Page 86 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 86
يقول فوزي خضر: لقد اتصل الماضي بالحاضر ..فغام الماضي بآلامه وأوجاعه ورحل،
أتيُت من عوالم الجنون وأضاء اليوم السابع؛ فأنبتت الأرض وردا من دم الشهداء.
مرتديا عباءة الشتاء والشجر
أبعثر الأفلاك في الفضاء ونقرأ لمحمد أبو سنة عدة قصائد يعبر فيها عن الخروج من الهزيمة
وأنفض النجوم عن حذائي إلى ساحة النصر ..ومنها قوله:
وأطلق الرياح في معالم الهواء أفديك يا سيناء
وأتيت الحروف في الجدار وزغردت من قلبها السماء
وانهمر الجنود
ويقول أيضا: يسابقون الريح والأحلام
كأنك لي تراب البدء والشعلة يقبلون كل ذرة من الرمال
وترُسم الدماء
وفرحة ساعدي المدفوع خرائط النهار والمساء
عبر الحائط الصلِد على صحائف التاريخ والجبال
كأنك رقصة الأمطار ويعترف محمد أحمد العزب بعظمة الحدث ويجعل ما جرى أبلغ
حول النبتة الطفلة وأبقى من الشعر؛ فيقول:
ومجد الجذر خففوا الوطَء على الرمل
حين يمد ساعده إلى الطمي أحبائي يقولون حكايا ومواجد:
ونافذة تطل علّي {أيها السادة عفًو ا
وهذه الصور المتدفقة التي تصور فرحة الشاعر بالنصر ..يستمدها ليس في سيناء شعر كالذي
من الطبيعة ليؤكد وجود الحياة الجديدة والنافذة الجديدة التي تطل أنتم تقولون
عليه. ففيها شكل قاموس جديد
ثم نقرأ ما كتب عصام الغازي لنجده يتوحد مع الأرض والظلال أيها السادة عفوا
والعذابات لكي ينال ثمرة هذه التضحيات ..يقول: ليس في سيناء رفض
لأنني حفرت عمري في ظلالك المهاجرة كالذي أنتم تعيشون
لأنني عشقت خفقة الجناح
في ضلوعك المغامرة ففيها شكل إيقاع وليد
سألت طائر العذاب في دمي أيها السادة عفوا
عن حلمك البعيد
وأرقتني في الوداع توبة الشهيد ليس في سيناء حب
ثم يقول: كالذي أنتم تعانون
يا طائري إني احتملت في غيابك الكثير ففيها شكل تكوين خرافي عنيد}
فعد إلي في براءة الغدير إن النصر أحدث تغييرا في كل شيء ..وصار الشعر إيقاعا جديدا
وفي ليونة الضياء والحرير في سيناء يتغنى به الجنود على إيقاع الرصاص وفي لغة جديدة..
وفي مودة الثغاء والخرير وفي ديوان {أغنية لسيناء} الذي صدر عام 1975نجده يضم أربعة
يا طائري ..يا طائري الصغير.. أصوات لمقاتلين على ضفة القناة..
82

