Page 166 - m
P. 166

‫العـدد ‪57‬‬                   ‫‪164‬‬

                             ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬                   ‫شيريل ألو‬

                                                          ‫طوع أمرك‬

                                                                                                ‫ترجمة‪:‬‬

                                                            ‫د‪.‬محمد عبدالحليم غنيم‬

      ‫الوفاة لأعضاء النقابة‬       ‫في المبنى الذي أعمل به‬     ‫بعد خمس سنوات من‬
    ‫المتوفين حديثًا وتستيف‬     ‫أجلس خلف جدار زجاجي‬
‫الأغلفة المتشابهة مع بعضها‬   ‫يطل على الشارع العام‪ ،‬ومن‬       ‫الزواج توقف زوجي عن‬
    ‫البعض وترتيب الرسائل‬                                  ‫ذكر اسمي‪ ،‬في البدء‪ ،‬بدا ذلك‬
  ‫التي تعبر عن الحزن لموت‬        ‫مكتبي الذي يبعد قدمين‬
‫أحد ممثلي شاشة التلفزيون‪،‬‬    ‫فقط عن أول مكتب في حجرة‬         ‫غريبًا وفكرت ربما يكون‬
   ‫وأحيا ًنا إدراج شيك لأحد‬                                ‫ذلك مجرد تهيئات‪ ،‬لكن بعد‬
‫المستفيدين من المعاش‪ ،‬شيك‬         ‫مكتظة بالمكاتب‪ ،‬أشاهد‬     ‫فترة من الوقت تقبلت ذلك‬
    ‫مستحق الدفع على وجه‬           ‫العاهرات وهن ينتشرن‬
  ‫السرعة للممثل المتوفي عن‬     ‫على مقاعد محطة الحافلات‬       ‫كأمر واقع‪ .‬ماذا يعني أن‬
   ‫أداء دور أو بعض الأدوار‬     ‫في طريق الشمس الغارية‪،‬‬      ‫تقال مثل تلك الكلمة؟‪ -‬اسم‬
‫الصغيرة في التليفزيون‪ ،‬التي‬      ‫وعندما لا تجلس واحدة‬      ‫شخص‪ .‬هل يمكن أن تعني‬
   ‫ربما لا يتذكرونها‪ ،‬أو قد‬  ‫منهن هناك‪ ،‬يمكن لي أن أرى‬
‫يتذكرونها‪ ،‬ولعل ذلك أفضل‬       ‫وجه جارتي جودي جورج‬            ‫أحبك‪ .‬أو أنت خنتني‪ .‬أو‬
    ‫مناسبة يتذكر بها الأهل‬      ‫السمسارة العقارية‪ ،‬التي‬    ‫أنا مسرور لك أو أنا حزين‬
                             ‫تبدو ناجحة وسعيدة بعملها‪.‬‬     ‫من أجلك أو أهذا أنت؟ أم لا‬
           ‫ممثلهم المرحوم‪.‬‬     ‫أشاهد العاهرات وأنا أقوم‬   ‫تقلق‪ ،‬أنا هنا؟ لم أفكر مطل ًقا‬
                             ‫بأشياء مثل استيفاء شهادات‬     ‫في القوة التي يحملها الاسم‬

                                                               ‫حتى توقفت عن سماع‬
                                                                              ‫اسمي‪.‬‬
   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171