Page 17 - 777777المنظور السياسي
P. 17

‫إعـاء ثقافـة المجتمـع الأهلـي صاحـب المصيـر الواحـد‪،‬‬               ‫	•وجـود تـ ارث قانونـي ودسـتوري يمكـن البنـاء عليـه‬
‫والدسـتور القـوي الـذي يمنـع إفـ ارغ النظـام السياسـي مـن‬                                      ‫لترسـ�يخ المواطنـ�ة‪.‬‬
‫محتـواه‪ ،‬ويعضـد مـن المؤسسـات القائمـة التـي يحتكـم‬
‫إليهـا الجميـع فـي إطـار القانـون الأساسـي للدولـة‪ .‬فالدولـة‬       ‫	•دور المجتمـع الأهلـي فـي إطـار منظـم مـن الدولـة‬
‫الحديثـة‪ ،‬القائمـة علـى المشـاركة‪ ،‬تقـوم علـى المؤسسـات‬            ‫فـ�ي إنتـ�اج تنشـ�ئة بديلـ�ة ومكملـ�ة للمؤسسـ�ات الرسـ�مية‪.‬‬
‫التـي تكفـل الحقـوق للجميـع‪ ،‬وتُسـهم فـي ترقيـة التطـور‬
‫الحضـاري والارتقـاء الاجتماعـي والتقـدم الاقتصـادي‪،‬‬                ‫	•توجـه الدولـة لتعزيـز مشـاركة الشـباب (منتديـات‬
‫بالقيـم والعدالـة الاجتماعيـة والتعليـم والعلـم والتكنولوجيـا‪،‬‬       ‫الشـ�باب العالميـ�ة‪ ،‬ب ارمـ�ج التمكيـ�ن السياسـ�ي)‪.‬‬

                          ‫وتحقيـق الرفاهيـة للشـعب‪.‬‬                ‫	• نحــو مشــروع وطنــي لبنــاء الإنســان عبــر‬
                                                                                         ‫التنشــئة السياســية‪:‬‬

  ‫فبنـاء الإنسـان لا يتحقـق دون أسـاس سياسـي وأخلاقـي‬              ‫ُيظهـر السـياق المصـري أن التنشـئة السياسـية تُعـّد آليـة‬
  ‫متيـن‪ ،‬تضعـه التنشـئة السياسـية مـن خـال بنـاء وعـي‬              ‫حاسـمة فـي تشـكيل الهويـة السياسـية وتعزيـز المواطنـة‪،‬‬
  ‫المواطـن‪ ،‬وتشـكيل ولائـه للوطـن‪ ،‬وتفعيـل قدرتـه علـى‬             ‫وأن غيابهـا أو اختلالهـا يـؤدي إلـى ضعـف الانتمـاء‬
  ‫المشـاركة‪ .‬وفـي الحالـة المصريـة‪ ،‬يظـل الرهـان الأكبـر‬           ‫الوطنـي‪ ،‬وانحسـار المشـاركة السياسـية‪ ،‬وتفـكك المجتمـع‬
  ‫علـى إعـادة صياغـة العلاقـة بيـن الفـرد والدولـة علـى‬
  ‫قاعـدة الحريـة والمواطنـة والانتمـاء العاقـل‪ ،‬وهـي مهمـة‬                                        ‫حـ�ول هويـ�ات فرعيـ�ة‪.‬‬
  ‫لا تنجـح إلا إذا جعلنـا مـن التنشـئة السياسـية محـوًار‬
                                                                   ‫فقـد أسـهمت الأوضـاع التـي تولـدت بعـد فـي بدايـة العقـد‬
               ‫مرك ًزّيـ�ا فـ�ي كل سياسـ�ات بنـ�اء الإنسـ�ان‪.‬‬      ‫الثانـي مـن القـرن الواحـد والعشـرين فـي تسـليط الضـوء‬
                                                                   ‫علـى أهميـة العمـل علـى بنـاء إنسـان متناغـم ومتوافـق‬
  ‫تُبـرز هـذه الد ارسـة أن التنشـئة السياسـية ليسـت مجـرد‬          ‫مـع المجتمـع الـذي يعيـش فيـه‪ ،‬حفا ًظـا عليـه وعلـى‬
  ‫عمليـة اجتماعيـة لنقـل المعـارف والرمـوز السياسـية‪ ،‬بـل‬          ‫الدولـة واسـتم ارريتها‪ ،‬وعـدم تحولهـا إلـى مزرعـة طائفيـة‬
  ‫هـي فـي جوهرهـا مشـروع حضـاري شـامل لبنـاء الإنسـان‪،‬‬             ‫أو أيديولوجيـة أحاديـة التوجـه مضـادة لمفهـوم الدولـة‬
  ‫يرتكـز علـى إعـداده للمشـاركة الواعيـة فـي الحيـاة العامـة‪،‬‬      ‫نفسـه والحضـارة والارتقـاء‪ ،‬ومتنكـرة للواقـع ومخاصمـة‬
  ‫وتعزيـز قد ارتـه علـى التفكيـر النقـدي‪ ،‬والانتمـاء المسـئول‪،‬‬
                                                                                                            ‫للمس ـتقبل ‪.‬‬
         ‫والمبـ�ادرة الخّلقـ�ة داخـ�ل إطـ�ار الدولـ�ة والمجتمـ�ع‪.‬‬
                                                                   ‫ويبقـى الـدرس المسـتفاد مـن تلـك الأحـداث أن سـقوط‬
  ‫لقـد أوضـح التحليـل النظـري أن الهويـة السياسـية‬                 ‫الدولـة يعنـي الفوضـى‪ ،‬ولتجنـب هـذا المصيـر‪ ،‬المطلـوب‬
  ‫والمواطنـة الفاعلـة لا تنشـأ تلقائًّيـا‪ ،‬بـل تُبنـى عبـر‬         ‫نظـام قائـم علـى المشـاركة الحقيقيـة‪ ،‬كمـا يقـوم علـى‬
  ‫مؤسسـات التنشـئة المختلفـة‪ ،‬بـد ًءا مـن الأسـرة والمدرسـة‪،‬‬       ‫تحقيـق تطلعـات الشـباب فـي إطـار مـن الثوابـت الوطنيـة‬
  ‫مـروًار بالإعـام والتعليـم الدينـي‪ ،‬وانتهـا ًء بالأحـ ازب‬        ‫التـي تتطلـب درجـة عاليـة مـن الإعـداد والوعـي بهـا؛ لكـي‬
  ‫ومنظمـات المجتمـع الأهلـي‪ .‬كمـا أظهـرت الد ارسـة أن‬              ‫ينشـأ إطـار تتنافـس فيـه القـوى المجتمعيـة الفعالـة عبـر‬
  ‫بنـاء هـذه الهويـة يحتـاج إلـى نسـق متكامـل مـن القيـم‬           ‫ب ارمج واقعية تحترم نظام المشاركة بالمصالح‪ ،‬ولا مكان‬
  ‫والممارسـات التربويـة والسياسـية‪ ،‬يـوازن بيـن الانتمـاء‬          ‫فـي هـذا النظـام للكيانـات العقائديـة والميليشـياوية‪ ،‬مـع‬

‫‪17‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22