Page 87 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 87

‫إنه الميلاد الجديد‪ ..‬وما مضى كان مخاضا طويلا‪ ..‬وها هو يولد من‬         ‫لقد غاب طائره طويلا عنه برغم ما يحسه الشاعر من عشقه لخفقة‬
                                           ‫جديد على رمال سيناء‪.‬‬       ‫جناحيه‪ ..‬وما يمثله الطائر له من الحلم البعيد‪ ..‬ثم ها هو يطلب منه‬
                                                                      ‫العودة؛ لأن هذا أوانها‪ ..‬ولأن كل شيء تغير‪ ..‬وعلى الطائر أن يعود‬
         ‫ولقد كتبت عدة قصائد تعبر عن هذا النصر العظيم‪ ..‬منها‪:‬‬
                                    ‫لا تسألوني عن عدوَي الجبان‬                                                ‫بريئا مطمئنا فرحا سعيدا‪.‬‬
                                                                           ‫ويذكر درويش الأسيوطي مجد سيناء وتاريخها العريق؛ فيقول‪:‬‬
                               ‫فقد قصمُت ظهره من أول المبارزة‬
                                        ‫عدوَي الجبان يحشو جلده‬                                                            ‫يقول الرب‪:‬‬
                                                 ‫بالقش والدخان‬                                              ‫في تربك أنبت أعواد العزة‬
                                                                                                          ‫حيث البدوي المتجدد حورس‬
                                     ‫عدوَي الجبان صامد مراوغ‬
                                                ‫إذا أحّس بالأمام‬                                                  ‫يزهر في جبل اليأس‬
                                                                                                        ‫يوقد قنديلا في معبد رب النصر‬
                                   ‫وخائر مشرد في ساحة الصدام‬                                          ‫كي أنبت من الطين الأرض إلهاما‬
                                   ‫رأيته يلقي السلاح يرفع اليدين‬
                                                                                                                          ‫غنى أحمس‪:‬‬
                                                      ‫في هوان‬                                               ‫يا صبر الأم الدامعة العينين‬
                                  ‫ساءلته‪ :‬ماذا وراء زحفك المدان‬
                                                                                                                       ‫يا طيب المعبد‪..‬‬
                                           ‫فكان دمعه الجواب‪..‬‬                                               ‫يا عطر السادس من أكتوبر‬
                                    ‫ساءلته‪ :‬ماذا وراء ذلك الهوان‬
                                                                                                               ‫يا زيت المصباح الساهر‬
                                           ‫فكان دمعه الجواب‪..‬‬                                                           ‫في ليل العشق‬
                                   ‫عدوي الجبان حار في الجواب‬
                                                                                                                  ‫تبارك اسمك يا مصر‬
                                           ‫لأنه انطلاقة بلا مسار‬      ‫إنها مصر‪ ..‬الحضارة‪ ..‬والتاريخ‪ ..‬والحب‪ ..‬والنور‪ ..‬والأمل‪..‬‬
                                                 ‫وطلقة بلا هدف‬        ‫كرمها الرب وكتب لها النصر دائما‪ ..‬بعد معاناة الألم‪ ..‬ليضيء‬

‫تلك نماذج من رحلة الشعراء أطلقوها من صدق أحاسيسهم وعمق‬                            ‫المصباح الساهر باسمها الجميل في السادس من أكتوبر‪.‬‬
                                       ‫رؤيتهم لهذا النصر العظيم‪.‬‬      ‫وفي السياق نفسه يعبر صلاح اللقاني عن حبه لمصر‪ ..‬وكيف يجدد‬
                                                         ‫وأخيرا‪:‬‬
                                                                                                             ‫المخاض هذا الحب‪ ..‬يقول‪:‬‬
‫لقد كان للشعر في هذه المعركة المجيدة‪ ..‬زورقه الخاص على‬                                                                      ‫يا مصر‪..‬‬
‫صفحة القناة‪ ..‬يستقبل الجنود من الضفة الغربية ويصحبهم إلى‬
‫الضفة الشرقية‪ ..‬ثم يعود مرة أخرى إلى قافلة أخرى من الجنود‪..‬‬                                        ‫كان الموت يمشي في عروقي كاسًحا‬
‫وحين يتأكد من وصول كل الجنود يصعد الساتر الترابي لينشد نشيد‬                                            ‫كالسيل والسكين مجنونا‪ ..‬ضرير‬
‫النصر‪ ..‬ويذكر ما أبدعه الشاعر حافظ إبراهيم منذ أكثر من ثمانين‬
                                                                                                  ‫يمضي‪ ..‬فتنتفض الدماء كراية حمراء‬
                                     ‫عاًما بلسان مصر المحروسة‪:‬‬                                          ‫نكسها الزمان على تراب اليأس‬
                                   ‫أنا تاج العلاء في مفرق الشرق‬                                                    ‫في طرق الهزيمة‪..‬‬
      ‫ودراتـــــــه فـــــــرائد عقــــــــدي‬                                                               ‫ويجف نبع الشعر في شفتي‬
                                                                                                                      ‫أعواًما طويلا‪..‬‬
                                     ‫أنا إن قـــدر الإلـــه ممـــاتي‬                                       ‫واليوم‪ ..‬حين أراك ترتعشين‬
         ‫لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي‬                                                                              ‫في ماء المخاض‪..‬‬
                                                                                                                 ‫أصبح ما بين القبور‪..‬‬
                                 ‫إنني حــــرة كســـــرت قيــــودي‬                                                     ‫إني ولدُت فقيدوا‬
      ‫رغـــم رقبي العـــــدا وقـــطعت قدي‬                                                                               ‫تاريخ ميلادي‬
                                                                                                                      ‫على رمل العبور‬

‫‪83‬‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92