Page 200 - m
P. 200

‫العـدد ‪57‬‬                            ‫‪198‬‬

                               ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬                       ‫أنه كان مل ًكا على آراجون‪.‬‬
                                                                ‫غير أن زوجه الطموح‪ ،‬الأم‬
    ‫الممالك‪ ،‬يقرر‪ ،‬بإيعاز من‬      ‫أوبو بزوجها‪ ،‬بعد أن مني‬       ‫أوبو‪ ،‬تغريه بأن يقتل الملك‬
   ‫زوجته‪ ،‬الأم أوبو أن يقتل‬    ‫بالهزيمة أمام قيصر الروس‪،‬‬         ‫فينسسلا‪ ،‬ولي نعمته‪ ،‬وأن‬
  ‫الملك‪ ،‬ويستولي على الحكم‪.‬‬                                     ‫ينصب نفسه مكانه‪ .‬فيحيك‬
   ‫أما الشخصية الثانية فهي‬            ‫داخل مغارة ليستأنفا‬       ‫أوبو مؤامرة بالاشتراك مع‬
  ‫الأم أوبو‪ ،‬وهي على اتساع‬           ‫هروبهما في أرض الله‬      ‫القائد بوردور‪ ،‬ويعده بولاية‬
                                ‫الواسعة أمام بوجريلا الذي‬        ‫ليتوانيا مكافأة له‪ .‬وتنجح‬
       ‫دورها في المسرحية لا‬     ‫يواصل مطاردته للغاصبين‪.‬‬          ‫المؤامرة‪ ،‬ويتم القضاء على‬
     ‫تتجاوز كونها شخصية‬         ‫تحتل الشخصية عند جاري‬         ‫أفراد الأسرة المالكة جمي ًعا إلا‬
                                 ‫المكانة الأولى‪ ،‬ويأتي بعدها‬    ‫الشاب بوجريلا‪ ،‬ابن الملك‪،‬‬
       ‫ثانوية‪ ،‬تدفع أوبو إلى‬       ‫كل شيء‪ ،‬فجاري يجعل‬          ‫الذي يلجأ إلى الأحراش‪ .‬وما‬
 ‫الاستيلاء على الحكم لتحقيق‬         ‫من شخصيته الرئيسة‪،‬‬        ‫إن يستقر "أوبو" على العرش‬
‫طموحاتها في السلطة والثراء‪،‬‬           ‫أوبو‪ ،‬المصدر الرئيس‬
 ‫وهي شخصية تشبه إلى حد‬            ‫للأحداث‪ ،‬وطب ًقا لبناء هذه‬       ‫حتى يبدأ في حكم البلاد‬
‫كبير ليدي مكبث في مسرحية‬         ‫الشخصية تتحدد مجموعة‬           ‫بطريقة خرقاء‪ .‬يستعين في‬
 ‫شكسبير‪ ،‬وإن اختلفت عنها‬          ‫أحداث المسرحية‪ .‬أما بقية‬      ‫ذلك بمجموعة من الفرسان‬
                                    ‫الشخصيات التي تحيط‬
      ‫في كونها المصدر الأول‬    ‫بشخصية أوبو فهي مجموعة‬              ‫الأفاقين‪ .‬فلكي يزيد من‬
‫لإغراء أوبو ودفعه لقتل الملك‪،‬‬      ‫من الأنماط البشرية التي‬        ‫ثروته يقضي على النبلاء‬
                                    ‫تعبر عن شريحة ما من‬        ‫ورجال القضاء ورجال المال‬
   ‫فيما كان لنبوءة العرافات‬      ‫شرائح المجتمع أو الشرائح‬         ‫بطريقة عشوائية لا تميز‬
‫الدور في دفع ليدي مكبث إلى‬     ‫الأخلاقية‪ ،‬وجميعها تدور في‬      ‫بين طالح وصالح‪ .‬ثم يتولى‬
                                ‫فلك أوبو وإن كان لكل منها‬      ‫بنفسه جباية الضرائب التي‬
        ‫إغراء زوجها بالأمر‪.‬‬                                      ‫فرضها أضعا ًفا مضاعفة‪.‬‬
   ‫كما أن الأم أوبو تظل على‬                 ‫مداره الخاص‪.‬‬          ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فبد ًل‬
                                      ‫وعليه فإن الشخصية‬        ‫من أن يكافئ بوردور‪ ،‬الذي‬
      ‫موقفها دون أي شعور‬         ‫الرئيسة في "أبو ملكا" هي‬         ‫كان ذراعه اليمني‪ ،‬يغدر‬
     ‫بالندم‪ ،‬بل إن المسرحية‬      ‫شخصية أوبو نفسه‪ ،‬وهو‬              ‫به ويحاول أن يفتك به‪.‬‬
    ‫تنتهي باستعدادها وأوبو‬        ‫قائد سابق وحاكم لإحدى‬          ‫ولكن بوردور‪ ،‬يتنبه لذلك‬
 ‫لبدء مغامرة جديدة في مكان‬                                       ‫ويسعى إلى قيصر الروس‬
    ‫آخر‪ ،‬بينما تطارد الليدي‬                                   ‫تائبًا مستغف ًرا ويحرضه على‬
  ‫مكبث أشباح الندم وصورة‬                                       ‫إعلان الحرب ضد الغاصب‪.‬‬
 ‫الدم الذي لا يزول عن يديها‬                                      ‫وفع ًل ينتصر القيصر على‬
‫حتى ينتهي بها الأمر بالذبول‬                                       ‫أوبو ويغزو البلاد ويلوذ‬
                                                                 ‫أوبو بالفرار‪ ،‬بعد أن يعهد‬
           ‫والجنون والموت‪.‬‬                                     ‫بالوصاية إلى زوجه‪ .‬غير أن‬
‫وإلى جوار الشخصيتين أوبو‬                                         ‫بوجريلا‪ ،‬ابن الملك القتيل‪،‬‬
‫نجد شخصيات نمطية عديدة‪،‬‬                                           ‫يتمكن من طردها بعد أن‬
                                                                  ‫يقود المقاومة من الشعب‬
   ‫منها الملك فينسسلا نفسه‬                                     ‫البولندي الثائر‪ .‬وتلتقى الأم‬
   ‫وزوجته والنبلاء والقضاة‬
  ‫وقيصر روسيا وبوجريللا‬
 ‫ابن الملك فينسسلا كون تلك‬
‫الشخصيات جميعها لا تحمل‬

    ‫سمات مميزة للشخصية‬
       ‫(البيرسونا) بأعماقها‬

  ‫الاجتماعية والنفسية‪ ،‬وإنما‬
   ‫هي مجرد أنماط درامية لا‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205