليها ‪ .‬ذلك أن الانضمام‬

                                                                                   ‫إلى المعاهدة إجراء تقبل الدولة بمقتضاه أن تكون طرفاً فى معاهدة وقعتها‬
                                                                                   ‫فعلاً دول أخرى‪ ،‬ولو لم تكن المعاهدة قد دخلت بعد مرحلة التنفيذ‪ ،‬بما‬
   66   67   68   69   70   71   72