Page 399 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 399
993 ، 00لمحلإ! ا !ب!د التا اين!
لحزيران سنة 219ميلادية عندما قاد عالم إسلامي جليل اسمه الشيخ (أحمد بن
فضلان ) بعثة دعوية خرجت من إبغداد" -عاضمة النور اَنذاك -بتكليف من الخليفة
العباسي (المقتدر باللّه) رحمه اللّه الى قلب القارة الاَسيوية تلبية لطلب ملك الصقالبة
البلغار (ألمس بن يلطوار) الذي طلب التعريف بالدين الإسلامي ،عله يجد تفسيرًا للغز
الكبير المثار وقتها ألا وهو "كيف استطاع هذا الدين الاَني من قلب الصحراء أن يكوّن
تلك الإمبراطورية الضخمة التي لم تضاهها أي إمبراطورية في تاريخ الأرض ؟"
وأستسمح القارئ الكريم مرة أخرى لأقف عند نقطتين مهمتين قبل أن نغوص في
يعتقد أن الدولة العباسية كانت دولة مفككة، مغامرات بطلنا الشيقة.
(النق! الأولى ) :كثير منّا للأسف
والحقيقة أن هذا شيء عارٍ عن الصحة التاريخية ،فلا شك أن الدولة العباسية -كحال
كل دول الأرض -ضعفت في نهاياتها ،ولكن الشيء الذي لا يعرفه الكثير أن أبرز علماء
الأمة -بما فيهم البخاري نفسه -ظهروا في العهد العباسي ،وكما كان الأمويين يرسلون
البعثات الى العالم للدعوة للإسلام تحت مسمى "رجال الملابس البيضاء" ،فقد كان
للعباسيين رحمهم اللّه دعاة عُرِفوا في أرجاء العالم باسم "رجال الملابس السوداء" !
(النقطة النانية) :التشويه الرهيب الذي صنعه الغرب بتاريخ المسلمين ومن بينهم
المبكي في الأعمال الفنية التي صنعها أحمد بن فضلان بطبيعة الحال ،فالشيء المضحك
الغرب لأحمد بن فضلان من روايات وأفلام ،أنهم ادّعوا أن الخليفة العباسي "اليقتدر
باللّه " رحمة اللّه عليه إنما اختار ابن فضلان لهذه البعثة لكي يبعده عن عشيقته التي كان
الخليفة الإسلامي متيمًا بها ،وأنا لا أعجب من أولئك المزوّرين الذين زوروا كتب اللّه
من قبل ،ولكني أعجب من الشعوب الأوروبية والأمريكية من عوام الناس الطيبين،
أليس بهم رجل رشيد يتساءل كيف للخليفه الإسلامي الذي يحكمها من شرقها إلى
غربها أن يعجز من التخلص من رجل واحدٍ من رعيته بدون استخدام هذه الطريقة
اًلاَن وأنا اكتب هذه الكلما(ت ،فلقد تذكرت الاَن الرخيصة ؟ ! والحق أقول أنني أضحك
قصة وردت في "الكتاب المقدس " أعتقد أنها مصدر التحريف الذي وضعوه لابن
فصْلان ،فهذه القمحة متطابقة تمامًا مع القصة المحرفة التي وضعوها لصاحبنا ،فهذه