Page 243 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 243

‫‪243‬‬                              ‫ايف!‬                                                                          ‫القا‬  ‫ا !ب!لمحا‬  ‫نحل!!‬  ‫‪،‬‬  ‫‪00‬‬
                                                                                                                                       ‫ا‬

‫فلسطين المباركة ‪ ،‬هناك على غصون تلك الزيتونة كانت تلك العصفورة تطعم فرخًا‬

‫صغيرًا لها‪ ،‬فصادف ذلك وجود سيدة كريمة من بني إسرائيل اسمها (حِنة بنت فاقود)‬
‫كانت زوجة لعالمٍ جليل من بني إسرائيل اسمه (عمران ) وهو رجلٌ من ذرية داود‬

‫وسليمان عليهما السلام ‪ ،‬المهم أن حِنة هذه لم يكن لها ولد‪ ،‬فلمّا رأت تلك العصفورة‬

‫تطعم فرخها الصغير استهت الولد‪ ،‬فاستيقظت في داخلها عاطفة الأمومة ‪ ،‬فدعت اللّه أ ن‬

‫ن‬                          ‫أرادت‬  ‫في داخلها‬  ‫بالجنين يتحرك‬  ‫يرزقها بالولد‪ ،‬فاستجاب اللّه لدعائها‪ ،‬فلمّا أحست‬
                        ‫أ‬

‫تشكر الله عز وجل‪ ،‬فنذرت ما في بطنها لخدمة بيت المقدس ‪ ،‬فلما جاء المولود أنثى‬

   ‫أسماها الزوجان باسم (مريم ) وهو اسمٌ يعني (العابدة ) باللغة العبرية ‪ ،‬ولكن عمران‬
‫وزوجته احتارا في أصمر مريم ‪ ،‬فلقد كان الذكور فقط هم من يُسمح لهم بالخدمة في‬

‫القدس ‪ ،‬ولكنهما على الرغم من ذلك دْهبا بها إلى القدس لكي يربياها تربية تصنع منها‬
 ‫عظيمة من عظيمات التاريخ ‪ ،‬وهنا يأتي دور الواد‪-‬ين المهم والأساسي في صناعة‬

‫العظماء‪ ،‬فما إن وصلا للقدس حتى تدافع علماء بني إسرائيل نحو تلك الرضيعة كلهم‬
‫يريد أن ينال سرف تربية ابنة عالمهم الشهير عمران ‪ ،‬فاختلفوا فيما بينهم أيهم يكفلها‪،‬‬

‫فاتفقوا على أن يقترعوا فيما بينهم بقرعةٍ عجيبة ‪ ،‬وذلك بأن يرمي كل عالىٍ منهم بقلمه في‬
‫نهر الأردن ‪ ،‬فيكون صاحب القلم الذي يسبح عكس التيار هو صاحب سرف تربية مريم‪،‬‬

  ‫فجرف التيار كل الأقلام إلًا قلمًا واحدًا وجدوه يجري عكس التيار‪ ،‬فلما أحضروا ذلك‬

 ‫القلم وجدوه قلم رجلٍ صالحٍ يعني اسمه بالعبرية (مذكور اللّه ) وهو نبي اللّه (زكريا) !‬
     ‫فرباها زكريا عل! خير تربية ‪ ،‬فنشأت مريم الطاهرة كوردة بيضاء في بستان طاهر‪ ،‬حتى‬

‫أصبحت تلك العذراء العظيمة التي يعتبرها المسلمون سيدة من نساء أهل الجنة ‪ ،‬يينما‬
‫يعتبرها اليهود امرأة زانية زنت مع رجل اسمه (يوسف النجار) لتحمل بعيسى الذي لا‬

  ‫يعترفون بنبوته (وربما كانت الأصول الًيهودية لمؤسس المذهب الشيعي عبد اللّه بن سبأ‬

‫بن علي ‪ . . . . .‬العربية !)‪،‬‬                 ‫الرسول وزوجة إمامهم الحسن‬                                                                    ‫سببًا في طعن الشيعة بزوجات‬

‫السيدة مريم العذراء مثالًا للعفة والطهارة لكل‬               ‫وبسبب هذه التربية الصالحة أصبحت‬

‫نساء العالمين ‪ ،‬وليحْتارها اللّه بعد ذلك لكي تحمل كلمته التي ألقاها عليها جبريل‪،‬‬

‫لتكون بذلك صاحبة أطهر بطن‪ ،‬وأصفى حم!‪ ،‬وأسعد ميلاد‪ .‬ولم يكتفٍ اليهود بالطع!‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248