Page 403 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 403
304 ،00لمحلإ ! 14ب!د التا اين!
فعلت هذا حبًا به ! وبعد حركات متعددة تقوم الجارية أمام الحضور مع العجوز (ملك
الموت ) لتصعد إلي السفينة ،فتشرب النبيذ ،قدحًا بعد قدحٍ ،وملك الموت تقتلها بخنجر
عريض النصل ،والرجال يضربون بالخشب علي التراسع لئلا يسمع صوت صراخها،
فتجزع بقية الجواري ،فلا يوافقن بعد ذلك علي الموت مع أسيادهن ،ثم يتم حرق
السفينة بكل ما فيها :الرجل السيد المتوفى وجاريته المتوفاة ،وكل الأشياء والحاجات
التي تم جمعها في السفينة ،في أثناء تلك المراسم العجائبية ".
وبعد هذه المناظر الهمجية التي راها ابن فضلان في مغامرته ،صلى له ركعتين شكرًا
للّه على نعمة الإسلام ،وقرر الرجوع إلى البلاد الإسلامية وترك أولئك الهمجيين،
واعتقد ابن فضلان أنه بعد مشاركته في مراسم الميت ودفنه ،سوف يسمح له بالمغادرة ،
لكن ظنه خاب ،فقد بدأ الصراع الداخلي بين زعماء أهل الشمال لخلافة الزعيم المتوفى،
وانحصر الصراع بين زعيمين منهم .وكان كل واحد يحشد لمناصرته الأعيان وذوي
النفوذ ،وكان أحدهما ويدعى (توركيل) يتطلع لمساندته ضد الآخر ويدعى (بولييف)
في صراعهما علي الزعامة ،خاصة أنه (توركيل) ،كان طيلة الوقت يعتقد أن ابن فضلان
مشعوذ وساحر يتمتع بقوة معينة ،بسبب قراءته للقران وقيامه الليل ،لذلك سمع ابن
فضلان "نصيحة الترجمان ،وقرر البقاء وعدم اللجوء للهرب ،لأنه سي!عامل في حالة
إكتشاف أمره كلص ،حيث يقوده الناس إلي شجرة ضخمة ،ويوثقون حبلا قويا حوله
ويشنقونه ثم قيكونه معلقا حتى يبلي جسمه ويتناثر إربًا إربًا بفعل الريح والمطر .ثم
حدثت مفاجأة غيرت من مجري الصراع على الزعامة ،فقد وصل رسول من بلاد
الشمال البعيدة "السويد" من قبيلة بولييف ليضره أن هناك أخطارا جمة تحيق ببلاده
البعيدة وأنه علي بولييف الاستعداد للعودة إلي بْلاده لإنقاذها من هذه الأخطار ،فقام
بولييف باستدعاء العجوز الشمطاء (ملك الموت ) فقامت ببعض حركات الشعوذة
لتخبر بعدها بولييف أنه دُعي من قبل الآلهة لترك هذا المكان بسرعة ،وأن ينصرف كبطل
لصد ما يهدد بلاد الشمال من الخطر ،وأخبرته أيضا أن فريقه كاملا يجب أن يكون
مؤلفًا من ثلاثة عشر محاربًا أحدهم من غير أهل الشمال ،لذلك كان الثالث عشر غير
الشمالي هو أحمد بن فضلان ،ومنذ تلك اللحظة حمل صفة المحارب الثالث عشر،