Page 411 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 411

‫‪411‬‬  ‫نحلإ ‪ 4‬ا !ب!د التا اين!‬  ‫‪،00‬‬

     ‫سبيل أرضه وعرضه!‬

    ‫وأذكر أنني شاركت ذات مرة في برنامج إعلامي لقناة أجنبية كان السؤال فيها يدور‬
   ‫حول إستعداد العرب للتحول لاستراتيجية (غاندي ) السلمية في المطالبة بالحقوق‬
 ‫الوطنية بدلا من العنف "المقاومة "‪ ،‬فكان تعليقي بسيالا للغاية حين قلت للمذيع ‪ :‬إذا‬
   ‫كانت طريقة (غاندي ) قد نجحت في الهند‪ ،‬فطريقة (مانديلا) التي تستخدم العنف قد‬
  ‫اَتت "كلها أيضًا في جنوب أفريقيا! فالشعب الواقع تحت الاحتلال هو الشعب الوحيد‬
   ‫الذي يحق له أن يختار طريقة المقاومة التي تناسبه ‪ ،‬فالمحتَل (اسم مفعول ) لا المحتَل‬

                        ‫(اسم فاعل ) هو صاحب القرار الأول والأخير في اتباع المنهج الذي يناسبه!‬
    ‫ومحمد علي جناح الذي لا يعرفه أكثرنا كان قائد المسلمين في الهند‪ ،‬وعندما نقول‬
  ‫الهند في ذلك الوقت فإننا نقصد بها شبه القارة الهندية ‪ ،‬والتي تضم الآن كلًا من "الهند"‬

        ‫و"باكستان " و"بنغلادش "‪ .‬فقد رأينا فيما سبق أن المسلمين هم الذين كانوا يحكمون‬
     ‫الهند لاكثر من ألف سنة ‪ ،‬إلا أن الوضع تغير‪ ،‬بوصول المنصر الصليبي البرتغالي (فاسكو‬
  ‫دي غاما) عام ‪ 8914‬م إلى سواحل الهند‪ ،‬ليقيم جيوبًا للبرتغاليين في أرض الهند‬

‫الإسلامية ‪ ،‬وبعد ذلك دخل الإنجليز إلى الهند تحت مسمى (شركة الهند الشرقية)‬

    ‫الاول !‪9‬ثحه ح !أ ‪ 4‬ولأ "‪!3‬ل! س!‪!61‬عولهوله‪ ، )+‬لتكون هذه الشركة نواة لفترة استعمارية‬
    ‫"استخرابية " طويلة دامية في شبه القارة الهندية ‪ .‬وفي نهاية القرن التاسع عشر تحرك الهنود‬

      ‫لنيل حقوقهم الوطنية ‪ ،‬فكان المسلمون الهنود هم دعاة الاستقلال ‪ ،‬قبل أن ينضم‬
  ‫الهندوس إلى تلك الحركة التحررية ‪ ،‬فأسس الهنود المسلمون والهندوس " المؤتمر‬

       ‫الوطني الهندي " الذي أعلنوه عام ‪ 1884‬م ‪ .‬لتبدأ عملية المطالبة بالاستقلال ‪ ،‬برز على‬

 ‫ساحتها أولَا محامي مسلم فصيح اللسان ‪ ،‬قوي الشخصية ‪ ،‬اسمه (محمد علي جناح )‪،‬‬
   ‫قبل أن يفتح الإنجليز الأبواب لشخصية هندوسية تدعى ب (موهانداس كارما شند‬
    ‫عْاندي) الشهير ب (المهاتما غاندي ) خوفا منهم لبزوغ نجم القاثد الإسلامي للهند! فكان‬
  ‫جناح يدعو في بداية الأمر إلى دولة موحدة للهنود متساوية الحقوق ‪ ،‬إلا أن الأغلبية‬
   ‫الهندوسية كانت ترفض إعطاء الأقلية المسلمة (كانت تبلغ وقتها ‪ 00‬ا مليون إ) حقوقًا‬

  ‫متساوية مع الهندوس ‪ ،‬وبعد أن لاحظ القائد الإسلامي محمد علي جناح تحيز بريطانيا‬
   406   407   408   409   410   411   412   413   414   415   416