Page 55 - ثقافة قانونية العدد الخامس للنشر الإلكتروني
P. 55

‫يتناول العلائق بين طوائف المحامين فى الأمم وبين أفرادهم‪ .‬وتعرض‬          ‫دنشواى ‪ ،‬وقد جلب له ذلك اتهاما فى وطنيته ‪ -‬لم يغفره له التاريخ ‪-‬‬
      ‫بالشرح لأعمال مؤتمر المحاماة ومن بينها النقاش حول‪ :‬أولا الأنظمة‬         ‫باعتباره واحدا من جلاديها فعندما وقعت الحادثة فى ‪ ١٣‬يونيو ‪١٩٠٦‬‬
      ‫الخصوصية التى لا دخل للحكومة فيها ‪ -‬ثانياً التعليم المتعلق بصناعة‬       ‫‪ ،‬وادعت فيها سلطات الاحتلال أن فلاحى القرية المصرية قد اعتدوا‬
                                                                              ‫على الضباط الإنجليز وقتلوا واحدا منهم ‪ ،‬شكلت محكمة عاجلة لمحاكمة‬
                                        ‫المحاماة ‪ -‬ثالثاً القسم التكميلي‪.‬‬     ‫الفلاحين ‪ ،‬وتمت إجراءات المحاكمة فى الفترة ‪ ٢٧-٢٤‬يونيو (‪)١٩٠٦‬‬
      ‫وتعرض الفصل الأول من الباب الثانى فى الكتاب لمهن المحاماة والقضاء‬       ‫وسط مشاعر السخط والغضب من قبل الجماهير‪ ،‬وصدرت أحكام‬
      ‫والتشريع فى البلاد المصرية بالتفصيل بداية من القضاء فى عهد‬              ‫قاسية جائرة لا تقبل الطعن‪ ،‬وفى ‪ ٢٨‬يونيو نفذت الأحكام جميعها فى‬
      ‫المرحوم محمد على باشا ‪ -‬ديوان الوالى ‪ -‬مجلس المشورة ‪ -‬اول مجلس‬
      ‫للتجارة – المجلس العالى الملكى – مجلس شورى الجهادية ‪ -‬مجلس‬                    ‫وقت واحد فى القرية ‪ ،‬تحت سمع وبصر الفلاحين لإرهابهم ‪.‬‬
      ‫الدعاوى بالإسكندرية ‪ -‬مجلس الدعاوى بدمياط ‪ -‬الخزينة المصرية‬             ‫وقد هاجمت كل الصحف الوطنية موقف أحمد فتحى زغلول هجو ًما‬
      ‫‪ -‬قلم المدارس ‪ -‬نظارة الأشغال‪ -‬مجلس الصحة والمحاجر ‪ -‬ديوان‬              ‫عني ًفا ‪ ،‬وظلت لعنة اشتراكه فى هذه المحاكمة تطارده من قبل القوى‬
      ‫البحرية ‪ -‬الكشاف ‪ -‬قتل المعلم غالى ‪ -‬تشكيل دواوين العموم السبع‬          ‫الوطنية‪ ،‬ولم تدافع عنه سوى صحيفة المقطم الناطقة بلسان سلطات‬
      ‫وهى الديوان الخديوى وديوان كافة الإيرادات وديوان الجهادية وديوان‬        ‫الاحتلال‪ .‬وبالرغم من ذلك فقد كان لفتحى زغلول دورا كبيرا فى وضع‬
      ‫البحر وديوان المدارس وديوان الأمور الافرنكية والتجارة المصرية ‪ -‬جمعية‬   ‫قانون المحاكم الشرعية‪ ،‬ونظام المعاهد الدينية الأزهرية فقد كان عقلية‬
      ‫الحقانية ‪ -‬المجلس الخصوصى ‪ -‬مجلس الاحكام ‪ -‬المجلس العمومى‬
      ‫بالمالية ‪ -‬جمعية الاسكندرية العمومية – مجالس الأقاليم – إلغاء‬                   ‫نابغة فى القانون والتشريع ووضع الأنظمة والهياكل الإدارية‪.‬‬
      ‫المجالس ‪ -‬تشكيل المجالس ثانياً ‪ -‬القوانين التى وضعها الولاة من عهد‬      ‫كانت مهنة المحاماة فى مصر مهنة مرموقة واعتبرت الباب الملكى‬
                                                                              ‫للإشتغال بالعمل السياسى والحركة الوطنية ‪ ...‬ولذا كان معظم زعماء‬
                                                     ‫محمد على باشا‪.‬‬           ‫مصر السياسيين ممن اشتغلوا بالمحاماة ‪ :‬مصطفى كامل ‪ ،‬وسعد زغلول‬
      ‫ثم تناول الفصل الثانى من الباب الثانى موضوع « القضاء من حكم‬             ‫‪ ،‬وعبد العزيز فهمى ‪ ،‬ولطفى السيد ‪ ،‬ومصطفى النحاس‪ ،‬ومكرم عبيد‬
