Page 57 - 777777المنظور السياسي
P. 57

‫الهوياتيـة أولويـة لا ينبغـي أن يتـم المسـاس بهـا تحـت‬      ‫تنشـئته الأولـى‪ ،‬مجتمـع يتمتـع بدرجـات عاليـة مـن‬
‫دعـاوى عالميـة حقـوق الإنسـان والموقـع الديـن الوسـطي‬       ‫الحقـوق الثقافيـة‪ .‬والاقتصاديـة والاجتماعيـة‪ ،‬التـى‬
‫الصحيـح فـى تشـكيل العقـل المصـري والعربـي ركـن مهـم‬        ‫تمكنـه مـن أن يكـون علـى درجـة الرفـاه والتقـدم نفسـها‬

                                ‫فـي بنـاء شـخصيتنا‪.‬‬                                   ‫فـي المجتمعـات الغربيـة‪.‬‬

‫إن التحديـات والمخاطـر والتهديـدات الداخليـة والإقليميـة‬    ‫«على الجميع إد ارك أن تعظيم قدرة الدولة على حماية‬
‫والدوليـة التـي تواجهنـا ‪ -‬مـن قضايـا وأزمـات كالتطـرف‬      ‫أمنهـا الداخلـى والخارجـي‪ ،‬مـع تحقيـق أعلـى معـدلات‬
‫والإرهـاب‪ ،‬والقضيـة الفلسـطينية‪ ،‬والصـ ارع علـى الشـرق‬      ‫للتنميـة الشـاملة المسـتدامة‪ ،‬وتطويـع كل قـد ارت الدولـة‬
‫الأوسـط وفـي القلـب منـه الوطـن العربـي‪ ،‬إضافـة إلـى‬        ‫لتطويـر قواهـا الشـاملة بحيـث يتـم تأميـن موقعهـا المتقـدم‬
‫الأزمـات والصـ ارع الدولـي عسـكريا واقتصاديـا ‪ -‬تفـرض‬       ‫على طريق التقدم والازدهار‪ ،‬هو الدرب الوحيد لمجابهة‬
‫علينـا خلـق تجربتنـا الخاصـة ذات الطابـع المصـري‬            ‫الأزمـات والتحديـات والتهديـدات والعدائيـات المختلفـة‪،‬‬
‫الأصيـل‪ ،‬الـذي يعبـر عـن الاسـتثناء المصـري‪ .‬هـذا‬           ‫بمـا يمكنهـا فـي النهايـة مـن تحقيـق أهدافهـا القوميـة‪،‬‬
‫الاسـتثناء ترجمه توجه الرئيس بالتأسـيس لمنصة الحوار‬         ‫الأمـر الـذى يقـود فـى النهايـة للتكامـل بيـن الأمـن القومـى‬
‫الوطنـي بمـا يسـمح لجميـع قـوى المجتمـع أن تتشـارك‪،‬‬         ‫ومقتضياتـه مـن جهـة والديمق ارطيـة وحقـوق الإنسـان مـن‬
‫وتعـرض آ ارءهـا ومواقفهـا بشـأن كل مـا يمـس المواطـن‬        ‫جهـة أخـرى‪ .‬لـذا‪ ،‬صاغـت المبـاد ارت الرئاسـية للرئيـس‬
‫والمجتمـع‪ ،‬بهـدف خلـق مسـاحات مشـتركة تتبنـى قيـم‬           ‫السيسـي خبـ ارت ومخرجـات ذات خصوصيـة هوياتيـة‬
‫ومنظـور الدولـة فـى بنـاء الإنسـان‪ ،‬وتمكينـه مـن كامـل‬      ‫مصريـة أصيلـة أكـدت مـن خلالهـا مصـر للجميـع‬
                                                            ‫حرصهـا علـى بنـاء جمهوريـة جديـدة‪ ..‬تعتمـد علـى ركائـز‬
             ‫حقوقـه وفًقـا للمنظـور المصـري الشـامل‪.‬‬        ‫الدولـة المدنيـة الحديثـة لكنهـا فـي الوقـت نفسـه تعبـر‬
                                                            ‫عـن تجربتهـا المسـتمدة مـن مكوناتهـا الثقافيـة والهوياتيـة‬
‫يعـد مـا سـبق تجربـة مصريـة أصيلـة يجـب أن نفاخـر‬           ‫والحضاريـة‪ ،‬التـي تفـرض عليهـا منظومـة قيميـة مختلفـة‪،‬‬
‫بهـا الأمـم نحـو بنـاء ديمق ارطيـة مصريـة تشـاركية لا‬       ‫صاغتهـا فـي رؤيتهـا المتفـردة لحقـوق الإنسـان‪ ،‬التـي‬
‫تقتصـر فقـط علـى الديمق ارطيـة التمثيليـة‪ ،‬وتقتـرب كثيـًار‬  ‫ترتكـز علـى الإطـار الشـامل والجامـع لهـا‪ .‬الـذي يعتمـد‬
‫مـن مفهـوم الديمق ارطيـة المباشـرة عبـر منـح الحـق للجميـع‬  ‫علـى توفيـر التعليـم الجيـد والمسـكن الجيـد‪ ،‬والعـاج‬
‫للتعبيـر عـن آ ارئهـم ومواقفهـم الت ازمـا بالنسـق القيمـي‬   ‫الجيـد‪ ،‬والوعـي الجيـد‪ ،‬والطـرق الجيـدة‪ ،‬ومـدن المسـتقبل‬
‫الجامـع لـكل المصرييـن ويسـتبعد منـه حملـة فتـن التطـرف‬     ‫الذكيـة الجيـدة‪ ،‬فـكل ذلـك يعـد أي ًضـا مـن حقـوق الإنسـان‪.‬‬
‫والذيـن يتبنـون الإرهـاب كآليـة لفـرض نسـقهم الفكـري علـى‬
‫المجتمـع‪ .‬نتشـارك فـي بنـاء الجمهوريـة الجديـدة يـًدا بيـد‬  ‫نخلـص ممـا سـبق‪ ،‬والعالـم كلـه احتفـل باليـوم العالمـي‬
‫لكـن لا وجـود بيننـا لـكل مـن تلـوث فكـره أو حمـل السـاح‬    ‫للديمق ارطيـة فـى ‪ ١٥‬سـبتمبر المنصـرم‪ ،‬إلـى أن لمصـر‬
‫ضـد شـهدائنا مـن شـرفاء الوطـن‪ .‬فمصـر دولـة كبيـرة‬          ‫خصوصيـة يجـب أن تحتـرم‪ ،‬وأن لمجتمعنـا تطـو ار يجـب‬
‫ومسـتقرة‪ ،‬وعـدد سـكانها ضخـم‪ ،‬وهـي رمانـة الميـ ازن‬         ‫أن يوضـع فـى سـياق تجربتنـا لبنـاء ديمق ارطيـة تتناسـب‬
‫لتحقيـق الاسـتق ارر فـي بقيـة دول المنطقـة والإقليـم‪ .‬وهـي‬  ‫وما بلغه من م ارحل تقدم فى خارطة التنمية‪ ،‬ولقضايانا‬
‫نـواة نشـر القيـم الحقيقيـة للتعايـش السـلمي الـذي يحتـرم‬

‫‪57‬‬
   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62