Page 43 - مجلة فرحة مصر بعد النصر
P. 43
الجامعة المصرية وحرب أكتوبر 1973 خاضت مصر في أكتوبر 1973حرًبا هي الأهم ،في تاريخ الصراع
العربي الإسرائيلي منذ حرب ،1948تلك الحرب التي تطلع
أ.د .أحمد الشربيني لخوضها المجتمع المصري بقيادته السياسية ،وشرائحه الاجتماعية،
فضًال عن قواته المسلحة من أجل تحرير الأرض المصرية والعربية،
كذلك عقدت اللجنة المركزية للمعركة بكل جامعة اجتماعات مكثفة وكسر إرادة العدو الإسرائيلي ،وطمس مقولة الجيش الذي لا يقهر،
لمناقشة الخطط المطروحة من القطاعات والكليات والمعاهد المختلفة التي كان الإسرائيليون يتغنون بها ،من باب الحرب النفسية ،للتأثير
بالجامعة ،وتحديد الأدوار المتماثلة ،والتنسيق بينها ،ومتابعة الخطط على معنويات المواطن والمقاتل المصري والعربي ،لهذا وقف
المتباينة والعمل بكل السبل داخل الجامعة وخارجها للتغلب على ما المجتمع المصري بكل أطيافه خلف قواته المسلحة في تلك الحرب،
يعترض سبل تنفيذها ،وجمع البيانات التي تتعلق بإنجازات كل قطاعات حتى إن كل مواطن مصري اعتبر نفسه مقاتًال على جبهات المعركة،
الجامعة وكلياتها ومعاهدها ،والعمل على إعداد برامج توعية لمجتمع بصرف النظر عن موقع هذه الجبهة،
الجامعة بأهداف لجنة المعركة والمجالات التي تعمل فيها وأهمها :الدفاع الأمر الذي جعل حرب أكتوبر ملحمة وطنية بامتياز ،بادرت كل
المدني ،والمقاومة الشعبية ،والدفاع الشعبي ،والفرق الخاصة (الفدائيين)، مؤسسات المجتمع المصري إلى المشاركة فيها إلى جانب قواتنا
والخدمات العامة ،ورعاية أسر المقاتلين والشهداء .كما تتناول برامج المسلحة ،فبينما كانت قواتنا المسلحة تخوض معارك ضارية مع
التوعية رسائل التطوع من أجل المعركة ،سواء أكان على مستوى العدو ،ومن خلفه داعموه من الدول الكبرى بجبهات القتال ،كانت
الجامعة ،أو مستوى الإقليم -المحافظة -الذي تعتبر الجامعة إحدى وحداته
مؤسسات الدولة المصرية تخوض حرًبا على الجبهة الداخلية،
السكنية. كان الاصطفاف الوطني فيها سبًبا في تحقيق النصر في تلك الحرب،
كما قامت اللجان المركزية للمعركة بكل جامعة بمتابعة تكوين لجان لا سيما أن المجتمع المصري كان مستهدًفا من أطراف خارجية كانت
فرعية للمعركة بكليات الجامعة ومعاهدها بآلية حددتها اللجان المركزية، لها مواقفها المعروفة والمكشوفة منذ ثورة يوليو ،1952كما كان
على أن تعمل تلك اللجان لخدمة المعركة بالتطوع ،ومن خلال الأسر مستهدًفا من أطراف داخلية ،فشلت في اختطاف ثورة يوليو ،1952
التي تضم أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة ،والطلاب والعاملين
وتوظيفها لمآربها الخاصة.
بكل كلية ومعهد. وتحملت الجامعة المصرية باعتبارها واحدة من أهم مؤسسات
وتواصل عمل لجان المعركة بالجامعات ،حتى بعد أن توقفت العمليات المجتمع المصري مسؤولياتها في الحرب منذ اندلاعها ،من خلال
العسكرية بجبهات القتال ،للمساعدة في تجاوز آثار الحرب؛ حيث مشاركة مجتمع الجامعة ،بكل شرائحه ،في المجهود الحربي ،بداية
واصلت اللجان جمع التبرعات النقدية التي أقرتها لجان المعركة من رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس،
المركزية بكل جامعة ،وتخصيصها بمعرفة لجنة المعركة المركزية بكل والهيئة المعاونة ،ومروًر ا بالعاملين ،وانتهاًء بالطلاب ،فباندلاع
جامعة للجرحى والمصابين والترفيه عنهم ،ورعاية أسرهم وأسر الحرب شكلت كل جامعة لجنة مركزية للمعركة ،انبثقت عنها لجان
فرعية للمعركة ،بكل كلية ومعهد بالجامعة ،وتكونت تلك اللجان من
الشهداء.
ممثلين لأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم ،والعاملين بها وطلابها.
39 وسارعت لجنة المعركة المركزية بكل جامعة ،بعقد اجتماعات مكثفة،
لتحديد أهدافها ،وآليات تنفيذ تلك الأهداف دون تأخير ،والمجالات
المتاحة لعملها في ضوء الإمكانات المتوفرة بكل جامعة ،ووضع خطة
مركزية للمعركة ،تتماشى مع الخطة العامة للدولة ،وتحديد آليات
التنسيق بينها وبين أجهزة الدولة المعنية بالمجهود الحربي ،لتوظيف
إمكانات الجامعة للمعركة ،وبخاصة الإمكانات البشرية غير
المستخدمة بالجامعة ،كما تقوم اللجنة المركزية للمعركة بكل جامعة
بالتنسيق بين كل قطاعات الجامعة التي تعمل في خدمة المعركة،
وتوفير الإمكانات التي تحتاجها لهذا العمل وترشيدها ،وكذلك القيام
على نقل التجارب التي تقوم بها كليات الجامعة ومعاهدها إلى الكليات
الأخرى للاستفادة منها ،ومراجعة أداء الدفاع المدني بالجامعة.

