Page 88 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 88
المخرج /عصام السيد دعوة لمعرفة الحقائق
وتناول التقرير أسباب مفصلة للهزيمة العسكرية خاصة في الأيام في ظل الصراع القائم حاليا في الشرق الأوسط وتغول الكيان
الأولى للحرب قبل إقامة الجسر الجوي الأمريكي لإنقاذ الكيان الصهيوني ،والإبادة الجماعية التي يقوم بها في فلسطين المحتلة تأتي
الصهيوني ،وانتقد التقرير بالتفصيل جيش العدو وأجهزة مخابراته ذكرى حرب أكتوبر 1973هذا العام ،وقد طالت أذرع العدو عدة
بشدة ،ووصف الخلل في التنسيق بين وحدات الجيش بعضها بعضا. دول عربية فضربتها واستقطعت أجزاء من أراضيها كلبنان وسوريا،
ولم يتعرض التقرير للمسؤولية السياسية لمجلس الوزراء ورئيسته وتطاولت تلك الأذرع إلى اليمن والعراق وقطر ،ووصلت ضرباتها
جولدا مائير ووزير دفاعها موشي ديان ،حتى إنهم فازوا في
الانتخابات التالية لانتهاء اللجنة من عملها ،في حين أوصت اللجنة إلى إيران!!
بإقصاء بعض كبار القادة العسكريين ،ومنهم إلياهو زعيرا مدير ولكننا في ذكرى تلك الحرب -التي أعادت لنا كرامتنا ،وأوقفت العدو
المخابرات العسكرية "أمان" ،وكذلك رئيس الأركان ديفيد بن عند حده وأجبرته على الانسحاب من أرض سيناء -نحتاج أن ننفض
إليعازر ،وقائد الجبهة الجنوبية (المسؤولة عن الدفاع عن سيناء عنا غبار يأس اجتاح المنطقة واعتبر أن إيقاف هذا الكيان الهمجي
المحتلة) شلومو جونين ،وكذلك عدد من ضباط الاستخبارات وتم من المستحيلات ،فالعدو ليس (خارق القوى) وآلته العسكرية قابلة
تنفيذ التوصيات .ومع ذلك لم يهدأ الغضب هناك ،وخرجت
المظاهرات تنادي (موشى ديان) بالقاتل وتطالبه بالتنحي عن منصبه للانكسار والهزيمة كما حدث من قبل وباعترافه نفسه كما سنرى.
وتصب الإهانات على (جولدا مائير) التي تمسكت بمنصبها .ولهذا والحقيقة أن العدو حاول تزييف التاريخ أكثر من مرة ،وفي أكثر من
أصاب السخط اللجنة هي الأخرى ولم تسلم من الإهانات ،وتم اتهامها مجال وبكل الطرق الممكنة ،حتى ادعى أنه انتصر في حرب
بالكيل بمكيالين؛ فقد حاسبت العسكريين وابتعدت عن محاسبة أكتوبر ،أو على الأقل انتهت الحرب بالتعادل ،فكما عبرنا القنال،
عبرها العدو ،وكما حررنا جزءا من أرضنا ،احتل أجزاء جديدة.
الوزراء. ولكن هذه الافتراءات المبنية على واقعة الثغرة لا تصمد أمام النقاش
وبرغم كل التحفظات على عمل اللجنة ،خاضت بعض الصحف الجاد العاقل ،فكما شهد كبار القادة أن الثغرة لم تكن أكثر من (شو
الإسرائيلية معركة من أجل نشر التقرير بالكامل ،وبعد عامين من إعلامي) يحفظ لأمريكا بعًضا من حياء ،بعد أن انتصر الجيش
التداول في أروقة المحكمة العليا وافقت تلك المحكمة على النشر عام المصري بأسلحته الروسية على ترسانة السلاح الأمريكي ،بفضل
1995مع التوصية بحذف صفحات تخص دور جهاز الاستخبارات إخلاص واستبسال المقاتل المصري .وترد على تلك الادعاءات أيضا
(الموساد) وعلى الرغم من هذا القرار ،فلم ينشر من التقرير إلا وثائق الحرب الصادرة عن الكيان الصهيوني نفسه ،والتي أصبحت
مجرد خطوط عامة ،ثم أصدر الكنيست الإسرائيلي قانونا يقضي الآن متاحة باللغة العربية بعد أن بدأ المركز القومي للترجمة في نشر
بحجب بعض المعلومات لمدة 30سنة بعد انتهاء الحرب .وفي عام
2007عادت المطالبة بنشر التقرير كاملا ،وتكررت المطالبات الترجمة العربية لتقرير لجنة (أجرانات).
إنها اللجنة التي شكلها الكيان الصهيوني في نوفمبر من عام 1973
حتى تم الكشف عن بعض التفاصيل في عام .2012 برئاسة (شيمون أجرانات) كبير قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية
إن ترجمة وثائق حرب أكتوبر مشروع ضخم قاده الأستاذ الدكتور لبحث أسباب هزيمة جيشه في الحرب وأدت إلى سقوط 2182جنديا
المرحوم إبراهيم البحراوي لنشر ما يخص انتصار أكتوبر في إسرائيليا قتيلا ،عدا الأسرى والجرحى .وتشكلت اللجنة نتيجة لضغط
الوثائق الإسرائيلية صدرت منه أجزاء من تقارير اللجنة -والأجزاء شعبي وصحفي وتساؤلات حول (من المسؤول عن الهزيمة؟) ونتج
الأخرى ما زالت تحت الطبع -ولكن للأسف لم يشهده صاحب عن تلك الأسئلة استقالة وزير العدل بعد أن فشل في جعل وزير
المشروع؛ إذ رحل إلى ربه قبل الاكتمال ،ولكن تلاميذه ومريديه الدفاع يعترف بالمسؤولية .وبعد تشكيل اللجنة تعامل معها المجتمع
استكملوا المشروع ،وأهدوا إلى الراحل الكريم هذا العمل واصفين هناك على أنها لجنة الإنقاذ ،ومدحتها الصحف على اختلاف تياراتها.
واستمرت اللجنة في العمل حتى أصدرت تقريرها في 30يناير
إياه بابن مصر البار ،وهذا العمل يستحق القراءة والتأمل والاهتمام. 1975والمكون من ثلاثة تقارير ،كل تقرير جاء في جزءين ،أحدهم
طويل ومفصل وعلى أعلى درجات السرية ،والآخر قصير ومتاح
84 للجميع في مجموعة بلغت أكثر من 1500صفحة ،ولكن هذا التقرير
المطول لم ينشر منه في حينه سوى 42صفحة فقط -هي عبارة عن
المقدمة -واعتبرت بقية الصفحات سرية.

