Page 89 - merit 40 apr 2022
P. 89
87 إبداع ومبدعون
شعــر
مروان البطوش
(الأردن)
قصيدتان
رأي ُت ،أمس ،طف ًل كادت عينا ُه تضيآن ..حي َن رأى بائع متج ّول
دومعي ًةجو ُم ًزاطفكأا ًةد ْعتلىمفراصصي ُلفراكلببتييع ِه..تنفر ُط من فر ِط ما
كر ُج ٍل
شال من الرضى.. علي ِه ألا يبكي
ووحدي ..وحدي أنا ال ّشاب.. جلس ُت في عزاء حبيبتي
واض ًعا سا ًقا على ساق
ال ّشاب الذي في الثلاثين
تأ ّ َل للمشهدين.. محمل ًقا
في القهوة والتمر والتبغ.
فال ّدمي ُة صن َعتها عاقر..
والرضى ..سو ُء فه ٍم تح ّو َل بفعل السذاج ِة إلى كر ُج ٍل عليه ألا يبكي
ضحك ُت من الألم حين دهستني مركبة
ذكريات يج ّملُها التذ ّك ُر..
كأ ْن تسقي ق َّط َك قلي ًل من الكحول ..وتنتظر أن وهرب ْت
غفر لها الله
يناديك باسم َك؛ قبل عامين.
هو الأمل.. كر ُج ٍل عليه ألا يبكي
ٌقل ُت :أنا جائ ٌع
كأ ْن تختبئ من المرآ ِة أما َمها؛ لامرأ ٍة و ّدعتني إلى الأبد
هو ال ّشعر.. بعد الغداء.
كرجل عليه ألا يبكي
يظنونني أكت ُب للتر ِف وأوقات الفرا ِغ بكي ُت ..بكيت
ولا يعلمون بأ ّنني صحو ُت هذا الصبا ِح متشاج ًرا حين رأي ُت منادي َل ترفرف في يد بائع متج ّول.
مع غطائي سامحني
باللهِ لولا ال ِّشعر من سيعذرني لو قل ُت له بأنني
كأ ْن تضغط على ز ِّر الولاع ِة
صحوت هذا الصباح متشاج ًرا مع غطائي؟ أكثر مما أنتما في حاج ٍة إليه
بالله لولا ال ِّشعر كيف كان لمثلي ،مثلي الذي حلم
خلال نومه البارحة ،بأ َّن الله ر َّب َت على كتفيه وقال: وأنت تشعل سيجارتك؛
هو التفكير في الموت وأنت في الثلاثين..
سامحني ،أن يبوح بهذا؟
تخيَّلوا معي: ُيقال :الحيا ُة لل َّشباب..
وأقول:
حلم ُت بالله ير ِّب ُت على كتفي ويقول :سامحني..
بالله لولا الشعر
هل كان الله سير ّب ُت على كتفي
ويقول:
سامحني؟