Page 258 - m
P. 258
-3الجدارة العلمية: مدرسة المستعربين الإسبان لفرانسيسكو
كودرا ،هي ما اصطلح عليها ببني كودرا،
تم بنجاح استحداث والتي عرفت تطوًرا في منهجية العمل،
الهيئات ذات الطابع العلمي
الأكاديمي ،فكثرت المنشورات لقد كان محور تركيزها الأساسي هو
والأعمال والتي تم توفيرها دراسة الأندلس وعلاقاتها مع إسبانيا في
شتى المجالات .كان الأمر يتعلق بتحديد
للطلبة والمهتمين بتاريخ
إسبانيا المسلمة ،والتي يمكن الهويات المختلفة وتعايشها بهذين
الكيانين ،وإقامة الصلات الأساسية
الوصول إليها بسهولة،
كما قام السيد فرانسيسكو بينهما ،وهذا لإثبات المكون الإسباني
أوتراي ببعث مجلة علمية للأندلس وكذا المكون العربي الإسلامي
سنوية ثنائية اللغة تجمع لإسبانيا.
بين المقالات المكتوبة باللغتين
للمدرسة قليلة ج ًّدا ،هذا للطلبة بالشكل الجديد
الإسبانية والعربية ،والتي الوضع تغير مع الجمهورية والجيد ،ومن ثم كان اهتمام
تلتها مجلة الأوراق ثم الثانية ،التي أضفت الطابع المدرسة باللغة العربية كبي ًرا،
القنطرة لاح ًقا. بعدما ظلت لزمن طويل من
المؤسساتي على المدرسة،
حقق أوتراي هدفه من خلال لتتحسن الظروف أكثر مع المحرمات ،ويبدو جليًّا هذا
تفعيل نشاط المستعربين الإنتاج العلمي القوي والقيم، التوجه الجديد من خلال
خاصة في الخمسينيات من التسمية Banu Codera
الشباب الأكفاء الذين انتهجوا
المنهج الجديد في الدراسات القرن الماضي ،عندما تم أبناء وحفدة كوديرا.
الأندلسية ،كما اجتهدوا في إنشاء معهد الثقافة العربية ظلت المدرسة باتجاهها
تقديم ملخصات موجزة الإسبانية ،والذي بذل الدون الجديد تعمل على تكوين
وتتناول صلب الموضوع إميليو غارسيا غوميز جه ًدا فئة من المؤرخين الجدد،
باللغة الإسبانية لكل المقالات كبيًرا ومعتب ًرا من أجله ،كما كريبيرا ،آسين ودون إميليو
المنشورة باللغة العربية غارسيا غوميز؛ هذا الأخير
والعكس كذلك ،ملخصات تولى إدارة المعهد العربي الذي حصل على مرتبة
عربية لكل مقال أو عمل الإسباني ،حيث ازدهرت الخليفة لكوديرا ،يذ ِّكر هؤلاء
المؤرخين الكودريين الجدد
إسباني .ورغم ظهور مجلات الترجمة إلى الإسبانية بتلك العقبات والصعاب
أخرى لتيارات تاريخية للأعمال العربية ،والتي التي واجهتهم ،فلقد كانت
أخرى ،إلا أنها حصرت شملت كل الاختصاصات، الوسائل التي توفرها الدولة
أعمالها فقط في دراسة من روايات وقصص ،إلى
إسلام الغرب ،بينما المجلات كتب ومقالات.
الكوديرية فتحت المجال
بشكل أوسع ،وكانت المقالات
تتعلق بكل ما هو عربي
وإسلامي ،فمث ًل حسب
غارسيا غوميز فإن مجلة
الأوراق هي صوت إسباني
في جميع أسواق المسلمين.