Page 180 - m
P. 180

‫العـدد ‪58‬‬                            ‫‪178‬‬

                                ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬                    ‫الجنس‪ ،‬فقد بدأت أهمية هذه‬
                                                                  ‫النماذج القديمة في التفكك‪.‬‬
    ‫وإمكانيات مماثلة للذكور‬     ‫فإن «الأدوار التقليدية للمرأة‬
  ‫والإناث» (راجع‪Francis :‬‬       ‫القائمة على الرعاية ‪-‬الإنجاب‬   ‫تنص نظريات الموقع البنيوي‬
                                                                ‫على أنه في كثير من الأحيان‪،‬‬
               ‫‪.)1997: 85‬‬          ‫وإرضاع الأطفال‪ ،‬ورعاية‬       ‫ُيتوقع من الأمهات بصفتهن‬
                                      ‫المرضى والمحتضرين‪-‬‬        ‫مقدمات رعاية رئيسيات‪ ،‬أن‬
 ‫نموذج التعويض‬
      ‫الثانوي‪:‬‬                  ‫تضعها في علاقة أكثر إلحا ًحا‬      ‫يك َّن المنظمات الاجتماعيات‬
                                   ‫مع الأسئلة النهائية للحياة‬      ‫الأساسيات للأطفال وأن‬
   ‫التفسير الأحدث لنظريات‬                                           ‫يغرسن القيم الأخلاقية‪.‬‬
      ‫الأدوار الاجتماعية هو‬     ‫والموت (راجع‪Mahlamäki :‬‬           ‫وتتمثل إحدى طرق غرس‬
        ‫نموذج المعوض الذي‬          ‫‪ ،)2012: 61‬مما قد يدفع‬       ‫الأخلاق في حضور الشعائر‬
                                                               ‫الدينية (راجع‪Nelsen and :‬‬
   ‫يفترض أن الشخص الذي‬          ‫بعض النساء للجوء إلى الدين‬         ‫‪ .)Nelsen 1975‬وبالمثل‪،‬‬
    ‫لديه كل المكافآت التي قد‬          ‫من أجل العزاء من هذه‬
 ‫يرغبها أو يريدها لن يحتاج‬               ‫القضايا الوجودية‪.‬‬           ‫فإن كون حضور المرأة‬
  ‫إلى تعويض‪ ،‬أو بشكل غير‬                                            ‫للكنيسة أعلى منه للرجل‬
     ‫رسمي‪ ،‬فإن الافتقار إلى‬       ‫كما ظهرت حجج وجدالات‬            ‫قد يكون انعكا ًسا لتقسيم‬
‫الالتزامات الاجتماعية يشجع‬       ‫متناقضة بشأن وضع المرأة‬            ‫تقليدي للعمل القائم على‬
  ‫على الإلحاد (راجع‪Stark :‬‬                                        ‫نوع الجندر داخل المنازل‪،‬‬
  ‫‪.)and Bainbridge 1987‬‬               ‫في القوى العاملة نتيجة‬    ‫على سبيل المثال‪ ،‬في الأزواج‬
   ‫من هذا النموذج‪ُ ،‬ينظر إلى‬       ‫لنظرية الموقع البنيوي‪ .‬في‬      ‫المغايرين التقليديين‪ ،‬يمكن‬
‫الدين على أنه استثمار مكلف‬          ‫بعض فروع هذه الحجة‪،‬‬            ‫تفويض الممارسة الدينية‬
‫ولن يكون الفرد متدينًا إلا إذا‬   ‫ترتبط مستويات التدين لدى‬       ‫للأمهات كجزء من الممارسة‬
                                   ‫النساء عكسيًّا بمشاركتهن‬      ‫النمطية للأسرة النموذجية‬
             ‫اعتبره مجز ًيا‪.‬‬        ‫في القوى العاملة والعالم‬        ‫وتربية الأطفال (راجع‪:‬‬
      ‫وقد ميز ويليام سيمز‬                                            ‫‪Nelsen and Nelsen‬‬
     ‫بينبريج (‪)Bainbridge‬‬             ‫العلماني الحديث‪ .‬وعلى‬
    ‫فيما بعد بين التعويضات‬       ‫وجه التحديد‪ُ ،‬يعتقد أن مهن‬           ‫‪1975; Iannaccone‬‬
    ‫الأولية والثانوية (راجع‪:‬‬     ‫النساء خارج المنزل مرتبطة‬          ‫‪ .)1990‬علاوة على ذلك‪،‬‬
      ‫‪.)Bainbridge 2005‬‬         ‫بتراجع المعتقد الديني (راجع‪:‬‬     ‫من الناحية التاريخية كانت‬
  ‫حيث يحل التعويض الأولي‬          ‫‪ .)Stannard 1977‬إذا كان‬          ‫الحياة الاجتماعية للمرأة‬
    ‫محل المعوض عن المكافأة‬      ‫هذا الخط الفكري دقي ًقا‪ ،‬فمن‬    ‫أكثر تقيي ًدا من حياة الرجل‪،‬‬
   ‫التي يرغب فيها الشخص‬                                         ‫مما يترك فر ًصا أقل لمواجهة‬
    ‫لنفسه (على سبيل المثال‪،‬‬         ‫المتوقع أن يجد دع ًما لأن‬  ‫القناعات التي قد تتعارض مع‬
  ‫يخفف المعوضون الدينيون‬        ‫النساء العاملات خارج المنزل‬     ‫الأنظمة الدينية التي ينشطن‬
   ‫الخوف عندما تكون حياة‬                                        ‫فيها؛ وبناء على ذلك‪ ،‬قد يتم‬
 ‫الشخص في خطر)‪ ،‬في حين‬            ‫أقل تدينًا من النساء اللائي‬      ‫وضع النساء في عدد أقل‬
   ‫أن التعويض الثانوي يحل‬         ‫يعملن في المنزل‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬       ‫من المواقف التي تتحداهن‬
‫محل المكافأة التي يلتزم الفرد‬   ‫مثل هذه النتيجة غير معتمدة‬      ‫في التفكير بشكل نقدي حول‬
 ‫بتقديمها لشخص آخر (على‬          ‫(راجع ‪Miller and Hoff� :‬‬        ‫معتقداتهن الدينية أو إعادة‬
   ‫سبيل المثال‪ ،‬الالتزامات في‬                                  ‫تقييمها‪ .‬وعلى الناحية العملية‪،‬‬
                                ‫;‪man 1995; Freese 2004‬‬
                 ‫العلاقات)‪.‬‬           ‫‪.)Woodhead 2007‬‬
                                       ‫وبالمجمل‪ ،‬فإن صحة‬

                                   ‫نظريات الموقع البنيوي في‬
                                 ‫تفسير الاختلافات الجندرية‬

                                   ‫في التدين «قوضت بسبب‬
                                  ‫الاتجاهات الاجتماعية التي‬
                                  ‫قد تشجع على توفير فرص‬
   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185