Page 15 - المجلة إيماس آخر نسخة يناير2
P. 15

‫فاطمة الزهراء عبدالوهاب‬

    ‫الأصــوات وضوحــًا‪ .‬أصــوات‬       ‫الحمــد لله رب العالميــن‪،‬‬
    ‫عاديـة ولكننـي لا أسـتطيع أن‬      ‫والصــاة والســام علــى‬
    ‫أفهــم مــا يقولــون‪ .‬لمــاذا؟!‬   ‫ســيدنا محمــد وعلــى آلــه‬
    ‫فكنـت أتحـدث معهـم باللغـة‬        ‫وصحبـه أجمعيـن‪ ،‬أمـا بعـد‪:‬‬
    ‫الإنجليزيــة وأدرس اللغــة‬        ‫لــم أتذكــر متــى بــدأت‬
    ‫العربيــة لمجــرد الاختبــار‪.‬‬     ‫رحلتــي جديــًا مــع اللغــة‬
    ‫كلمـة بكلمـة‪ ...‬سـعيت لفهم‬        ‫العربيــة‪ ،‬ولكــن يبــدو أننــي‬
    ‫بعــض الكلمــات البســيطة‬         ‫ســوف أبقــى فــي هــذه‬
    ‫مــن اللغــة العربيــة‪ .‬وبعــد‬    ‫الرحلـة الممتعـة إلـى منتهـى‬
    ‫ســنوات عديــدة‪ ،‬طلــب أبــي‬      ‫العمــر‪ ،‬يقــول النــاس‪ :‬إنــك‬
    ‫منــي وأختــي بــأن نتحــدث‬       ‫لا تحــب شــيئًا إذا لــم تعرفــه‬
    ‫ونمـارس اللغـة العربيـة فـي‬       ‫حقـًا‪ ،‬وهكـذا كانـت علاقتـي‬
    ‫البيــت‪ ،‬فكنــا نتحــدث بمــا‬     ‫مــع اللغــة العربيــة عندمــا‬
    ‫علمنـا‪ ،‬ومزجنـا اللغـة العربية‬    ‫سـمعت عنهـا أول مـرة‪ .‬كنـت‬
    ‫باللغـة الماليزيـة والانجليزيـة‪،‬‬  ‫طفلــة صغيــرة‪ ،‬لا أهتــم‬
    ‫وهـذا بسـبب قلـة المفـردات‬        ‫بوجــود اللغــات الأخــرى‬
    ‫العربيــة التــي نعلمهــا‪.‬‬        ‫غيــر اللغــة التــي أنطــق‬
    ‫وبــدون معرفتــي‪ ،‬أصبحــت‬         ‫بهــا وهــي اللغــة الماليزيــة‪،‬‬
    ‫اللغـة العربيـة لغـة نفيسـة‬       ‫وكنــت أعــرف قليــل مــن‬
    ‫بالنســبة لــي وأتحــدث بهــا‬     ‫اللغــة الإنجليزيــة‪ .‬ولكــن‬
    ‫أكثــر مــن اللغــة الماليزيــة‪.‬‬  ‫أبــي يحــب اللغــة العربيــة‬
    ‫فــكان والــدي والمعلميــن‬        ‫ويهتــم بهــا لمعرفتــه عــن‬
    ‫والمعلمــات لهــم دور كبيــر‬      ‫حقيقتهـا‪ .‬فعندمـا قـرر أبـي‬
    ‫فــي التشــجيع والتحفيــز‪،‬‬        ‫بــأن يســجلني وأختــي فــي‬
    ‫وكانــوا يغرســون فــي قلبــي‬     ‫المدرســة العربيــة‪ ،‬كرهــت‬
    ‫حـب اللغـة العربيـة ‪ ،‬ومـا زال‬    ‫ذلــك‪ ،‬وشــعرت بالحــزن‬
    ‫الحــب يكبــر عندمــا أتقــدم‬     ‫ولكــن كان أبــي مصــرًا علــى‬
    ‫فــي اللغــة العربيــة وأرى‬       ‫رأيــه ولــم يغيــر رأيــه‪.‬‬
    ‫جمالهــا وأصبحــت شــاهدة‬         ‫مــرت الأيــام بســرعة‪،‬‬
    ‫لبهائهـا ونفاسـتها وأهميتهـا‪،‬‬     ‫وأتــى اليــوم الأول للمدرســة‬
    ‫فحقيقتهـا أجمـل ممـا أتوقع‪.‬‬       ‫ولــم أســتطع أن أفــر منهــا‬
                                      ‫كأننــي وقعــت فــي كميــن‬
                                      ‫الوقــت‪ ،‬خطــوة بخطــوة‪...‬‬
                                      ‫كلمــا أتقــدم بخطــوة‪ ،‬زادت‬

‫‪15‬‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20