Page 67 - مجلة التنوير - العدد الثالث - نسخة لمستخدمي الآيفون
P. 67

‫المجلس‬                        ‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬  ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

        ‫مجلــــــــــــــــة‬

        ‫ثانًيــا‪ :‬المتغيــ ارت البنائيــة الداخلــة فــي‬            ‫سـينكوبوفو ‪ )2006( Sinekopovo‬عنـد حديثـه‬
                               ‫تركيــب المفهــوم‬                    ‫عـن بنيـة المجـال العـام بالقـول بـأن هابرمـاس كان‬
                                                                    ‫لديـه تحيـز غائـي ونظـرة مثاليـة‪ ،‬يصعـب الوصـول‬
        ‫تتعـدد المتغيـ ارت البنائيـة الداخلـة فـي تركيـب‬            ‫إليهـا فـي الواقـع حيـث ظهـر مـن خـال كتاباتـه‬
        ‫المفهـوم‪ ،‬ومـن أبـرز العوامـل البنائيـة التـي سـاهمت‬        ‫أن هـذا المفهـوم هـو مبـدأ الكمـال(‪ .)5‬وأكـد علـى‬
        ‫فـي تشـكل المجـال العـام هـي الصالونـات الأدبيـة‬            ‫ذلـك المنحـي خالـد كاظـم (‪ )2011‬عندمـا أشـار‬
        ‫والمنتديـات‪ ،‬والمقاهـي ووسـائل الإعـام والشـارع‪.‬‬            ‫إلـى أن فكـرة المجـال العـام فكـرة يوتوبيـة أغفلـت‬
        ‫وفـي هـذا السـياق أطلـق أجينـس ‪)1998( Agens‬‬                 ‫الفـروق الاجتماعيـة والثفافيـة والاقتصاديـة بيـن‬
        ‫علـى ثلاثيـة الصحـف والمقاهـي والصالونـات اسـم‬              ‫الأفـ ارد(‪ .)6‬كمـا أكـد علـى هـذه الوجـة جيربسـا‬
        ‫البنيـة التحتيـة للمجـال العـام(‪ ،)9‬ويمكـن عـرض هذه‬         ‫‪ )2004(Gerbesa‬بقولـه “إن عـدم تجانـس‬
                                                                    ‫الجمهـور يعـد أحـد صعوبـات تشـكل المجـال العـام‬
          ‫المتغيـ ارت والعوامـل البنائيـة فـي السـياق التالـي‪:‬‬      ‫كمـا أشـار أي ًضـا أن المجـال العـام البرجـوازي لا بـد‬
                                                                    ‫أن يقيم في سياقه التاريخي‪ ،‬ويبدو أن هذه الأفكار‬
        ‫‪ -1‬الصالونــات والمنتديــات‪ :‬أشـار هابرمـاس‬
        ‫إلـى أن المجـال العـام البرجـوازي تشـكل فـي فرنسـا‬             ‫غيـر مقبولـة فـي الديموق ارطيـات الحديثـة”(‪.)7‬‬
        ‫وانجلتـ ار مـن خـال الصالونـات والمنتديـات التـي‬
        ‫كانـت تجمـع البرجوازييـن يطرحـون مـن خـال هـذه‬              ‫ولقـد جمـع سـالفياتوري فـي كتابـه المجـال العـام‪:‬‬
        ‫الصالونـات مطالبهـم مـن الوطـن‪ ،‬ولقـد تركـزت‬                ‫الحداثـة الليب ارليـة والكاثولكيـة والإسـام – والـذي‬
        ‫رؤيـة هابرمـاس علـى الـدور المثالـي الـذي تلعبـه‬            ‫ترجمـه الدكتـور أحمـد ازيـد ‪ -‬أوجـه القصـور التـي‬
        ‫هـذه المنتديـات الأوربيـة فـي المجـال العـام‪ ،‬وطـرح‬         ‫توجهـت إلـى مفهـوم هابرمـاس للمجـال العـام فـي‬
        ‫فـي كتابـه تصـوًار عـن الـدور الـذي تلعبـه هـذه‬
        ‫الصالونـات فـي تشـكل المجـال العـام والـذي يمكـن‬                                            ‫النقـاط التاليـة‪:‬‬
        ‫اخت ازلـه فـي رؤيتـه أن هـذه الصالونـات تحولـت مـن‬
        ‫مركـز للنقـد الأدبـي إلـى مركـز للنقـد المجتمعي‪ ،‬كما‬        ‫‪ -1‬عـدم التفـات هابرمـاس إلـى المجـالات العامـة‬
        ‫طـرح فـي كتابـه مجموعـة نمـاذج مـن الصالونـات‬               ‫المؤسسـة علـى الطبقـة أو النـوع والتـي تشـكل‬
        ‫التـي كانـت تجمـع الطبقـة البرجوازيـة فـي أوربـا(‪.)10‬‬       ‫مياديـن بديلـة تنتـج عـن أحاديـة النمـط المثالـي‬

                                                                                             ‫البرجـوازي المسـيطر‪.‬‬

        ‫وعنـد الحديـث عـن الصالونـات كأحـد المحـددات‬                ‫‪-2‬التقليـل مـن شـأن الفـروق القوميـة والتاريخيـة‬
        ‫البنائيـة للمجـال العـام‪ ،‬لا يمكـن إغفـال الـدور الـذي‬      ‫بيـن النمـاذج المختلفـة للمجـالات العامـة الحديثـة‪.‬‬
        ‫لعبتـه فـي مصـر فـي العصـر الحديـث‪ ،‬ويمكـن‬
        ‫الإشـارة فـي هـذا السـياق إلـى أول صالـون فـي‬               ‫‪-3‬عـدم الاهتمـام بالتداخـل المعقـد بيـن المجـالات‬
        ‫مصـر وهـو صالـون الأميـرة نازلـي فاضـل الـذي‬                          ‫العامـة المحليـة والقوميـة وعبـر القوميـة‪.‬‬
        ‫كان يتـردد عليـه الإمـام محمـد عبـده وسـعد زغلـول‬
        ‫وقاسـم أميـن ومحمـد المويلحـي وغيرهـم مـن رواد‬              ‫‪ -4‬المنحـة المعيـاري بتوصيـف المجـال العـام‬
        ‫التنويـر فـي مصـر‪ ،‬ولا يمكـن إغفـال الـدور الـذي‬            ‫علـى أنـه متفـرد فـي الحضـارة الغربيـة الحديثـة فقـط‪.‬‬

                                                                ‫‪67‬‬
   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72