Page 99 - m
P. 99
97 إبداع ومبدعون
القصة
يعد نصف الحياة لقد أصبح شر ًطا من شروطها
الأساسية ،تغافل يا أستاذي لتستمر حياتك.
انتهى الأستاذ من حمامه ،ثم جلس على مقعده
بغير الوجه الذي ذهب به ،كان وجهه هاد ًئا وفي
عينيه علامات الانتقام ،قال بصوت واثق:
-لا بد من زيادة ساعات العمل.
-إذا كنتم ستدفعون لي مقاب ًل مجز ًيا ،فلا مانع.
-لن ندفع شيئًا.
-لن أعمل إلا من التاسعة صبا ًحا حتى الخامسة
عص ًرا.
-ستأتي مبك ًرا ساعة واحدة وتنصرف متأخ ًرا
ساعة واحدة ،صباح الغد سنضع جهاز البصمة.
-سيدي الأستاذ ،اختر أم ًرا من ثلاثة ،تقر لي
الزيادة ،أو توافق على موصلة العمل كما هو الآن،
أو تقبل اعتذاري عن عدم موصلة العمل.
ظل يبحث في جيب بنطلونه عن شيء ما ،ثم قام
متوج ًها إلى الشرفة هو يصيح:
-قهوتي بسرعة.
مكثت أضرب أخما َسا في أسداس ،أفي كل خرابة
عفريت ،لماذا حياتي أنا التي كلها خرائب ،ولماذا
عفاريت خرائبي متيقظة دائ ًما؟
يعمل الواحد من زملائي ،في مكان واحد عمره كله،
لا يتجرع من الغيظ في كل عمره المهني ما أتجرعه
أنا في يوم واحد ،لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت
من الظالمين.
أعادني رنين الموبايل إلى واقعي ،كان صاحبي
عراب الاتفاق ،قال:
-هاتفني مسعد ونقل لي تفاصيل ما وقع بينك
وبين الأستاذ صالح ،إنه الآن في الشرفة ،يستحلب
ِسنة أفيونه.
-هل تعرف؟
-الوسط كله يعرف ،أنت فقط الذي يعيش في
غيبوبة.
-غيبوبة! شك ًرا يا سيدي.
-لا شكر على تقرير واقع ،المهم ،أنا سأتحدث إليه
الآن وسأزيل سوء التفاهم الذي حدث.
-لم يكن سوء تفاهم ،إنه..
-يا أخي ،أعرف كل شيء ،سأجعله يرجع عن
كل كلامه وستستمر بشروطك ،كل ما أرجوه أن