Page 87 - Dilmun 27
P. 87

‫لمحات من تاريخ البحرين‬

                        ‫كان غزو اليابان للأسواق العالمية‪،‬‬        ‫والمسجلة رسيماً ‪ -‬يتراوح بين (‪538‬‬
                        ‫وطرحها اللؤلؤ المص ّنع سبباً رئيسياً في‬  ‫– ‪ )504‬سفينة‪ ،‬وقدرت عائدات اللؤلؤ‬
                        ‫انهيار تجاري‪ ،‬واقتصادي‪ ،‬ومجتمعي‬          ‫في عام ‪1930‬م بمبلغ ‪ 21‬مليوناً وخمسة‬
                        ‫لغالبية مدن وموانئ الخليج‪ ،‬التي مارس‬     ‫وعشرين ألف من الروبيات‪ ،‬أما في عام‬
                        ‫سكانها صيد اللؤلؤ لقرون عديدة كانت‬       ‫‪1931‬م فقد بلغ هذا المبلغ ‪ 18‬مليوناً‬
                        ‫عائدات اللؤلؤ المصدر الرئيسي للخزانة‬
                        ‫في هذه المناطق والوسيلة الوحيدة إلى‬           ‫واثنين وثلاثين ألف من الروبيات‪.‬‬
                        ‫جانب الزراعة‪ ،‬والصيد لدخل الفرد في‬       ‫ولذا قرر تجار اللؤلؤ‪ ،‬والنواخذة في‬
                                                                 ‫اجتماع ‪1930‬م أن يكون التسقام (المبلغ‬
                                            ‫هذه المجتمعات‪.‬‬       ‫المالي المقدم سلفاً وقبل الغوص) ‪30‬‬
                        ‫تدنت الأسعار‪ ،‬وتكدست اللآلئ‬              ‫روبية للغيص‪ ،‬و‪ 25‬روبية للسيب‪ ،‬وكانت‬
                        ‫الأصلية‪ ،‬وطغت لآلئ اليابان في أسواق‬      ‫هذه المبالغ المخصصة أقل نسبياً من‬

                                          ‫اللؤلؤ في العام كله‪.‬‬                       ‫الأعوام السابقة‪.‬‬
                        ‫في عام ‪1930‬م‪ ،‬لم يأ ِت تجار اللؤلؤ من‬    ‫في نهاية موسم ‪1930‬م‪ ،‬أعطى كل من‬
                        ‫الأجانب إلى موانئ وجزر الخليج‪ ،‬ولم‬       ‫الغيص‪ ،‬والسيب مبلغاً اضافياً ‪ 15‬روبية‪:‬‬
                        ‫يأ ِت إلى البحرين غير ‪ Mr Pack‬ممثل ًا‬    ‫لم يعتقد المستشار آنذاك بأنه سوف‬
                        ‫عن الدكتور ‪ Bienen Field‬أما الشيخ‬        ‫تكون هناك ردود فعل عكسية لهذا‬
                        ‫محمد علي زينل‪ ،‬والسيد ‪Rosen -‬‬            ‫القرار‪ ،‬علماً بأن التسقام (السلف) كان‬
                        ‫‪ Thal‬فلم يزورا البحرين وتوجها إلى‬        ‫قدر في السابق بمبلغ ‪ 180‬روبية‪ ،‬وأدنى‬
                        ‫أسواق دبي‪ ،‬أما من البحرين فلقد توجه‬      ‫مبلغ ‪ 150‬روبية‪ ،‬وفي هذه الحالة من‬
                        ‫عدد من تجار اللؤلؤ إلى أسواق بومبي‪،‬‬      ‫التدهور أعلن عدد كبير من النواخذة‬
                        ‫وحالف التوفيق عدداً قليل ًا منهم‪ ،‬وإلى‬   ‫إفلاسهم‪ ،‬وتوقف التجار عن تقديم‬
                        ‫باريس توجه جاسم كانو‪ ،‬وإبن محمد بن‬
                                                                                    ‫المبالغ المالية لهم‪.‬‬
                            ‫هندي‪ ،‬ولم يحالفهما الحظ هناك‪.‬‬        ‫ورغبة في استمرار عملية الغوص‪،‬‬
                        ‫ويكمل بلجريف قائل ًا «يبدو أن الموسم‬     ‫قام البحارة أو الغاصة بممارسة‬
                        ‫القادم‪ ،‬سوف يكون أسوأ مع تدني‬            ‫(الخماميس) التي يقوم خلالها‬
                        ‫التسقام‪ ،‬ولم ينتج عن (الخانجية) ويُع ّد‬  ‫الغاصة بإدارة العملية من دون سلفية‪،‬‬
                        ‫‪ -‬عملية استكشاف قبل الغوص ‪ -‬أية‬          ‫ويستطيعون بيع اللؤلؤ إلى من يشاؤون‪،‬‬
                        ‫كمية معقولة من اللؤلؤ‪ ،‬ويعتبر هذا‬
                                                                   ‫ومع ذلك لم يحقق هؤلاء ربحاً يذكر‪.‬‬

                        ‫‪85‬‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92