Page 294 - m
P. 294

‫العـدد ‪57‬‬                              ‫‪292‬‬

                                   ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫‪ -‬يبقى التوجه العام الذي يحكم‬
  ‫هذا الخطاب هو ضبط الآليات‬
      ‫التي تحكم صناعة الأدب‪،‬‬

 ‫والكشف عن البنيات التي تنظم‬
    ‫اشتغاله وتداوله وتحولاته‪.‬‬

‫خلاصة‬

   ‫وخلاصة القول يمكننا التأكيد‬                 ‫عبد الكبير الخطيبي‬                  ‫محمد مريمي‬
 ‫على أن خطاب الحداثة والتجريب‬
                                         ‫حول مفهوم النقد ووظيفته‬             ‫تطلعهم إلى خطاب نقدي جديد‪،‬‬
       ‫قد ترسخ في النقد المغربي‬             ‫وعلائقه بالإيديولوجيا‪.‬‬         ‫يتبنى الحداثة والتجريب‪ ،‬متحرر‬
     ‫الحديث كمفهومين رئيسيين‬
                                        ‫وقد حدد مريمي أهم سمات‬                 ‫من سلطة الإيديولوجية‪ ،‬التي‬
       ‫يعكسان التطورات الأدبية‬         ‫خطاب الحداثة والتجريب في‪:‬‬                 ‫هيمنت على النقد الذي كتب‬
    ‫والثقافية في المجتمع المغربي‪.‬‬   ‫‪ -‬الجمع بين التنظير والممارسة‪،‬‬               ‫ضمن ما أسماه مريمي بـ‪:‬‬
   ‫كون الحداثة تتطلع إلى التحول‬
   ‫والتغيير‪ ،‬بينما التجريب يتعلق‬         ‫مع ميل واضح إلى التأطير‬               ‫«الخطاب الإيديولوجي» حيث‬
 ‫بالابتكار والاستكشاف‪ .‬فخطاب‬              ‫النظري للأدوات المفهومية‬             ‫بدأ الخطاب النقدي في المغرب‬
  ‫الحداثة في النقد المغربي يعكس‬      ‫والمصطلحية التي يشتغل عليها‬                ‫يتجه إلى صياغة بديل نقدي‬
                                                                           ‫جديد‪ ،‬يحرر الممارسة النقدية من‬
       ‫رغبة الكتاب والشعراء في‬                              ‫النقاد‪.‬‬          ‫سلطة الإيديولوجيا والسياسة‪،‬‬
     ‫التخلص من القيود التقليدية‬    ‫‪ -‬هيمنة نزعة التركيب والتوليف‬              ‫ويعيد الاعتبار إلى النص بعي ًدا‬
 ‫والقوالب الأدبية القديمة‪ .‬ويعمل‬
                                         ‫بين المناهج‪ ،‬مع التنبيه هنا‬              ‫عن أسر المرجع والقراءات‬
       ‫على تحرير الفكر والتعبير‬       ‫على وجود اختلاف بين النقاد‬           ‫الاختزالية الإسقاطية والمصادرات‬
   ‫الإبداعي‪ ،‬ويدفعهم للسعي إلى‬          ‫من حيث القدرة على الملاءمة‬         ‫الإيديولوجية‪ .‬وتحرير الأدب من‬
    ‫تجسيد هذا التجديد والتحول‬          ‫المنهجية بين المناهج المتباينة‪،‬‬      ‫تبعيته للسياسي والإيديولوجي‪،‬‬
   ‫في أسلوبهم الكتابي ومضمون‬           ‫أحيا ًنا‪ ،‬في منطلقاتها الفلسفية‬     ‫وتخليص النصوص من القراءات‬
    ‫أعمالهم‪ .‬يما تضمنه ذلك من‬
‫استخدام تقنيات جديدة والتلاعب‬                     ‫والإبستمولوجية‪.‬‬               ‫التبسيطية والاختزالية‪ ،‬وفك‬
 ‫باللغة والتعبير الشعري‪ ،‬وكسر‬          ‫‪ -‬تجاوز القراءات التبسيطية‬              ‫الارتباط الحميمي بين النص‬
  ‫القواعد التقليدية للشعر والنثر‪.‬‬      ‫القائمة على‪« ‬وحدانية المعنى»‬         ‫ومرجعه الخارجي‪ ،‬إلى غير ذلك‬
                                   ‫والنظر إلى النص الأدبي‪ ،‬باعتباره‬        ‫من القضايا التي كانت تؤشر على‬
      ‫فالتجريب في النقد المغربي‬                                               ‫التحول الكبير الذي بدأ يتبلور‬
   ‫الحديث يعكس رغبة الكتاب في‬            ‫ن ًّصا مفتو ًحا‪ ،‬قائ ًما على‪« ‬لا‬
 ‫استكشاف آفاق جديدة ومختلفة‬                ‫نهائية»‪ ‬التدليل والتأويل‪.‬‬
   ‫في الكتابة‪ .‬يتجسد التجريب في‬
   ‫استخدام أساليب وتقنيات غير‬

     ‫تقليدية ومستجدة‪ ،‬من أجل‬
  ‫استكشاف الواقع وتقديم رؤية‬
‫جديدة للأدب‪ .‬استكشاف المشاكل‬
 ‫الاجتماعية والسياسية والثقافية‬

                  ‫بطرق مبتكرة‬
   289   290   291   292   293   294   295   296