Page 262 - m
P. 262
العـدد 58 260
أكتوبر ٢٠٢3 الأولى المرتبطة بالفترة وهو
شعار الكتاب من رجال
أنجيلا بارنيز ألونسو زامورا فيسنتي
الدين والدولة ،والذي كان
أكثر مهنية ،وكذا المناورات في تقاطع الحركة التاريخية كيف يمكن للصليب أن يهزم
السياسية والدبلوماسية للإسبان المسيحيين مع الهلال .وبين هذا وذاك جاء
والدينية على الساحة المسلمين. شعار بنو كوديرا الذي كان
الأندلس هو الجزء الذي يمثل
الدولية ،كما تقربت الكتابات الربع الأخير للقرن 20م كان
الإسبانية الجديدة من الواقع ممي ًزا بظهور دراسات جديدة تاريخ إسبانيا المسلمة.
عرف التأريخ الإسباني
الاجتماعي ،الاقتصادي تحليلية وتركيبية ،بشكل للأندلس انتشار تيارات
والسياسي ،وذلك للإحاطة أكاديمي منعزل عن تأثيرات متعددة ،فلم يبق حبيس
بمختلف المعطيات التاريخية التيار الواحد الذي ركز على
التي تفسر أسباب الصراع، جانبية كتأثير القصور مفهوم الحملة الصليبية
كما أهتمت دراسات مدرسة والسلطة والكنيسة والذاتية، ودورها في إنهاء الوجود
بنو كوديرا بالمصادر العربية. الإسلامي ،بل ظهر إطار
إنه المنهج الكوديري الذي دراسة واسع ،لا يرتكز
خاتمة أثرى بدراساته حقل البحث فقط على الخلفية والمرجعية
العلمي في التاريخ الأندلسي، الدينية في الصراع ،وهذا
يمكن تلخيص أهم المدارس يعني أن جز ًءا من الدراسات
التاريخية المعنية بالوجود هذه الدراسات كشفت أن أخذ شكل اتفاق تاريخي
الكتابات السابقة احتفظت لمعالجة تلك الأحداث في قالب
الإسلامي بالأندلس بالعديد من السمات المميزة تاريخي جديد لا يجعل من
في اتجاهين واضحين الدين أساس الدراسة ،أو
ومختلفين ،فهناك مدرسة لفترة العصور الوسطى ما يمكن أن نصطلح عليه
كلاسيكية من المؤرخين وخاصة الجانب الديني، بالحركية البحثية الصليبية،
ولكنها أظهرت أي ًضا ميزات وإنما اكتفى بالدين كعامل
جديدة بها ،تتعلق بالجيش من مجموعة عوامل أخرى
الذي كان في طريقه ليصبح لا تقل أهمية كالاقتصاد
مث ًل ،وفي الحقيقة كثي ًرا ما
تم استغلال الدين لمآرب
سياسية دنيوية بحثة ،وهو
ما يتضح من خلال تلك
الصراعات على السلطة،
فالدين كان أساسيًّا لنجاح
المشاريع السياسية للملوك
الكاثوليك وطموحاتهم ،هذا
الاختلاف لم يمنع الاتفاق
لدى أغلب المؤرخين الحاليين
عن الطابع الديني المقدس