Page 96 - DILMUN NO 19
P. 96
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﻗﺮ ﺑﺎﻭﻣﺮ"،%٥
ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ
ﻻ
ﺪﻨﻋﺎﻣ ﻧﺘﺘﺒﻊ ﻣﻨﻬﺠﻴﺎً ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎﺭﻳﺨﻲ ﻋﺎﻡ ﻭﻣﻄﻠﻖ ﻗﺼﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ،ﻧﺠﺪ ﺃﻥ
ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻷﺯﻝ ﺴﻤﺑﺄﻟﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﺎﻃ ﻭﺛﻴﻘﺎ ﺑﺘﻄﻮﺭ ﻓﻜﺮﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ
٠ﻭﻣﻘﺘﺮﻧﺔ ﺑﻨﻤﻮﻩ ﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺓ ﻭﺳﻌﻴﻪ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻀﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ.
ﻭﺎﻣ ﺍﻋﻨﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ :ﺃﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺃﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﺎﻃ ﺟﻨﻴﻨﻴﺎ ﺑﻤﺴﺎﻟﺔ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻻﺗﻬﺎ 2ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻻﺩ ﺑﻴﻦ ﻛﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ
ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻻﺗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻠﻲ
ﻳﻮﻣﻲ 2ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻭﺍﻟﻤﻻﻙ ﻭﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ٠
ﻓﺄﻭﻝ ﻭﺍﻗﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺎﻗﺔﺒﻃ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﻗﻴﻤﺎﺕ ﺮﻴﻐﺻﺓ ﺑﺤﺠﻢ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﻴﺪ
ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﺸﻮﻕ ،ﻧﻘﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺎﺋﺮ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﺑﺎﻟﻘﺼﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻱ
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺻﻮﺭ ﻷﺷﻜﺎﻝ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻣﺒﺴﻄﺔ ﻣﺨﺘﺰﻟﺔ ﻭﻭﺣﺪﺍﺕ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﻣﺠﺮﺩﺓ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﻤﻘﺮﻭﺀﺓ ﻛﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ،ﻟﺒﻌﺾ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺬﺍﺕ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻦﻴﻃ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﺃﻭ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﺸﻮﻑ ﺑﺒﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺠﻻﺕ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﺑﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﻟﺤﻤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﺃﻭ
ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ،ﺃﻭﺇﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﻜﻮﻙ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ
ﻣﻌﻘﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ( ،ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺭﻗﻢ ٠)1
ﻭﺪﻗ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ 2ﻋﻠﻢ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺼﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺴﻄﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭﻝ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺮﻋﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﻣﺎ
ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﻭﻟﻐﺎﺕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺣﻴﺔﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ.)02
1 Naissance de 1"ecriture, Edition de Reunion des Musees Nationauy, Paris 1982.
( )2ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ :ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺫ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻑ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻇﻬﻮﺭ ﻧﻈﺎﻡ
ﺍﻷﺑﺠﺪﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻮﻗﺔ 2ﺍﻟﻠﻔﺔ ٠ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﻗﺪﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻷﺑﺠﺪﻳﺔ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ٠ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ
ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺇ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ :ﺍﻟﻬﻨﻮﺩ ﻭﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﻹﻏﺮﻳﻖ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻣﻢ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯ
ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ
٥ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ±ﻛﺘﺎﺏ:
Hampshire 1889.ﺃ٠ Phoenicia, George Rawlinson, Ayer Company Publishers, ١N.C Salem, Ne
ﻕ
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺎﺗﺭﺦﻳ ﻭﺍﺎﺛﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