Page 415 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 415

‫‪415‬‬                                      ‫ا‬‫‪ 00‬أ لمحلإو ا !ب!فى التا إين!‬

‫والنلاثين (وليت شعري أي شرفٍ تركتمَ لمن بعدكم يا بني أمية ا)‪ .‬فبعد أن احتلت‬

 ‫بريطانيا الهند‪ ،‬أيقن الإنجليز أنهم إذا تعرضوا لأية مشاكل في المستقبل فلن تأني إلا‬
    ‫من قبل المسلمين الهنود‪ ،‬لأن المسلمين هم وحدهم الذين لا يسكتون على ضيم‪،‬‬

‫بعكس! الهندوس ‪ ،‬فإنهم مستسلمون ولا خوف منهم ‪ .‬وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز‬
     ‫لتنصير المسلمين للبقاء في الهند لألف عام ‪ ،‬وبدؤوا فعلًا في استقدام موجات المنصرين‬

‫إلى الهند‪ ،‬هدفهم الأول في ذلك هو تنصير المسلمين الهنود بالتحديد‪ ،‬مستعينين بذلك‬

‫بقسيسٍ فصيح اللسان اسمه (الأب فندر)‪ ،‬فكان هذا القس يتحرش بالمسلمين في الغداة‬
  ‫والعشي يريد تنصير المسلمين بأي شكل من الأشكال ‪ ،‬فأخذ يكيل الاتهامات وينشر‬
    ‫الشبهات في صفوف المسلمين ‪ ،‬والمسلًمون عاجزون عن الرد إما خوفًا من بطس‬

   ‫الجنود الإنجليز أو جهلًا باللغة الإنجليزية ‪ ،‬حتى ظهر هذا الصقر الأموي من على قمم‬
‫الهملايا‪ ،‬فطلب مناظرة القس فندر علانية أمام الملأ‪ ،‬فتجمع عشرات الاَلاف من الهنود‬

   ‫المسلمين والهندوس في الساحة الرئيسية للعاصمة الهندية دهلي (دلهي) في أكبر مناظرة‬
     ‫دينية عرفتها الهند‪ ،‬فظن القس النصراني أن الفرصة صارت مواتية له لتنصير عشرات‬
      ‫الاَلاف من المسلمين دفعة واحدة ‪ ،‬فبدأ فندر المناظرة بكيل سيل من الاتهامات في شرف‬

‫النبي وسمعته ‪ ،‬ولما انتهى من كلامه تقدم الشيخ رحمت اللّه العثماني الأموي أمام الملأ‬
 ‫ليفند تلك الاتهامات واحدة بعد الأخرى ‪ ،‬حتى إذا ما انتهى من تفنيدها بدأ مرحلة‬

 ‫الهجوم الكاسح على القس ‪ ،‬ليقرأ له من كتابه المقدس ما يثبت نبوة محمد !ي! وبطلان‬
‫ألوهية عيسى ‪ ،‬لتعلوا صيحات اللّه أكبر من عشرات الاَلاف من الجمهور‪ ،‬والشيخ‬
‫رحمت اللّه يقرأ أسفار الكتا! المقدس سفرًا سفرًا لمدة ساعات من دون أن يتلعثم ولو‬

‫في كلمة واحدة ‪ ،‬حتى إذا ما فرغ من كلامه ‪ ،‬تقدم مئات الهندوس من المستمعين ليعلنوا‬
‫إسلامهم أمام القس الذي ولّى القهقرة ‪ ،‬لينتصر رحمت اللّه الأموي في مناظرته الشهيرة ‪،‬‬
‫وتنتشر أخبار هذه المناظرة في أرجاء الهند من دكا إلى كراتشي تحت اسم "المناظرة‬

‫اللّه الأموي إلى الهروب متخفيًا إلى مكة‬  ‫الكبرى "‪ ،‬قبل أن يُجبر الشيخ البطل رحمت‬

‫بعد أن صار المطلوب رقم واحد للإمبراطورية البريطانية ‪ ،‬فرضد الإنجليز ألف روبية‬

‫وقتها)‪ ،‬وهناك في مكة استقبله المسلمون إلما استقبال بعد ن‬  ‫لاعتقاله (مبلغ ضخم‬
                          ‫أ‬
   410   411   412   413   414   415   416   417   418   419   420