Page 293 - كتاب: أسرة السادة الأشراف آل الصرامي
P. 293
تأليف :الشريف علي بن سعود بن عبد الله الصرامي الحسني
كانت صعبة ،والكل في حاجة ،وكان له -رحمه الله -بيتان؛ بيت للأسرة،
وبيت لإقامة العابرين من الجنوب إلى الرياض والعكس ،بحكم علقته
ومنزلته السابقة لدى العجالين خاصة ،وأهل الأفلج والجنوب ًعمة.
وكان -رحمه الله -غن النفس ميسور الحال ،جوا ًدا معطا ًء ،مح ًبا للإنفاق
في وجوه البر والإحسان ،وصاحب جميل مع كثير من أهلها ،بل تعدى ذلك
للمدن والقرى المجاورة لها ،وقد عرف عنه التسامح مع المديونين المعسرين،
وذوي الحاجة ،وإمهالهم ،وإسقاط الدين عن كثير منهم .ومن القصص التي
تشهد له بذلك :ما يرويه الشيخ إبراهيم بن ناصر بن خميس راعي العطيان:
أنَّه عند زواج الجد الشريف عبد الله من بنت ابن حسين من أهالي العطيان
جاءه المهنئون من كل حدب وصوب ،فلما أمتلئ المجلس قال أشهد الجميع
أنن قد تنازلت عما في ذمة كل من حضر وبارك لنا في هذا الزواج ،فقال
بعضهم :يا ليت عندنا لأبي أحمد دراهم كان استفدنا من هذا العفو.
وكانت أغلب أمواله لدى أهل ليلى ،والغيل ،وستارة ،و َح َراضة ،وبعض
أهل الحوطة ،كالجنوبي -رحمه الله -والذي باع في آخر حياته مزعته
الناصحية للجد عبدين ،والواقعة في ملف أسفل الباطن .وقبيل وفاة الجد
عبدين أحضر أبناءه ،وأمر بالكتابات التي فيها ديون له على الناس من أهل
َ
الحوطة ،والأفلج ،فمزقها -رحمه الله ،-وقال بالحرف الواحد إن أحضر
لكم أحد شي ًئا مما عليه فاستلموه ،وإن لم يحضر أحد شيئًا فل تطالبوه ،فأنا
محتاج له في الآخرة ،رحمه الله رحمة واسعة.
ومن مآثره -رحمه الله -أنه كان في شهر رمضان المبارك من كل ًعم يقوم
291