      ‫إسماعيل باشا إلى افتتاح المحاكم الأهلية” حيث استعرض تشکیل مجالس‬         ‫وغيرهم‪ .‬وقد ارتبط ظهور مهنة المحاماة فى شكلها الحديث بتطور مصر‬
      ‫الاقاليم ‪ -‬إعادة تنظيمها ‪ -‬إنشاء ديوان الحقانية‪ -‬تشكيل المجالس‬          ‫منذ عصر محمد على وإجراءاته لبناء الدولة الحديثة‪ .‬هذه التطورات‬
      ‫المركزية ومجالس المشيخة والدعاوى ‪ -‬إصلاح قوانين المجالس المحلية‪-‬‬        ‫أفضت فى النهاية إلى ضرورة تطوير النظام القضائى ‪ -‬والمحاماة من‬
      ‫القضايا الجنائية ‪ -‬القضايا القديمة ‪ -‬مضبطة المسائل المدنية ‪  -‬اختلال‬    ‫أهم عناصره ‪ -‬على النمط الحديث ‪ ،‬ولم يكد ينتهى القرن التاسع‬
      ‫الاختصاص ‪ -‬سيطرة الإدارة على القضاء‪ .‬وكشف الفصل أحوال وظيفة‬             ‫عشر إلا وكانت المحاماة قد برزت كمهنة حديثة لها نظمها وقواعدها‬
      ‫المحاماة أمام المجالس الملغاة والمحاماة أمام المحاكم الجديدة‪ ،‬المحاماة‬
                                                                                                      ‫وتقاليدها ‪ ،‬وارتفعت مكانة المشتغلين بها ‪.‬‬
                                         ‫أمام المحاكم المخالطة والأهلية‪.‬‬      ‫شرع محمد على فى تحديث الإدارة والقضاء ‪ ،‬بإنشاء ديوان الوالى ‪،‬‬
      ‫وتناول الفصل الأول من الباب الثالث الشروط اللازمة لقبول المحامين‬        ‫ثم المجلس العالى الملكى عام ‪ ، ١٨٢٤‬ثم جمعية الحقانية عام ‪، ١٨٤٢‬‬
      ‫واشتغالهم بحرفتهم ‪ ‬قرارات مجلس الاستئناف‪ ،‬تجديد الطلب بعد‬               ‫للفصل فى المسائل المدنية والجنائية ‪ ،‬ومع انتهاء احتكار الدولة للتجارة‬
      ‫رفضه‪ ،‬الاشتغال بالحرفة بعد القبول‪ .‬وفيما للمحامين من الحقوق وما‬         ‫وازدياد معاملات الأفراد من مصريين وأجانب ‪ ،‬اقتضى الأمر ترتيب‬
      ‫عليهم من الواجبات تحدث فتحى زغلول فى الفصل الثانى من الباب‬              ‫المجالس القضائية على نحو جديد ‪ ،‬فتأسس مجلس تجارى الإسكندرية‬
      ‫الثالث عن‪  :‬الواجب الأول وهو الاستقامة ‪ -‬الاستقامة فى المعيشة‬           ‫عام ‪ ، ١٨٤٥‬الذى أجاز لأول مرة مبدأ الوكالة فى الدعاوى أمامه ‪ ،‬وإن‬
      ‫الخصوصية‪ -‬الصدق فى المعاملات‪ ،‬الواجب الثانى ‪ -‬كتمان السر‬                ‫لم تحدد لائحته شروط أهلية الوكلاء‪ .‬وجاءت الخطوة التالية المهمة مع‬
      ‫‪ -‬فى السر – فى الاباحة ‪ -‬فى صفة المبيح ‪ -‬فى مسوغات الإباحة‪.‬‬             ‫إنشاء المحاكم المختلطة عام ‪ ١٨٧٥‬التى نصت على أن يكون وكيل أرباب‬
      ‫ويتضمن الواجب الثالث الامتناع عن سب الخصوم وذكر الشخصيات‬                ‫الدعوى أمام محكمة الاستئناف حائزا على الشهادة الدالة على كونه‬
      ‫المسيئة والاتهام بما يخدش الشرف‪ .‬الواجب الرابع – المدافعة عن‬            ‫محاميا ‪ .‬وعندما أنشئت المحاكم الأهلية عام ‪ ١٨٨٣‬تضمنت لائحتها‬
      ‫الفقراء مجاناً‪ .‬الواجب الخامس ‪ -‬مباشرة الاعمال تحت ضمان المحامى‬         ‫قواعد تنظيم التوكيل وإجراءاته ‪ ،‬وفى عام ‪ ١٨٨٤‬وضعت قيود وشروط‬
      ‫حقيقة النسبة بين المحامى وموكله ‪ -‬فى إثبات التوكيل ‪ -‬فيما يترتب‬         ‫محددة لقبول ممارسة المهنة تحول دون ممارسة العناصر غير المؤهلة لها‪،‬‬
      ‫على التوكيل التنحى عن التوكيل‪ .‬الواجب السادس ‪ -‬رد أوراق الموكل‬          ‫وفى عام ‪ ۱۸۸۸‬صدرت أول لائحة لتنظيم عمل المحامين أمام المحاكم‬
