Page 202 - m
P. 202

‫العـدد ‪57‬‬                             ‫‪200‬‬

                                ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬                      ‫المضحكة تلك البادية في هذه‬
                                                                   ‫المعركة‪ .‬نجد علاقة التحام‬
 ‫المسرحية على طفوليته‪ ،‬حتى‬           ‫الأب أوبو يحمل مكنسة‬           ‫بأدوات قتل ذات إمكانات‬
   ‫لو تجنبنا الحلول الخيالية‬    ‫مقززة ويلقي بها فوق المائدة‪.‬‬
                                                                 ‫مختلفة (مسدس‪ -‬مدفع) ثم‬
 ‫والأفعال الخارقة كأن يشق‬         ‫الأم أوبو‪ :‬أيها الشقي‪ ،‬ماذا‬     ‫نرى فع ًل خار ًقا حيث ُيقتل‬
   ‫بطن أوبو بسيف هائل من‬                             ‫تفعل؟‬
   ‫بوجريلا ولا يموت‪ ،‬أو أن‬                                          ‫أوبو وإذا به يقوم ليمزق‬
‫يطلق عليه الرصاص دون أن‬             ‫الأب أوبو‪ :‬تذوقوا قلي ًل‪.‬‬    ‫قاتله‪ .‬إنها مغامرات الأطفال‬
                                ‫بعضهم يتذوقون ويسقطون‬             ‫وألعابهم وبع ًضا مما كانت‬
         ‫يحدث له أي تأثير‪.‬‬                                         ‫تحكيه الأجداد عن الأبطال‬
      ‫الأب أوبو (قاب ًضا على‬                    ‫مسمومين‪..‬‬
   ‫دجاجة محمرة)‪ :‬الله‪ ،‬إني‬          ‫الأب أوبو‪ :‬ألم تنصرفوا؟‬          ‫خارقي العادة والأطفال‬
  ‫جائع وسألتهم هذا الطائر‪.‬‬                                                         ‫المعجزة‪.‬‬
‫اذهبي إلى النافذة فانظري إذا‬          ‫بحق شمعتي الخضراء‬
    ‫كان ضيوفنا قد وصلوا‪.‬‬           ‫سأقتلكم حا ًل بالكستليته‪.‬‬        ‫إن المؤلف هنا يركز على‬
‫الأم أوبو (ذاهبة إلى النافذة)‪:‬‬                                   ‫دعم شخصيته الرئيسة بكل‬
 ‫لا أرى شيئًا (في هذه الأثناء‬           ‫(يبدأ في قذفهم بها)‬
    ‫الأب أوبو يخفي كتلة من‬          ‫الجميع‪ :‬أوه أي!! النجدة‪،‬‬         ‫السمات التي تدفعها عن‬
                                                                   ‫كونها إنسا ًنا دمو ًّيا عاد ًّيا‪.‬‬
               ‫لحم العجل)‪.‬‬            ‫فلندافع عن أنفسنا‪ .‬وا‬       ‫بل تصل إلى ممثل البشرية‬
  ‫الأم أوبو‪ :‬العجل‪ ..‬العجل‪..‬‬              ‫مصيبتاه لقد مت‪.‬‬          ‫جميعها منذ البدائية‪ ،‬حيث‬
 ‫العجل‪ ..‬أكل العجل‪ ..‬النجدة‪.‬‬                                    ‫التمزيق باليد إلى المسدس إلى‬
   ‫الأب أوبو‪ :‬أقسم بشمعتي‬         ‫الأب أوبو‪ :‬نيله‪ ،‬نيله‪ ،‬نيله‪،‬‬    ‫المدفع‪ ..‬إلخ مرو ًرا بمراحل‬
                                 ‫أخرجوا لقد ألقيت الرعب في‬      ‫التاريخ وتطور الحضارة من‬
