Page 407 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 407

‫‪704‬‬                 ‫اين!‬                                                                                  ‫القا‬  ‫لمحلإ ‪! 1 4‬ب!د‬  ‫‪،‬‬  ‫‪00‬‬
                                                                                                       ‫أ‬

 ‫حديثنا عن اريوس) أن الهنود كانوا يعبدون كل شيء في الطبيعة ‪ ،‬من أول الشر وحتى‬
‫الأعضاء التناسلية ‪ ،‬ولكن أشهر الأديان في الهند كان دينَا قائمًا على فكرة الثالوث‬

‫المقدس (كأغلب الأديان الوثنية )‪ ،‬فكان إله الهندوس ينقسم إلى ثلاثة الهة هي ‪ ( :‬أ ‪-‬‬
‫براهما)‪ :‬الموجد والخالق ‪ -2( ،‬فشنو)‪ :‬الحافظ ( ‪ -7‬سيفا)‪ :‬المهلك ‪ .‬فكان الهنود‬
 ‫يعتقدون أن من يعبد أحد الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعًا‪ ،‬ومن عبدها جميعًا فقد عبد‬

‫أحدها ! (قارن ذلك بفكرة الثالوث المقدس في المسيحية المعاصرة إ)‪ .‬ولكن الكارثة‬

‫الكبرى لم تكمن في ذلك فحسب ‪ ،‬بل كانت أيضَا في النظام الطبقي العنصري الذي كان‬

‫القبائل الآرية إلى‬  ‫سائدًا في الهند قبل أن يُشرق الإسلام بنوره عليها‪ ،‬فمنذ أن وصلت‬

‫الهند إلى الهند‪ ،‬تشكل في الهند نظامٌ طبقي ما عرفت الأرض مثله ‪ ،‬فقد قسم الهنود البشر‬
   ‫إلى أربعة أقسام ‪ -1 ( :‬البراهمية)‪ :‬وهم الذين خلقهم الإله براهما من فمه ‪ :‬منهم المعلم‬

‫والكاهن ‪ ،‬والقاضي ‪ ،‬ولهم يلجأ الجميع في حالات الزواح والوفاة ‪ ،‬ولا يجوز تقديم‬

‫القرابين إلا في حضرتهم ‪ -2( .‬الكاشتر)‪ :‬وهم الذين خلقهم الإله من ذراعيه ‪ :‬يتعلمون‬

‫ويقدمون القرابين ويحملون السلاح للدفاع ‪ -3 ( .‬الويس )‪ :‬وهم الذين خلقهم الإله من‬
‫فخذه ‪ :‬يزرعون ويتاجرون ويجمعون المال ‪ ،‬وينفقون على المعاهد الدينية ‪-4( .‬‬

‫الشودر)‪ :‬وهم الذين خلقهم الإله من رجليه ‪ ،‬وهم المنبوذين من عامة الشعب من‬
‫الزنوح الأصليين ‪ ،‬ويشكلون طبقة المنبوذين ‪ ،‬وعملهم مقصور على خدمة الطوائف‬
‫الثلاثة السابقة الشريفة ولا يمتهنون إلا المهن الحقيرة والقذرة ! لذلك عندما جاء‬

‫المسلمون إلى الهند بدين محمد بن عبد الثه الذي لا يفرق بين البشر‪ ،‬دخل عامة الشعب‬

      ‫من المنبوذين في دين اللّه أفواجًا‪ ،‬ليكون الإسلام هو الدين الرئيسي للهند لما يقرب من‬
                                                                             ‫ألف عام ‪ .‬صدح فيها الأذان في جميع أرجائها‪.‬‬

      ‫والاَن وبعد أن أخذنا صورة بسيطة للغاية عن وضع الهند المعقد‪ ،‬جاء الوقت لكي‬
‫نأخذ نبذة مختصرة للسيرة العظيمة لبطلنا العظيم ‪ :‬أورانج زايب عالم قير رحمه اللّه‬

                                                                                                             ‫تعالى وأسكنه فسيح جناته‪.‬‬

‫والعجيب أن هذا السلطان العظيم كان من سلالة المجرمَيْن "جنكيز خان" و"تيمور‬

‫لنك "‪ ،‬ولكن اللّه شاء أن يكون من نسلهما من يرفع راية الإسلام عاليَا‪ ،‬فأورانج زايب‬
   402   403   404   405   406   407   408   409   410   411   412