      ‫إليه بعد انتهاء التوكيل يحط بقدر المحامي‪ .‬وتناول الفصل الثالث من‬        ‫الأهلية ثم وضعت نظارة الحقانية فى سبتمبر ‪ ۱۸۹۳‬لائحة جديدة‬
      ‫نفس الباب موضوعات ضمان الوكيل ‪ -‬لمن طلب الضمان ‪ -‬فى انقضاء‬              ‫للمحامين نصت على منع أى شخص من ممارسة المهنة دون أن يكون‬
      ‫التوكيل – فى عزل المحامى ‪ -‬موت الوكيل أو الموكل ‪ -‬الحجر على الوكيل‬      ‫مقيدا فى جداول الأفوكاتية ‪ ،‬وذكرت اللائحة أن المحامى باللغة العربية‬
      ‫أو الموكل والإفلاس ‪ -‬حقوق المحامين ‪ -‬الأجرة ‪ .-‬فيما لا يجوز الجمع‬       ‫على نفس درجة الأفوكاتو بالفرنسية ‪ ،‬كما بينت الحقوق والواجبات‬
      ‫بينه و بين حرفة المحامات – الاشتغال فى أى عمل‪ .‬كما تناول الكتاب‬
      ‫قواعد تأديب المحامين‪ ،‬حكم المعارضة والاستئناف‪ ،‬العقوبات التأديبية‪،‬‬                    ‫والعقوبات والأتعاب ‪ ،‬وكل ما يختص بشئون المهنة ‪...‬‬
      ‫التوبيخ‪  ،‬التوقيف‪ ،‬محو الاسم من الجدول‪ .‬وقد فسر الكتاب موجبات‬
      ‫التأديب‪ ،‬و حالات الجمع بين عقوبتى التأديب ومحاكم الجنايات‪ .‬وفرق‬         ‫يضم الكتاب مقدمة وأربعة أبواب يتكون كل منها من عدة فصول ثم‬
                                                                              ‫فهرست ملحقات‪ .‬تناولت المقدمة نشأة المحاماة عند الأمم القديمة‪.‬‬
                                ‫بين الأحكام الوقتية‪ ،‬و الأحكام الختامية‪.‬‬      ‫وتناول الفصل الأول من الباب الأول أحـوال المحاماة ‪ -‬وقت تأليف‬
      ‫وتناول المؤلف بالتفصيل فى الباب الرابع والأخير من الكتاب أدبيات‬         ‫الكتاب‪ -‬عند الأمم الغربية فى كل من‪ :‬ألمانيا‪ ،‬الأرجنتين‪ ،‬النمسا‪ ،‬وبلاد‬
      ‫العلاقة بين المحاماة والقضاء‪ ،‬والعلوم التى تلزم معرفتها فى المحاماة‪.‬‬    ‫المجر‪ ،‬وبلجيكا‪ ،‬البوسنه والهرسك‪ ،‬البرازيل‪ ،‬بالإضافة إلى المحاماة فى‬
      ‫وكيفية تأدية المحامى لمهنته من كتابة وتقديم المذكرات والمرافعات‬         ‫كندا‪ ،‬شيلى‪ ،‬إسبانيا ‪ ،‬الولايات المتحدة الأمريكية‪ ،‬بريطانيا العظمى‪،‬‬
      ‫وتقديم الاستشارات القانونية وخلاف ذلك من مهام المحامى منتهيا‬            ‫فرنسا‪ ،‬إيطاليا وغيرهم من الـدول‪ .‬ويتناول الفصل الثانى موضوع‬
                                                                              ‫«الوكلاء عند الأمم الغربية» فى الولايات المتحدة الأمريكية‪ ،‬بريطانيا‬
                                                  ‫إلى أخلاقيات المهنة‪.‬‬        ‫العظمى‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا وغيرها من الدول‪ .‬بينما يلخص الفصل الثالث‬
      ‫وبعد خاتمة الكتاب حرص فتحى زغلول على إدراج ملحقات اشتملت‬                ‫ما تقدم مع عرض حوار حول مؤتمر المحاماة يضم ‪ ‬المحاماة عند جميع‬
      ‫على عدد من الوثائق المهمة من بينها لائحة ترتيب الجمعية الحقانية‪،‬‬        ‫الامم وفيه نظامها الحالي‪ -‬انتخاب القضاة ‪ -‬الاصلاحات المطلوبة ‪-‬‬
      ‫لائحة المجلس العمومي‪ ،‬لائحة وترتيبات مجلس العسكرية بالإضافة‬             ‫التعليم المتعلق بصناعة المحاماة‪ -‬مبادئ كلية تتعلق بصناعة المحاماة‪ .‬كما‬

                     ‫إلى تشكيل مجالس الأقاليم ونص القانون الهمايوني‪.‬‬

‫‪55‬‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60