Page 267 - m
P. 267
الملف الثقـافي 2 6 5
خاصة ما فعله في علم المنطق، ترجمة الشيخ العربي المشرفي نجد فيه الكثير من الشطب
فنسب كتب المنطق لإمام ابن في علم التاريخ حيث كرر له رقم والإضافة والتصحيح ،وتعليقات
الصلاح وللإمام النووي ( ،)188ولا شك أنه سهو منه، الحرشوي تدل على أن دالفان
وغيرهما ،ومعروف أنهم لم أما باقي العلوم فكان الترقيم أراد منه تصحيحه بهدف
يؤلفوا في هذا العلم بل نقل
عنهما تحريم الاشتغال به، صحي ًحا. إخراجه في شكله النهائي ،ولا
وهكذا في كثير من التراجم نبهنا أما عن المصادر التي اعتمدها ندري هل بقي في شكل المسودة
دالفان في كتابه فقد ذكر بعضها
عليها في محلها. كالكامل لابن الأثير ،والديباج كما هو الآن؟ أم قام دالفان
كما اعتمد دالفان كثي ًرا على المذهب ،وابن خلدون ،إلا أنه بتبييضه وإخراجه في شكله
مؤلفات الشيخ أبي راس الناصر وبالتتبع يظهر -والله اعلم -أنه
المعسكري ،ونجده ينقل منها اعتمد في معظم التراجم بشكل النهائي؟
كثي ًرا خاصة كتاب الإكسير كلي على مصدرين اثنين وهما: -4منهج ومصادر دالفان
والإبريز في علم التفسير الذي كتاب المختصر في أخبار البشر والحرشوي في القول الأحوط:
نقل منه تعريف هذا العلم، لأبي الفداء ،حيث اعتمده بنسبة بدأ دالفان كتابه بتعريف علم
وكتاب زهر الشماريخ الذين نقل التفسير من دون أي مقدمة،
منه تعريف علم التاريخ بحرفه، % 95وينقل منه بالحرف. وهو عادة ما يبدأ بتعريف
وأكيد أنه اطلع على كتاب فتح كتاب “الوفيات” ابن قنفد موجز للعلم المعقود له الباب ،ثم
الإله لأنه لخص منه ترجمة يذكر الكتب التي كانت معتمدة
الشيخ بوراس ،كما اطلع على القسنطيني الجزائري. لدى أهل الجزائر والمغرب في
تقييده المسمى شمس معارف والملاحظ أن دالفان لم يحل ذلك العلم ،فيذكر اسم الكتاب،
التكاليف والذي دون فيه الشيخ ثم يعزوه لصاحبه ،وربما بدأ
أسماء مؤلفاته ،والتي نقل إليهما إلا ناد ًرا ،وأنه كان بذكر اسم صاحب الكتاب ثم
دالفان جلها في كتابه هذا ،لكن يضيف على مضمونهما ما ليس ذكر الكتاب مع شيء من ترجمة
الملاحظ أنه لم ينقلها كلها. موجو ًدا فيهما ،كأنه أخذه من المؤلف (كان تعريف الأعلام:
وهنا يطرح إشكال :كيف كان مصدر آخر وأضافه فيما نقله الاسم وتاريخ الولادة والوفاة
ينتقي تراجم وأسماء الكتب، والأثر) .وربما أفاض بأكثر
والذي يظهر لي أنه بشكل منها. من ذلك في بعض التراجم،
عشوائي ،فنجده مرات يقول ربما وقع في تخليط وأخطاء، وربما أعوزه النقل فيصرح
نظم لا أعرف مؤلفه ،أو مؤلف كأنه اعتمد على حفظه وثقافته، بقوله “غاب عني تاريخ وفاته
كقوله“ :غاب عن حفظي” فيما
لا أعرف تأليفه. لم يجده في ما اعتمده من الكتب، وتاريخه”.
كما اعتمد دالفان في كتابه هذا وهذا تدليس إذ يوهم القارئ وغالبًا ما يجعل لكل كتاب رق ًما
على ما سمعه عن شيوخ وعلماء أنه حافظ ،وفي الحقيقة ما هو
الجزائر الذين التقى بهم ،وقد إلا ن َّقال من المصدرين السابقين في كل علم ،أي أنه لا يتسلسل
أحال على اسم واحد منهم فقط نقل حاطب ليل ،من هذا التخليط في ترقيم الكتب المذكورة إلا في
وهو الشيخ سيدي عبد القادر إطار علم واحد ،ثم يعيد الترقيم
أنه إذا لم يجد اسم الكتاب
بن دح التكفاوي ،حين قال: ينسبه إلى صاحب الترجمة من جديد في العلم اللاحق،
“وحدثنا شيخنا سيدي عبد من خلال اسمه ،كأن يقول وقد وقع في خلل كما حدث في
القادر بن دح التكفاوي” وهذا السوفيانية نسبة إلى سفيان، علم اللغة حيث انتقل من رقم
في ترجمة الشيخ خليل في علم والصفارية نسبة إلى الصفار،
( )10في ترجمة ابن سكيت
وغير ذلك. إلى رقم ( ،)20وقد نبهنا على
بل نجده في بعض الأحيان ذلك وصححناه في محله حتى
ينسب كتبًا لغير أصحابها، يستقيم الأمر ،نفس الملاحظة مع