Page 168 - m
P. 168

‫العـدد ‪57‬‬                               ‫‪166‬‬

                               ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬                        ‫ح ًّقا أن تبدو ماهرة‪ ،‬وأن في‬
                                                                    ‫استطاعة أي أحد أن يفعل‬
  ‫لا يتوقفون عندما لا يوجد‬        ‫أن يرغبوني جمي ًعا‪ .‬وعلى‬                             ‫ذلك‪.‬‬
‫سوى العاهرات فوق المقاعد‪،‬‬      ‫الجانب الآخر يبدو أنها تريد‬
  ‫ذلك لأنهن لا يركبن مطل ًقا‪.‬‬                                           ‫***‬
‫هل تم مناقشة ذلك في محطة‬           ‫لهم أن يكرهوها جمي ًعا‪.‬‬
 ‫الحافلات؟ هل هذا جزء من‬            ‫الشىء الذي تتعلمه من‬             ‫عاهرتي المفضلة هي تلك‬
                               ‫الزواج‪ ،‬هو أنه عندما يشاهد‬             ‫الفتاة الشقراء القصيرة‬
    ‫التمرين؟ جاء رئيسي في‬        ‫المرء قناة الطقس لساعات‪،‬‬           ‫الغاضبة دائ ًما‪ .‬أحب ذلك‬
 ‫العمل ووضع أمامي ورقة‪،‬‬        ‫فإنه في الواقع لا يشاهد قناة‬         ‫لأنها تفتقد إلى ذلك النوع‬
  ‫مكتوب عليها «ينجز الآن»‪.‬‬       ‫الطقس وأن الأكاذيب التي‬             ‫من الأجساد الذي أعتقد‬
                               ‫يحكيها هي كل الحقيقة التي‬           ‫أن المرأة في حاجة إليه لكي‬
              ‫تجاهلت ذلك‪.‬‬                                            ‫تكون عاهرة ناجحة‪ ،‬فلا‬
                      ‫قلت‪:‬‬                    ‫تحتاج إليها‪.‬‬        ‫أثداء أو مؤخرة أو سيقان‪..‬‬
                                     ‫في اتصال تليفوني مع‬           ‫مجرد وقفة فحسب‪ .‬وهذا‬
‫‪ -‬داني‪ .‬ليس لدي فكرة عما‬         ‫«داني» حدثته عن عاهرتي‬             ‫ما يجعلني ربما أعتقد أنه‬
               ‫تتحدث عنه‪.‬‬      ‫المفضلة فأبدي اهتما ًما كبي ًرا‪،‬‬    ‫ليس كل الرجال أغبياء على‬
                                ‫فمن غير المعتاد أن يهتم بما‬       ‫الإطلاق‪ .‬على الأقل بعضهم‬
            ‫فقال في سعادة‪:‬‬     ‫أقوله‪ ،‬وجه لي بعض الأسئلة‬           ‫يحب تلك الوقفة الصغيرة‪،‬‬
  ‫‪ -‬ذلك جيد‪ .‬وليست كذلك‬          ‫عنها‪ ،‬حسنًا‪ ،‬شعرها‪ ،‬قلت‬             ‫مكتفيًا بمص أيره‪ .‬تأتي‬
                                ‫له‪ :‬أصفر ج ًّدا‪ ،‬لكن لا بأس‬           ‫هذه الفتاة في وقفتها في‬
                      ‫جان‪.‬‬      ‫به‪ .‬أحب أسلوبها الغريب في‬          ‫مواجهة نافذتي في الطابق‬
‫وجان هي أخته غير الشقيقة‪،‬‬       ‫الملبس‪ ،‬ليست مثيرة جنسيًّا‬          ‫الثاني‪ .‬سوف تقترب من‬
                                    ‫بشكل زاعق‪ ،‬تمزج بين‬            ‫السيارة وأصبعها الأوسط‬
    ‫تزوج أبوها اليوناني من‬     ‫التحدي والحركة المبالغ فيها‬           ‫مرفو ًعا مثل السلاح إلى‬
    ‫أم داني الإنجليزية وهما‬       ‫وتنجح في أن يجعلها ذلك‬         ‫الزبون المنتظر‪ .‬وهي تصرخ‬
  ‫صغيران‪ .‬تربيا م ًعا ‪-‬داني‬    ‫تبدو مثيرة جنسيًّا‪ .‬كم أحب‬
    ‫الشاحب الأشقر الجميل‬          ‫ح ًّقا طريقتها في غلق باب‬            ‫بالبذاءات‪ ،‬كما لو كان‬
    ‫وأخته ذات ملامح البحر‬        ‫السيارة وهي تقول بشكل‬           ‫يزعجها على نحو ما أن يظهر‬
‫الأبيض المتوسطية السمراء‪-‬‬         ‫واضح «عليك اللعنة» فلم‬
    ‫بدا الاثنان أشبه بوجهي‬       ‫تصفق الباب على الإطلاق‪،‬‬              ‫اهتمامه بها‪ .‬ففي معظم‬
 ‫الصورة‪ :‬الموجب والسالب‪.‬‬           ‫حيث تدعه يغلق في يسر‬            ‫الأوقات تركب السيارة مع‬
                               ‫ويرتفع ذارعها قلي ًل إلى أعلي‬        ‫رجل وعندما تعود سوف‬
       ‫***‬                      ‫وهي تبتعد عن الباب كما لو‬
                               ‫كانت تقول بالإشارة‪ :‬تحرك‬              ‫تدفع بالإصبع في الهواء‬
    ‫والآن عندما يتصل داني‬      ‫وامض‪ ،‬وكما لو كانت تقول‪:‬‬              ‫وهي تقول مع السلامة‪.‬‬
    ‫يكون أول شيء يريد أن‬          ‫ومن ذا الذي يحتاج إليك؟‬
 ‫يعرفه هو ماذا تعمل؟ أقصد‬         ‫غيَّر داني الموضوع وأخذ‬              ‫لم أقابل رج ًل‪ ،‬منذ أن‬
 ‫عاهرتنا المفضلة‪ ،‬لقد أطلقنا‬       ‫يتحدث عن تعطل السلم‬                ‫تركني زوجي من ستة‬
                               ‫الإلكتروني‪ ،‬بينما أخذت أفكر‬           ‫أشهر مضت‪ ،‬لا أريد أن‬
     ‫عليها سندريلا‪ ،‬ولست‬           ‫في كيف أن المعروف عن‬              ‫يحبني أحد‪ ،‬حتى هؤلاء‬
  ‫متأكدة لماذا؟ ربما لأنها في‬    ‫جميع سائقي الحافلات في‬              ‫الذين أبغضهم أو أشعر‬
                                ‫طريق الشمس الغاربة أنهم‬          ‫بعدم الاكتراث بهم‪ ،‬أريد لهم‬
    ‫حياتها أبعد ما تكون عن‬
 ‫سندريلا‪ ،‬فأبدأ بماذا تلبس‪.‬‬

     ‫ثم أصف السيارة التي‬
   ‫انطلقت بها‪ ،‬ثم نخمن م ًعا‬
 ‫ماذا يمكن أن تعمله أو ما لا‬
 ‫يمكن أن تعمله‪ ،‬اعتما ًدا على‬
   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173