Page 291 - كتاب: أسرة السادة الأشراف آل الصرامي
P. 291
تأليف :الشريف علي بن سعود بن عبد الله الصرامي الحسني
فرانسة وذهب) لأحد الجماعة1فدفنها تحت شجرة ،إلا أن الحنشل شاهدوه
وهو يدفنها ،فلما أخذوه قالوا له :ماذا دفنت؟ قال :لم أدفن شيئًا ،بل قضيت
حاجتي ،قالوا :بل كذبت ،فاقتادوه بعد أن سلبوه مطاياه وما تحمله ،وجردوه
من ثيابه ،إلى مكان قضاء حاجته ،ثم قالوا له :احفر هنا ،فوجدوا الأمانة التي
استودعها ،وسلبوها ،وقالوا اسلم على نفسك .فتوجه -رحمه الله -إلى السليل
واض ًعا كل يد على عورة .وكان أهل السليل يجلسون بعد كل عصر خارج
القرية لانتظار المسافرين وتلقي الركبان ،فأقبل عليهم الجد عبدين ويديه
على عورته ،فقالوا :هذا عبدين قد سلب! فتفازعوا وستروا له عورته،
ووهبوا له بعي ًرا وعوضوه بع ًضا مما فقد .وحينما وصل إلى الحوطة أبلغ أصحاب
الأمانات بما حدث له ،لكنهم أصروا على طلب التعويض ،وبعد تدخل بعض
أهل الخير من الوجهاء2تنازل بعض أصحاب الحقوق عن بعض حقوقهم.
وكان الجد الشريف عبد الله -رحمه الله -يعتبر من خاصة الخاصة عند
أمير الأفلج آن ذاك من العجالين ،وممن يسعد بحضوره في مجالسهم ،وبعد
ًعمين من حادثة السلب هذه ،وبعد صلة الجمعة وحينما كان في ضيافة
العجالين ،إذا به يشتبه في أحد البادية الذين سلبوه ،فأشار إلى أحد مرافقيه
من أبنائه – وهو العم الشريف أحمد -بالخروج والتأكد من الذلول التي جاء
عليها هذا البدوي فجاء العم أحمد وهمس في أذن والده قائ ًل بأن المسامة3
-1زيد (أبو علي) بن عبد الله الشثري وإخوته.
-2التدخل كان من الشيخ محمد والد الشيخ عبد العزيز (أبو حبيب) – رحمه الله .-
-3المسامة :هي ما يوضع وقاء على ظهر الراحلة ،ليرتاح الراكب عليها أثناء السير.
289