Page 51 - ثقافة قانونية العدد الخامس للنشر الإلكتروني
P. 51

‫الأولى من هذا القانون من قصر فرض الضريبة على الأجور والمرتبات‬                                                                       ‫بالمواطنة ؟‬
                                                                                  ‫وسعت المحكمة الدستورية العليا من نطاق مفهوم المواطنة المنصوص‬
    ‫‪-‬ومافى حكمها‪ -‬التى يتقاضاها العاملون المصريون فى الخارج ممن‬                   ‫عليه فى الدستور ‪ ،‬فالمواطنة من منظور دستورى تعنى أن المواطنين عبارة‬
    ‫يزاولون عملاً لدى الغير يتوافر فيه عنصر التبعية‪ ،‬مخرجاً بذلك من‬               ‫عن مزيج واحد يندمج فى بنيان واحد مكو ًنا وط ًنا واحد‪ ،‬تتداخل مصالح‬
    ‫نطاقها ما يجنيه مصريون آخرون من حصيلة عملهم فى الخارج لا لشئ‬
                                                                                         ‫أفراده وتتواصل فى إطار من التضامن الاجتماعى فيما بينهم‪.‬‬
    ‫إلا لكون عملهم لا ينطوى على تلك التبعية؛ يكون متصادماً مع المقاصد‬             ‫وفى ذلك قضت المحكمة الدستورية العليا بأن» قيام المجتمع على مزيج‬
    ‫الأصلية للقانون المطعون فيه‪ ،‬ذلك أن صفة المواطنة ليست حكراً على‬               ‫من المواطنة والتضامن الاجتماعى يعنى أن الجماعة فى إيمانها بالانتماء‬
    ‫الطائفة الأولى وحدها دون الثانية‪ ،‬كما أن التكافل فى بناء وتنمية الوطن‬         ‫إلى وطن واحد واندماجها فى بنيان واحد وتداخل مصالحها واتصال‬
                                                                                  ‫أفرادها بعضاً ببعض حتى يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه أزر بعض»‪.‬‬
    ‫عن طريق التحمل بعبء الضرائب والتكاليف العامة يشمل المصريين‬                    ‫والمواطنة تعنى أن الأسرة المسيحية هى ذاتها الأسرة المسلمة يكونان‬
                                                                                  ‫م ًعا نسيج الوطن‪ ،‬يستظلان بعاداته وتقاليده السمحة‪ ،‬وبالتالى لا يجوز‬
    ‫جميعاً ‪-‬كل بحسب مقدرته التكليفية‪ -‬إلتزاماً بما نص عليه الدستور فى‬             ‫للمشرع العادى أن ينال من تلك المساواة بتقييد ممارسة أحدهما لحق أو‬
    ‫المادة الرابعة من كفالة عدالة توزيع الأعباء والتكاليف العامة‪ ،‬وفى المادة‬
                                                                                                     ‫حرية بدعوى أنها تدخل فى صميم الشأن الدينى‪.‬‬
          ‫السابعة من إقامة المجتمع على التضامن الاجتماعى»‪.‬‬                        ‫ولقد استجلت المحكمة الدستورية العليا ذلك فقضت بأن» إن تحديد‬
                                                                                  ‫قواعد الأهلية للحضانة لاتعد فى الديانة المسيحية من أصول العقيدة‬
    ‫ب‪ -‬تطبيقات من قضاء المحكمة الدستورية العليا فى شأن استجلاء‬                    ‫التى وردت بشأنها – فى مجال الأحوال الشخصية – نصوص قاطعة –‬
                                                                                  ‫كواحدية الزوجة وحظر الطلاق إلالعلة الزنا – فتعتبر بالتالى شأنا اجتماعياً‬
                                              ‫مبدأ المواطنة‪:‬‬                      ‫خالصاً‪ ،‬بما يجعل تحديدها على نحو موحد يشمل كل أبناء الوطن الواحد‪،‬‬
                                                                                  ‫أقرب إلى واقع ظروف المجتمع‪ ،‬وأدنى إلى تحقيق المساواة بين أفراده فى‬
    ‫‪ -1‬عدم دستورية حرمان فئة من المواطنين من مباشرة حقوقهم السياسية‬               ‫مجال الحقوق التى يتمعون بها بمايكفل الحماية التى يقررها الدستور‬
                                                                                  ‫والقانون للمواطنين جميعاً بلاتمييز بينهم‪ .‬فالأسرة القبطية –فيماخلا‬
    ‫استنا ًدا إلى سبق تقلدهم مناصب معينة قبل تاريخ ‪ 2011/12/11‬بعشر‬                ‫الأصول الكلية لعقيدتها‪ -‬هى ذاتها الأسرة المسلمة‪ ،‬إلى مجتمعها تفئ؛‬
                                     ‫سنوات ‪ ،‬إبان حكم النظام السابق‪:‬‬              ‫وبقيمه وتقاليده تستظل؛ وبالتالى يجب أن يسقط هذا الشرط الم ُتح ّيف‬
                                                                                  ‫بصغارها؛ لا إعراباً عن الن ّد ّية بين أبناء الوطن الواحد فحسب؛ بل وتوكيداً‬
    ‫بعدم‬  ‫‪2012/6/14‬‬    ‫رقحمك ًم‪7‬ا‪1‬بتلارسينةخ‬  ‫أصدرت المحكمة الدستورية العليا‬
    ‫بعض‬   ‫‪ 2012‬بتعديل‬                         ‫دستوية نص المادة الأولى من القانون‬                              ‫لانضوائهم فى نسيج واحد تحت لوائه»‪.‬‬
                                                                                  ‫والمواطنة تعنى كذلك أن جميــــــــع المصريين سواء لا فرق بينهم فى‬
    ‫أحكام القانون رقم ‪ 73‬لسن ‪ 1956‬بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية‪،‬‬                  ‫تحملهم للأعباء والتكاليف العامة‪ ،‬فلا تمييز بين من يعيش داخل الوطن‬
                                                                                  ‫وبين من يعيش خارجه‪ .‬وبالتالى فإن جميع المصريين يشاركون فى بناء‬
    ‫وبسقوط نص مادته الثانية والتى كانت تنص على أن « تقف مباشرة‬
                                                                                                                 ‫وتنمية وطنهم نزولاً على مواطنتهم‪.‬‬
                       ‫الحقوق السياسية للأشخاص الآتى ذكرهم ‪:‬‬                      ‫وفى ذلك قضت المحكمة الدستورية العليا بأن «ما نصت عليه المادة‬

                                              ‫المحجور عليهم ‪ ،‬مدة الحجر ‪.‬‬

          ‫المصابون بأمراض عقلية المحجوزون ‪ ،‬مدة حجزهم ‪.‬‬

    ‫الذين أشهر إفلاسهم ‪ ،‬مدة خمس سنوات من تاريخ شهر إفلاسهم ‪،‬‬

                                              ‫ما لم يرد إليهم اعتبارهم قبل ذلك ‪.‬‬

    ‫كل من عمل خلال العشر سنوات السابقة على ‪ 11‬فبراير سنة ‪2011‬‬

    ‫رئي ًسا للجمهورية أو نائ ًبا لرئيس الجمهورية أو رئي ًسا للوزراء أو رئي ًسا‬
    ‫للحزب الوطنى الديمقراطى المنحل أو أمي ًنا عا ًما له أو كان عض ًوا بمكتبه‬
    ‫السياسى أو أمانته العامة ‪ ،‬وذلك لمدة عشر سنوات ابتداء من التاريخ‬

                                              ‫المشار إليه «‪.‬‬

‫‪51‬‬
   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56