Page 69 - 777777المنظور السياسي
P. 69

‫وقـدرة علـى التصـدي للأزمـات والاضط اربـات‪ ،‬وكـذا‬          ‫	•اثلالمًثـاجت‪:‬مـالعتهوادليـإدناسـتا انلإاقلليمميـصـةر ايل‪:‬مؤثـرة علـى ثقافـة‬
‫بفضـل تضافـر الـروح الوطنيـة لشـعب مصـر الأصيـل‬
‫مـع قواتـه المسـلحة ‪ -‬سـرعان مـا اسـتعادت توازنهـا‪،‬‬        ‫	‪1.‬الص ارعـات الإقليميـة والحـروب الأهليـة فـي دول‬
‫واسـتردت عافيتهـا السياسـية والمجتمعيـة‪ ،‬وحافظـت علـى‬
‫أمنهـا وأمانهـا الداخلـي‪ ،‬وتمكنـت مـن تأميـن حدودهـا‬                                                      ‫الجـوار‪:‬‬

               ‫ضـد أيـة محاولـة للاختـ ارق الأجنبـي‪.‬‬       ‫خ ـال‬    ‫اشلـمهادضتـيبعـ‪ ُ-‬اضنتفداولضـاالٍتمنطشـقـعةبي ٍاةلعوثربـيـوةارت‪،-‬‬  ‫لق ـد‬
                                                           ‫والت ـي‬                                                                     ‫العق ـد‬
‫واسـتناًدا إلـى تلـك الوضعيـة الحرجـة مـن تهديـد الأمـن‬    ‫اص ُطِلـح علـى تسـميتها «ثـو ارت الربيـع العربـي» ‪Arab‬‬
‫الإقليمي ج ارء تصاعد وتيرة الص ارعات الإقليمية والحروب‬
‫الأهليـة فـي غيـر بلـد مـن بلـدان المنطقـة‪ ،‬فـإن مؤشـ ارت‬  ‫‪ ،Spring‬وقـد أفـرزت وتسـبب عنهـا حالـة مـن القلاقـل‬
‫السلام والأمن جاءت متدنية حسب مقياس‪ /‬دليل السلام‬
‫العالمي ‪ Global Peace Index‬للعام ‪2024‬م‪ ،‬والذي‬              ‫والاضط اربـات السياسـية والاجتماعيـة والاقتصاديـة فـي‬
‫صنـف معظـم دول الجـوار الجغ ارفـي لمصـر وغيرهـا مـن‬        ‫عديـد مـن البلـدان العربيـة‪ ،‬وخَّلفـت بدورهـا حـالات نـزوح‬
‫بلـدان الشـرق الأوسـط ضمـن الـدول التـي تعانـي مـن عـوز‬
‫السـام (أي ضمـن المؤشـر المنخفـض والمنخفـض جـًّدا)‪.‬‬        ‫تل ـك‬  ‫م ـن‬  ‫هرًب ـا‬  ‫اللاجئي ـن‬  ‫الآلاف مـن‬   ‫جماعـي لعشـ ارت‬
                                                                                             ‫مـاٍذ آمـن‪.‬‬  ‫الـدول وبحثًـا عـن‬
                        ‫كمـا يتضـح مـن الشـكل (‪.)1‬‬
                                                           ‫وجديـر بالذكـر أن حالـة عـدم الاسـتق ارر المترتبـة علـى‬
                                                           ‫الأوضـاع السياسـية والاجتماعيـة فـي بلـدان الانتفاضـات‬
                                                           ‫الشـعبية والثـو ارت – وتحديـًدا سـوريا وليبيـا واليمـن‬
                                                           ‫والسـودان ‪ -‬تُنـذر بتحـول هـذه الـدول إلـى «دول هشـة»‬
                                                           ‫‪ Fragile State‬أو «دول فاشـلة» ‪،Failed State‬‬
                                                           ‫وهـو مـا يزيـد مـن حـدة تـردي الأوضـاع الأمنيـة علـى‬

                                                                                    ‫الصعيـد الإقليمـي والعربـي‪.‬‬

                                                           ‫وازداد الوضـع تأزًمـا بانـدلاع الحـرب الإسـ ارئيلية علـى‬
                                                           ‫غزة منذ السابع من أكتوبر ‪2023‬م (طوفان الأقصى)‪،‬‬
                                                           ‫ثم توسـع الحرب الإسـ ارئيلية لتشـمل لبنان‪ ،‬ولا سـيما بعد‬
                                                           ‫دخـول الطـرف الإي ارنـي فـي معادلـة الحـرب الإسـ ارئيلية‬
                                                           ‫علـى غـزة ولبنـان‪ ،‬وهـو أمـر يؤثـر ولا شـك ويفاقـم مـن‬
                                                           ‫حـدة التـأزم السياسـي فـي المنطقـة‪ ،‬وهـو مـا يؤثـر بالسـلب‬
                                                           ‫– حت ًمـا ‪ -‬علـى الوضـع السياسـي فـي مصـر وفـي‬

                                                                                              ‫المنطقـة بأسـرها‪.‬‬

    ‫شكل (‪ :)1‬حالة السلام في الشرق الأوسط مقارنة بباقي‬      ‫علـى الرغـم مـن أن مصـر كانـت واحـدة مـن تلـك‬
                   ‫مناطق العالم (‪2024‬م)‬                    ‫الـدول التـي طالهـا مـا ُيعـرف بثـو ارت الربيـع العربـي‪،‬‬
                                                           ‫وعانـت بدورهـا لبعـض الوقـت مـن ارتبـاك فـي الاسـتق ارر‬
                                                           ‫السياسـي والاجتماعـي‪ ،‬بيـد أن مصـر – وبفضـل مـا‬
                                                           ‫تتمتـع بـه المؤسسـة العسـكرية المصريـة مـن قـوة وحكمـة‬

‫‪69‬‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74