Page 9 - Book-1-interactiv
P. 9

‫مقدمة‬

‫أ�جد متعة خاصة في قراءة بعض التفاسير‪ ،‬الشيء الذي منعني من أ�ن أ�جتزئ منها‬

‫ما هو بلاغي‪ ،‬فالسياق في حد ذاته إب�داع لا يجب إغفاله‪ ،‬وهو إنما يصف لنا منظور‬
‫كاتبه من أ�ي�ن ينطلق وإل�ى أ�ي�ن يذهب وم�ا ال�ذي تفجر بين يديه من رؤى كشفت له‬
‫موطنا بلاغيا ل�م يستطع إلا أ�ن يثبته ف�ي معرض ش�روح�ه التي قصدت التفسير ولم‬
‫تقصد البلاغة‪ ،‬ونحن لا نغفل طبعا أ�ن ميل بعض المفسرين إلى علوم بعينها يجعل‬

‫من تفاسيرهم تنحو نفس المنحى‪ ،‬ما جعل بعض التفاسير دون غيرها تحمل سمات‬
‫بعينها‪ ،‬فالبعض ُعني بالنظم والبعض باللغة والبلاغة وهكذا‪ ،‬وقد اخترت تفسيرين‬
‫ُعنيا باللغة والبلاغة هما تفسير الكشاف للزمخشري‪ ،‬صاحب معجم أ�ساس البلاغة‪،‬‬

‫والثاني هو التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور‪ ،‬وكان قاضيا مالكيا في تونس في مطلع‬

‫القرن العشرين‪ ،‬ويعد التحرير والتنوير علامة بارزة في نتاجه الذي بلغ ‪� 56‬كتابا‪ ،‬وهو‬
‫من أ�هم التفاسير المعاصرة إن جاز هذا التعبير‪ ،‬فقد صب صاحبه اهتماما بالغا على‬
‫وجوه الإعجاز البلاغي وأ�ساليبها واستعمال اللغة‪ ،‬وربط ا آليات ببعضها‪ ،‬ولقد كان هذا‬
                        ‫محمااضجرةعلفنيي أ�سيحااقرهك‪،‬يفقفرأ�رنزت أع� مناأ�نهقلوهبلكامغايهمو ثنمن أ�ضص يعكعالادميةكلومانتترحجفحة‬
‫فالبلاغة‬   ‫بحد ذاته‪،‬‬
‫أ��كثر من‬  ‫البلاغة فيه‬
           ‫غيره‪ ،‬فعمدت إلى تغيير الخط في تلك المساحات بجعله مائلاً وأ��كثر سم ًكا‪.‬‬

‫إن وعيك بالمعاني التي تهطل عليك وأ�ن�ت تق أر� النص الق آر�ني بحيث تحيلك هذه‬
‫إلى تلك وتلك إلى أ�خ�رى‪ ،‬وتفتح آ�فاقا تجذب إليك من فنون الحكمة وف�روع الثقافة‬

‫اوأل�إيبدسارعال‪،‬طوترلق بكأ�هن تيؤتثرجلفييامتنالتبلسامغعةت أ�ذثايترهااع‪،‬مايلقبالاوغتنةجهحي ت_حوأ�قنيتق‬  ‫ما تفتح‪ ،‬تلك هي لحظة‬
                                                                                                       ‫هدف التواصل من أ�قصر‬

‫تجليات في سورة نوح ‪7‬‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14