Page 99 - DILMUN NO 19
P. 99
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺘﻪ ﻍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ
ﻓﻤﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ& ﺳﻮﺭﺓ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ»،3
» ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻮﻨﻣﺍ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ 2ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ2ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻳﻈﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﻳﻔﻌﻞ
ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ«.
ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﺧﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻴﻤﻫﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺑﻤﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻣﻢ ،ﺃﻭ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻣﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺷﻌﻮﺏ ﻣﺜﻞ ﺷﻌﻮﺑﻨﺎ ،ﺃﻭ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻣﺜﻞ ﺑﻠﺪﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻑ ﻣﺤﻴﻂ
ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﺎﻣﻲ ،ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺧﺮﺟﺖ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﻳﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﻵﺛﻤﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﻠﺖ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﻘﻻﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻧﻮﻉ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﻭﺔﻌﻴﺒﻃ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﻟﻮﻥ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺳﻌﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻢ
ﻟﻤﻮﺍﻛﺒﺔ ﺳﻴﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﻀﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﻻ ﺃﺩﻝ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻮ،ﻨﻃ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﻢ ﺩﻟﻴﻞ
ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﺃﻭﻝ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻘﻻﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮ2
ﻋﺎﻡ 917ﻡ ،1ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻜﺴﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﺻﺮﻳﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻮﺔﻴﻨﻃ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ 2ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻣﺎﺩﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ
ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔﺍﻹﺳﻻﻣﻴﺔ ،ﻭﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﻒ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺃﻟﻒ ﻋﻠﻰ ( ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻟﻠﻌﻠﻮﻡﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻮﺍﻦﻴﻨﻃ )'.
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﻮ،ﻨﻃ
ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪﻱ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﻧﻬﺠﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻭﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺑﻞ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺣﺪﻳﺜﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺨﺮ،ﻃ ﻣﻌﻬﺎ 2ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ
( )7ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﺳﻨﺔ ،ﻡ ١٩٧٣ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ٠
( )6ﻗﺮﺁﻥ ﻛﺮﻳﻢ :ﺍﻵﻳﺔ ﺭﻗﻢ ٢٧ﻣﻦ ﺳﻮﺩﺓ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ.