Page 242 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 242

‫هلى !الظ!ا ‪ 4‬اهة ا لاللللا!‬  ‫‪،00‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫‪242‬‬

                             ‫(وَاَ بهرفَى فكِئبِ !هو‬
         ‫ر‬
         ‫ينَريَمُ إنً اَل!هَ اَضطَفَنكِ وَطَفَرَكِ وَاَ!طفَنكِعَكَ !ضِاَء اَلفَلَمِينَ!‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫( قَىد قَالَتِ اَتمَلَبه!ةُ‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫ا‬
‫(اللّه)‬

  ‫الإسلام دين يحمل ! جنباته كل مقومات العظمة والسؤدد‪ ،‬لا يلتزم به أحد من البشر‬
‫إلا وسعر بقو؟ عجيبة تجري في دمائه كجريان النهر في وديان الصحراء‪ ،‬لتجعل منه إنسانًا‬

‫عظيمًا تظهر عظمته في بريق عينيه المتلألئة ! فليس هناك في الإسلام ما يدعو للخجل أبدًا‪،‬‬

‫فالإسلام دين السلام ‪ ،‬وتحيتنا هي السلام ‪ ،‬ودارنا في الاَخرة هي دار السلام ‪ ،‬وصلاتنا تنتهي‬

‫بالسلام ‪ ،‬ونبينا هو نبي السلام ‪ ،‬وهو الذي كرّم موسى لج! الذي ينتنسب إليه اليهود‪ ،‬وهو‬

‫الذي كرَّم عيسى لج! الذقي ينتسب إليه النصارى ‪ ،‬وهو الذي كرَم علي بن أبي طالب انًه!‬

‫الذي ينتسب إليه من يطعنون بشرف ابن عمه في الغداة والعشي ‪ ،‬وهو الذي كرّم بني الإنسان‬
‫وعظم إنسانيتهم بغض النظر عن ألوانهم وأعراقهم ‪ ،‬وواللّه إننا لو أحسنا الدعوة لهذا الدين‬

                             ‫لملكنا به قلوب الناس بخميغا حتى ولو لم يعتنق هؤلاء الإسلام !‬

 ‫ومريم ابنة عمران هي الإنسانة التي لم يخلق اللّه إنسانة مثلها من لدن حواء إلى قيام‬
‫الساعة ! نحن نتحدث عن العذراء البتول ‪ ،‬وعن الطاهرة المطهرة ‪ ،‬وعن التقية النقية‪،‬‬

‫وعن العابدة القانتة ‪ ،‬نحن نتحدث عن الإنسانة التي كرّمها الإسلام ‪ ،‬فجعلها الهرأة‬

‫الوحيدة التي توجد سورة كاملة باسمها‪ ،‬والتي ورد اسمها في القراَن بأكثر من ثمانية‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫أضعاف ما ورد فيه اسم نبي الإسلام نفسه!‬

‫ولن نبدأ الحديث عن مريم من مولد المسيح المعجز‪ ،‬ولن نبدأ من جذع النخلة‬

‫التي هزته هذا الهرأة البطلة ‪ ،‬فكما اعتدنا في هذا الكتاب ‪ . . .‬نحن هنا لا نبحث عن‬

‫الأبطال ‪ ،‬بلى نب!حث عن سر صناعة الأبطال ‪ ،‬وذلك لكي نصنع من أنفسنا وأبنائنا وبناتنا‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫الأمة ‪. . . . .‬‬  ‫هذه‬  ‫إحياء‬  ‫أبطالأ يعيدون‬

‫وصناعة البطلة مريم بدأت مع عصفورة صغيرة على سجرة من أسجار أرض‬
   237   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247