Page 30 - مجلة الثقافة القانونية - العدد الثاني
P. 30

‫لأحواله‪ ،‬ولهذا للمشرع أن يستجيب إلى ما يراه من‬
                                                                                                                                                            ‫اعتبارات لمراعاة اتباع الأحكام التى تتوافق مع الفهم‬
                                                                                                                                                            ‫المناسب للدين بما يتلاءم مع روح العصر‪ ،‬فلا تحجر‬
                                                                                                                                                            ‫على اختياراته إلا فى الحدود التى قررت مد أحكام‬
                                                                                                                                                                                                ‫الرقابة الدستورية إليها‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫تطبيقات‬
                                                                                                                                                            ‫جرت التطبيقات الفقهية على اعتبار سن حضانة‬
                                                                                                                                                            ‫الصغير والصغيرة يتراوح بين السابعة والتاسعة‪ ،‬إلا‬
                                                                                                                                                            ‫أن هذا التحديد لم يكن يستند إلى نص قطعى الثبوت‬
                                                                                                                                                            ‫والدلالة فى الشريعة‪ ،‬وإنما نتيجة اجتهاد فقهي‪ .‬وإذ‬
                                                                                                                                                            ‫تغيرت الأحوال الأن وأثبتت الدراسات النفسية احتياج‬
                                                                                                                                                            ‫الصغير لمدة حضانة أكبر‪ ،‬فمد قانون الأحوال الشخصية‬
                                                                                                                                                            ‫سن الحضانة إلى ‪ 15‬سنة‪ ،‬وإذ عرض أمر دستورية‬
                                                                                                                                                            ‫هذا النص على المحكمة فأقرت المشرع على اجتهاده‬
                                                                                                                                                            ‫بحسبان أن تقدير سن الحضانة لا يرتبط بحكم قطعى‬
                                                                                                                                                                                                                  ‫الثبوت والدلالة‪.‬‬
                                                                                                                                                            ‫ولاية التعليم للحاضن‪ -‬جرت الاجتهادات الفقهية‬
                                                                                                                                                            ‫على تقرير ولاية التعليم للولى الطبيعي‪ ،‬وهو الأب‬
                                                                                                                                                            ‫أو الجد لأب‪ ،‬إلا أن الواقع العملى كشف عن أفضلية‬
                                                                                                                                                            ‫إسناد هذا الفرع من الولاية إلى الحاضن باعتباره أقرب‬

                                                                                                                                                            ‫إلى المحضون وأكثر قدرة على رشادة الاختيار تحت‬
                                                                                                                                                            ‫إشراف القاضي‪ ،‬وإذ كان الغالب أن تكون الحضانة‬
                                                                                                                                                            ‫للنساء فإن مؤدى ذلك خروج ولاية التعليم من مكنات‬
                                                                                                                                                            ‫الولى الطبيعى إليهن‪ .‬ولقد أثير أمر دستورية هذا‬
                                                                                                                                                            ‫الاجتهادـ وإذ تبيت المحكمة عدم تعلق هذا الأمر بأى‬
                                                                                                                                                            ‫حكم قطعى الثبوت والدلالة‪ ،‬فقد أقرت المشرع على‬
                                                                                                                                                                                                ‫اجتهاده‪ ،‬وقضت برفض الدعوى‪.‬‬
                                                                                                                                                            ‫طلب الفتوى من الأزهر الشريف جوازى للمحكمة‪-‬‬
                                                                                                                                                            ‫طلب أحد الخصوم استفتاء الأزهر الشريف فى مسألة‬
                                                                                                                                                            ‫شرعية تتعلق بحكم سقوط الدين بالتقادم‪ ،‬وإذ تحرت‬
                                                                                                                                                            ‫المحكمة بنفسها هذا الأمر فوقفت على اجتهادات متباينة‬
                                                                                                                                                            ‫لواحتدرهىا‪،‬ودجوًهــنا لغإيرجاهبا‪،‬ة‬  ‫فى هذا الأمر‪ ،‬فقضت بأن المحكمة‬
                                                                                                                                                                                                ‫هذا الطلب؛ كونها السلطة المختصة‬
                                                                                                                                                            ‫بالرقابة القضائية على موافقة النص التشريعى المطعون‬
                                                                                                                                                            ‫فيه لأحكام الدستور‪ ،‬فإذا وقفت على عدم مخالفته‬
                                                                                                                                                            ‫للأحكام قطعية الثبوت والدلالة فى الشريعة الإسلامية‪،‬‬
                                                                                                                                                            ‫فإنها لا تجيب المدعى لطلبه‪ ،‬وذلك كله دون إخلال‬
                                                                                                                                                            ‫فهىذهااللمدحعوكمىةالفدىستطلوريبةالإميتىضارأح اتللذذىل تكراهسلباي ًز ًلم‪.‬ا‬  ‫بسلطة‬
                                                                                                                                                                                                                                       ‫للفصل‬

