Page 76 - Dilmun 26
P. 76

‫مئتا عام من العلاقات‬

                      ‫فانتقل إلى السفينة ‪ Red breast‬إلى‬         ‫كان المقيم السياسي في بوشهر برسي‬
                      ‫البحرين ووصل إليها في ‪ 30‬نوفمبر‬           ‫كوكس (أبريل ‪1904‬م ــ ديسمبر ‪1913‬م)‪،‬‬
                      ‫‪1904‬م مطالباً الشيخ عيسى بالاعتذار‪،‬‬       ‫ومرة أخرى (نوفمبر ‪1914‬م ــ أكتوبر‬
                      ‫وبالتعويض المالي للموظف الألماني‬          ‫‪1920‬م)‪ ،‬هذا المقيم درس الفارسية‪،‬‬
                      ‫(‪ )1000‬روبية‪ ،‬وجلدوا أربعة من‬             ‫والعربية‪ ،‬والهندوستانية‪ .‬وأطلق عليه‬
                                                                ‫في صغره (عود الثقاب المشتعل)؛ لنحافة‬
                                                 ‫المعتدين‪.‬‬
                      ‫أ ّما الزيارة المذكورة في س ّجل العلاقات‬                  ‫جسده‪ ،‬واتقاد ذهنه‪.‬‬
                      ‫الودية فقد كانت في ‪ 25‬فبراير ‪1905‬م‪،‬‬       ‫قبل هذه الزيارة التي من المفروض أن‬
                      ‫حين عاد المقيم السياسي «بيرسي‬             ‫(تكون ودية) بسنتين في مايو ‪1909‬م؛ قال‬
                      ‫كوكس» وجاءت معه ثلاث سفن حربية‬            ‫اللورد «لانسدون» سكرتير الخارجية في‬
                      ‫فوكس‪ ،‬سفنكس و ‪ Red breast‬ووجه‬             ‫حكومة لندن أثناء خطاب له في مجلس‬
                                                                ‫اللوردات‪( :‬سأقولها من غير تردد إننا‬
                          ‫مدافعه نحو المنامة مطالباً بالآتي‪:‬‬    ‫سوف نعتبر إنشاء أية قاعدة بحرية‪،‬‬
                      ‫‪ .1‬نفي الشيخ علي بن أحمد بن علي‬           ‫أو عسكرية أو أية تحصينات في موانئ‬
                                                                ‫الخليج بواسطة أية قوة أخرى غيرنا‬
                                       ‫إلى خارج البحرين‪.‬‬        ‫تدخل ًا مميتاً‪ ،‬نقاومه بكل ما أوتينا من‬
                      ‫‪ .2‬عقاب المشاغبين من العامة ورجال‬         ‫قوة) متفقاً تماماً مع إستراتيجية اللورد‬
                                                                ‫«كرزون» في زيارته للخليج ‪1903‬م‪ ،‬لم‬
                                                   ‫الدين‪.‬‬       ‫تكن زيارة (عود الثقاب ودية)‪ .‬واثبت‬
                      ‫‪ .3‬تعويض الفرس المتضررين في‬               ‫ذلك «ارنولدولسون» في كتابه الخليج‬
                                                                ‫حين قال‪( :‬إن بيرس كوكس مصاب بداء‬
                                         ‫الحوادث الأخيرة‪.‬‬
                      ‫‪ .4‬إنشاء قوة من الشرطة لحماية‬                           ‫الثقة المطلقة بالنصر)‪.‬‬
                                                                ‫في عام ‪1904‬م‪ ،‬حدثت مواجهات‬
                                                  ‫السوق‪.‬‬        ‫بين الشيخ علي بن أحمد بن علي‬
                      ‫ونزل الجنود بعد إطلاق طلقات مدفعية‬        ‫مع موظف «هروبنكهاوس» ألماني في‬
                      ‫تحديرية‪ ،‬أ ّما الشيخ حمد ولي العهد‬        ‫شركة هروبنكهاوس الألمانية العاملة في‬

                                          ‫فقد أُخذ رهينة‪.‬‬                                  ‫البحرين‪.‬‬
                      ‫انتهى الأمر ببيع متعلقات الشيخ علي‬        ‫ابلغ المقيم بهذه الحادثة‪ ،‬وكان وقتها‬
                      ‫بن أحمد في موانئ الخليج‪ ،‬ونفيه هو‬         ‫في زيارة لنهر «كارون» في المح ّمرة؛‬
                      ‫وأتباعه لم ّدة خمس سنوات من البحرين‪،‬‬
                      ‫وحطم جنود المقيم السياسي سارية علم‬

                         ‫الشيخ عيسى بن علي رمز السلطة‪.‬‬
                      ‫واستمرت خطة بريطانيا تجاه البحرين‪،‬‬

                      ‫‪75‬‬
   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80   81