     ‫الخضراء سأفقأ عينيك‪.‬‬                                       ‫خلال منجزاتها التي تحررت‬
             ‫(ف‪ ،1‬م‪.)27()2‬‬                         ‫قلوبكم‪.‬‬
                                             ‫(ف‪ ،1‬م‪.)26()4‬‬                      ‫من الزمان‪.‬‬
 ‫فإضافة إلى الشراهة والنهم‬          ‫إن المعركة ‪-‬أو (المواقف)‬               ‫ثان ًيا‪ :‬الطفولية‪:‬‬
      ‫في شخصية الأب أوبو‬          ‫في صورتها الكلية‪ -‬معركة‬       ‫إن التكوين الداخلي لشخصية‬
                                     ‫طفولية يقذف فيها أوبو‬      ‫"أوبو" ‪-‬بشكل خاص‪ -‬ذلك‬
 ‫وذلك الموقف المشابه لمواقف‬         ‫ضيوفه بنوع من الطعام‬            ‫الطفل الكبير الذي تسيره‬
   ‫الفا ْرس‪ ،‬فإن أوبو يمارس‬           ‫رغبة منه في أن يلتهمه‬         ‫غرائزه وشهواته وتدفعه‬
   ‫سلوك الأطفال في عمليات‬        ‫وحده ولا يشاركه أحد فيه‪،‬‬        ‫إلى أن يسلك سلوك الأطفال‬
                                   ‫وإذا بالشخصيات الأخرى‬               ‫في تعامله مع الأشياء‬
‫إخفاء الطعام أثناء غياب الأب‬      ‫تمارس معه اللعب الطفولي‪.‬‬       ‫والمواقف‪ ،‬وعلى المفارقة بين‬
‫والأم‪ ،‬وهو سلوك مرضي إلى‬           ‫فيصرخون ويستنجدون‪،‬‬            ‫وعي الطفل‪ -‬الفاعل‪ ،‬ووعي‬
                                    ‫ثم يقعون مسمومين‪ ،‬ثم‬           ‫الكبير‪ -‬المتلقي‪ ،‬ينتج نو ًعا‬
 ‫حد ما‪ .‬إضافة إلى ما يظهره‬          ‫يقومون ثانية‪ ،‬دون أدنى‬      ‫من الكوميديا له خصوصيته‪.‬‬
 ‫الموقف من جبن الشخصية‪.‬‬          ‫مساعدة طبية‪ ،‬إن لم يكونوا‬        ‫ففي مسرحية "أوبو مل ًكا"‬
 ‫وأثناء استعداد "أوبو" لقتل‬           ‫قد ماتوا‪ .‬وهو لا يبالي‬         ‫نجد أوبو يقذف ضيوفه‬
  ‫الملك‪ ،‬يأتيه رسول من الملك‬       ‫بما يفعل‪ ،‬فليست لديه أية‬        ‫بأحد أنواع الطعام بعد أن‬
 ‫يطلبه للحضور‪ ،‬ويظن أوبو‬        ‫حسابات تخص المستقبل‪ .‬بل‬          ‫طردهم ولم يستجيبوا‪ ،‬وبعد‬
  ‫أن أمره قد كشف وبمنتهى‬        ‫إنه يسير تحت ضغط حاجاته‬         ‫أن ألقى بمكنسته المقززة فوق‬
                                    ‫الغريزية سعيًا لإشباعها‬        ‫المائدة فوقعوا مسمومين‪.‬‬
             ‫الطفولية يقول‪:‬‬        ‫تما ًما كالأطفال‪ ،‬فمن يقوم‬
  ‫أوبو‪ :‬عندي فكرة‪ ..‬سأقول‬         ‫معهم بهذا الفعل هم أعوانه‬
                                       ‫في المؤامرة ضد الملك‪.‬‬
    ‫إنها الأم أوبو وبوردرو‪..‬‬          ‫والأمثلة كثيرة فى هذه‬
   ‫ولكي تسترضيه الأم أوبو‬
‫وتجعله يعدل عن أفكاره هذه‬
   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206   207