Page 85 - merit 40 apr 2022
P. 85
83 إبداع ومبدعون
شعــر
سعاد الخطيب
(سورية -السويد)
ترعى رغبتها كشجرة
لم يتوان رمشة عين لو فكر آدم بسكين قبل أن يفكر
عن تقديم وليمته بأسنانه
من كلمات منزوعة العاطفة لكسب وقتًا أطول في المتعة
.. لج َّرح أوردة الظباء التي تأوي إلى حضنه
ضمرت حواء على المائدة واستمتع بشبق اللحظة الفارقة
حتى جفت ضل ًعا صغي ًرا بين الأمان والخذلان
يشبه مشط الجيب في عيون الظباء الغائمة
... أو ق ّطع شجرة كامل ًة
كلما حاولت حواء أن تقترب من سمكاتها المعمرة وهو واقف على رجل واحدة
أعادها إلى جيب صغير كلما هوى أسنده النصل كأخ شقيق
.. لكن آدم تلقف التفاحة من دون سكين
لو فكرت حواء بالسكين لا بأسنانها قضمها بأسنانه
لترفعت عن القضم سال لعاب لا إرادي
ثم تدفقت الأعصاب كما مياه الكوثر في الجنة
وقشرت التفاحة بأناة الغواية صاح آدم بين جنتين:
أو ربما عصرتها قطرة قطرة
-زملوني..
في فم آدم في هذه الأثناء أصبحت حواء ن ًّدا
وأثداؤها متدلية
نواقيس حرب فوق وجهه نعتها في سره بالأفعى
بين القطرة والقطرة وتحاشى النعوت في العلن
ألف قتيل وغارة
ابتكر طريقة طرية لها
... ج ّرب أن يق ِّزمها بالكلمات
ستطعم آدم كلمات انتزعتها من فم الأفعى كان يطعمها الكلمات العاطفية الخبيثة
سترشق الله بمعنى «الخلود» مع ُقبل ته ُّد الجبال
فيرد عليها بمعنى «الخطيئة» كانت حواء أوهى من غيمة
.. علَّقت القبل بمائها
المرأة التي ترعى رغبتها كشجرة سمكات معمرة
هي من تجيد لعبة التراشق بالمعنى ...
عندما عجز آدم عن القبل