                                                                                                                                                            ‫رعاية الدستور لخصوصية الهوية الدينية للمسيحيين‬
                                                                                                                                                                                                                                       ‫واليهود‬
                                                                                                                                                            ‫فقد قضت المحكمة بشأن حق المشرع فى تنظيم‬
                                                                                                                                                            ‫الحضانة على غرار الأحكام المنظمة لحضانة الأطفال‬
                                                                                                                                                            ‫المسلمين‪ ،‬وعند إثارة مسألة دستورية هذه الأحكام قضت‬
                                                                                                                                                            ‫المحكمة أن الحضانة لا تعد من الأحكام القطعية فى‬
                                                                                                                                                            ‫الديانة المسيحية‪ ،‬ولهذا يجوز للمشرع تنظيمها تحقيقا‬
          ‫أثيرت عند تفعيل هذه النصوص‪.‬‬                                      ‫الدولة على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها”‪.‬‬                                     ‫للصالح العام‪ ،‬وله أن يفضل الحاضنات القريبات للأم‬
                                                                ‫تطبيقات‬    ‫كما نصت المادة ‪11‬منه على أن « تكفل الدولة تحقيق‬
          ‫الحق فى اختيار الزوج‬                                             ‫المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية‬                                                                    ‫على القريبات للأب‪.‬‬
                                                                                                                                                            ‫كذلك تعرضت المحكمة لواجب المرأة المسيحية فى‬
‫أثيرت مسألة الحق فى اختيار مستشارى مجلس‬                                    ‫والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفقا‬                                 ‫النفقة على الزوج المعسر‪ .‬فقضت بأن يجوز للمشرع‬
‫الدولة للزوج الأجنبي‪ ،‬وقد كان قانون مجلس الدولة‬                            ‫لأحكام الدستور‪ ”...... ”.‬كما تكفل للمرأة حقها فى‬
‫إلا بإذن‬  ‫اعلخضاو الصم بجهل‪،‬سعلاىختيحايرنزكوانًجاتأجسنابئ ًيرا‬  ‫يحظر على‬   ‫تولى الوظائف العامة ووظائف الإدارة العليا فى الدولة‬                              ‫أن يحتص الأسرة المسيحية بهذا الحكم‪ ،‬دون التقيد‬
‫القوانين‬                                                        ‫من المجلس‬                                                                                   ‫بالاجتهادات المقررة فى الفقه الإسلامي‪ ،‬مراعية فى‬
                                                                           ‫والتعيين فى الجهات والهيئات القضائية‪ ،‬دون تمييز‬                                  ‫الديانة‬  ‫يبرر الطلاق فى‬             ‫ياعسدتمعرذا ًررا‬  ‫ذلك أن الإعسار لا‬
‫المنظمة للجهات والهيئات القضائية لا تشترط ذلك‪،‬‬                             ‫ضدها‪“ ”.‬كما تلتزم بتوفير الرعاية والحماية للأمومة‬                                ‫الحالة‬   ‫العشرة على هذه‬                               ‫المسيحية مما يحتم‬
‫وعندما عرض الأمر على المحكمة فى ضوء صدور قرار‬                              ‫والطفولة والمرأة المعيلة والمسنة والنساء الأشد احتياجا‪”.‬‬
‫من المجلس الخاص لمجلس الدولة بنقل أحد أعضائه‬                               ‫وكان مؤدى هذا الالتزام الدستورى أن الدستور اتخذ‬                                  ‫بين الزوجين الأمر الذى يبرر اجتهاد المشرع بالزام‬
                                                                                                                                                                     ‫الزوجة المسيحية بإعالة زوجها المعسر‪.‬‬
‫إلى عمل آخر لزواجه من أجنبية‪ ،‬قضت المحكمة بعدم‬                             ‫دورها‬  ‫ايلفأيسدرنةبأذساالإ ًبسااحليلبةنيمةنالاجهجتة‪،‬ماوعيضة‪،‬ماونتدرععيايمة‬  ‫من‬   ‫والخلاصة أن احترام الهوية الثقافية فى بعدها‬
‫دستورية هذا النص فى شأن أعضاء مجلس الدولة‪.‬‬                                 ‫دافئة‬                                                                       ‫بما‬
‫على حين قضت بدستورية النص الذى يقضى بوجوب‬                                  ‫وصحية للنشء‪ .‬وتوكي ًدا لهذا المعنى نص الدستور‬                                    ‫الدينى فى الدستور يستوجب أن تراعى المحكمة القواعد‬
                                                                           ‫على أن الدين والأخلاق والوطنية هى دعائم الأسرة‬                                   ‫الجوهرية التى تقوم عليها الأديان السماوية المعترف‬
‫الحصول على هذا الإذن بالنسبة للدبلوماسيين فى وزارة‬                                                                                                          ‫بها‪ ،‬فى إطار الدولة المدنية‪ ،‬دون أن يستطيل هذا البعد‬
‫عسنرديةزوتاقتجهضمىمأنق أصجنىبيدةر تجاقدتياًرال لحمرا لصطبعيلعةى‬  ‫الخارجية‬  ‫المصرية‪ ،‬فى إشارة لا تخطئها العين إلى الالتزام فى‬
                                                                 ‫عملهم من‬  ‫تكوينها بالضوابط الدينية والأخلاقية التى لا تنفصل‬                                         ‫إلى حد التحول إلى الدولة الدينية‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                ‫المقوم الثاني‪ :‬الأسرة‬
          ‫تأمين أسرار الدولة‪.‬‬                                              ‫عن الحقائق الواقعية التى تعكس النسيج الأخلاقى‬                                    ‫نصت المادة ‪ 10‬من الدستور على أن «الأسرة أساس‬
‫كذلك أثيرت مسألة حق المرأة المتزوجة فى العمل وأثر‬                          ‫للمجتمع‪ .‬وسوف نعرض إلى بعض التطبيقات التى‬
                                                                                                                                                            ‫المجتمع‪ ،‬قوامها الدين والأخلاق والوطنية‪ ،‬وتحرص‬

                                                                                                                                                                                                                  ‫أبريل ‪2024‬‬                    ‫‪30‬‬
   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35