Page 414 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 414

‫‪ ،00‬هل ظظ!ا ‪ 8‬اهة الاللللا!‬                                                            ‫‪4،4‬‬

                                                 ‫جديدٍ يرتبه في ذلك المخزن المهجور‪.‬‬

‫ما‬  ‫وصاحبنا‬  ‫وهيجانًا‪،‬‬     ‫تزداد شدة‬  ‫في الخارح‬  ‫الليل ‪ . . . . . . ، . . . .‬والعاصفة‬  ‫و انتصف‬

‫زال يعمل كالأعمى يتحسس البضائع الملقاة في تلك الغرفة الموحشة ‪ ،‬وكان مدير‬

‫المصنع تذكر هذا المخزن المهجور بعد سنينٍ طويلة من إقفاله ‪ ،‬ليستغل حاجة هذا‬
 ‫الشاب المعدم للمال في تنظيفه تلك الغرفة ‪ .‬وعندما أوشك الشاب المسكين على‬

   ‫الوقوع أرضًا من شدة الجوع والتعب ‪ ،‬حدث شيءٌ غريب ! ! فلقد ارتطمت قدماه !بجسمٍ‬
  ‫مجهولٍ على الأرض ‪ ،‬فرفعه بيديه ليكتشف أنه كتابٌ ملقى في ثنايا الصناديق المهملة‪،‬‬
‫فحاول عبثًا أن يقرأ عنوان ذلك الكتاب مستعينًا بضوء البرق المنعكس على الغرفة‪،‬‬

   ‫ولكن دون جدوى ‪ ،‬فلم يكن وميض البرق الخافت كافيًا لكي يميز من خلاله الحروف‬
  ‫المنقوشة على الغلاف المتهالك لذلك الكتاب القديم ‪ ،‬ولكن فضول الشاب وشغفه‬
‫الشديد بالقراءة دفعه إلى يحمل الكتاب ويذهب به إلى تلك النافذة التي طرحته أرضًا‬
‫من قبل‪ ،‬ليقاوم بجسمه النحيل قوة الرياح المندفعة من خلالها‪ ،‬منتظرًا ظهور البرق في‬

‫سماء تلك الليلة الليلاء‪ ،‬علَّه يستطيع بذلك قراءة عنوان الكتاب ‪ ،‬وبعد طول انتظار‪. . . .‬‬

  ‫سقط نصل لامع من البرق ‪ ،‬وكأنه سهم انطلق من قوسٍ في علياء السماء‪ ،‬ليستقر على‬
‫ذلك الكتاب بالتحديد‪ ،‬لتصبح الحروف المنقوشة على غلافه وكأنها حروفٍ من نور‬
‫انعكست في عيني ذلك الشاب ‪ ،‬فلقد ظهر للشاب الفقير أن اسم ذلك الكتاب هو "إظهار‬

   ‫الحق " ! وهو نفسه الكتاب الذي سيغير من حياته رأسًا على عقب بعد قراءته ‪ ،‬ليتحول‬

   ‫بعدها ذلك الشاب المسكين المعدم الذي لا يملك قوت يومه ‪ ،‬إلى بطلٍ عظيمٍ من‬‫ف‬
 ‫عظماء أمة الإسلام ‪ ،‬يملأ عبقه الآفاق ذكرًا وشهرة ‪ ،‬ليغير بعد ذلك مجرى التاريخ‬

   ‫الإنساني إلى الأبد‪ ،‬فلقد كانت هذه الليلة العاصفة وتلك الغرفة المظلمة بداية الانطلاق‬
                                                                         ‫لأسطورةٍ إسلاميةٍ حيةٍ اسمها ‪ :‬السيخ أحمد ديدات !‬

  ‫قبل ذلك بنحو قرنٍ ونصف من الزمان ‪ ،‬ولد مولف هذا الكتاب في الهند في غرة‬
 ‫جمادى الأولى سنة ‪ 1233‬هـالموافق التاسع من مارس سنة ‪ 1818‬م ‪ ،‬وهو الشيخ‬
  ‫(محمد رحمت اللّه ‪ -‬بالتاء المفتوحة ‪ -‬ابن خليل الرحمن الكيرانوي العثماني الأموي‬
‫الهندي ثم المكي )‪ ،‬ونسبه الأموي ينتهي إلى عثمان بن عفان انه! عند الجد الرابع‬
   409   410   411   412   413   414   415   416   417   418   419