Page 73 - ثقافة قانونية العدد الخامس للنشر الإلكتروني
P. 73

‫الأطراف والدول الموقعة‬                                     ‫تأجج المخاوف لدى العلماء حبث سينتج زيادة لمستوى سطح البحر بسبب زيادة‬
      ‫بحلول يوليو ‪ ،2018‬بلغ عدد الدول الموقعة على الاتفاقية ‪ 194‬دولة بالإضافة‬         ‫ذوبان الجليد فى القطبين‪ .‬ولوحظ أن أكبر كم من الانبعاثات العالمية نشأ فى‬
      ‫إلى الاتحاد الأوروبي‪ .‬وهناك ‪ 179‬دولة‪ ،‬بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي‪ ،‬قد‬         ‫البلدان المتقدمة مقارنة بالبلدان النامية حيث لا يزال متوسط الفرد منخفضاً‬
      ‫صدقت على الاتفاقية أو انضمت إليها‪ ،‬وتعد تلك الدول هى المسؤولة عن ‪%87‬‬            ‫نسبياً ومن المتوقع أن يزيد وف ًقا لتلبية احتياجات الفرد واحتياجات الدولة‬
      ‫من انبعاثات الغازات الدفيئة‪ ،‬وهى تشمل ثلاثة من الدول الأربعة التى تتسبب‬
      ‫فى أكبر قدر من انبعاثات الغازات الدفيئة من أعضاء اتفاقية الأمم المتحدة‬                                                         ‫الاجتماعية والتنموية‪.‬‬

                            ‫الإطارية بشأن التغير المناخى (‪ %42‬من الانبعاثات)‪.‬‬         ‫وقد تم الاعتراف بأن التغير العالمى للمناخ يتطلب جهود قصوي‪ ،‬وتعاون‬
                                                                                      ‫مشترك من جانب جميع البلدان‪ ،‬وضرورة وجود استجابات دولية فعالة‪ .‬إن‬
                        ‫مصر وقضية التغيرات المناخية‬                                   ‫وجود مبادئ وأحكام وفقاً لميثاق الامم المتحدة‪ ،‬والذى يتضمن الحق السيادى‬
      ‫تتعامل مصر مع قضية التغيرات المناخية بإهتمام كبير ‪ ،‬وتدرس تطورتها‬               ‫فى استغلال الموارد الخاصة‪ ،‬وإنه يقع على الدولة المسؤولية الكاملة فى الا‬
      ‫على مصر أولاً ثم على المنطقة وعلى مختلف دول العالم ‪ ،‬ولأن مصر من الدول‬          ‫تقع أى انشطة داخل ولايتها تسبب ضرراً للبيئة‪ .‬تلك الأحكام يجب ان تكون‬
      ‫النامية المتأثرة بظاهرة التغيرات المناخية ‪ ،‬فإن سياستها فى هذا الملف تتجه‬       ‫صارمة وأن تنطبق على جميع البلدان المخالفة‪ .‬ومن هنا عزمت كل دولة عضو‬
      ‫لرفض أى إلتزامات إجبارية على الدول النامية لمواجهة أثار هذه الظاهرة‬             ‫فى تلك الاتفاقية على النشر المستمر للتوقعات والمخططات التى تعمل عليها‬
      ‫وتؤكد على مبادئ إعلان ريودى جانيرو وخطة عمل بالى ‪ ،‬وبخاصة فيما‬                  ‫خلال مواجهتها لظاهرة التغيرات المناخية‪ ،‬ووضع الحلول بشكل ممنهج‪ ،‬واتخاذ‬
      ‫يتعلق بالمسئولية المشتركة والمتباينة بين الدول المتقدمة والنامية ‪ ،‬وفيما يتعلق‬
      ‫بمسئولية‪  ‬الجهات المعنية بالتلوث فى تحمل تكلفة التلوث ‪ ،‬والتأكيد على‬                     ‫القرارت الفعالة التى تعهدت بها كل دولة طرف فى تلك الاتفاقية‪.‬‬
      ‫الدول المتقدمة للوفاء بألتزاماتها لنقل التكنولوجيا والتمويل وبناء القدرات‬
      ‫للدول النامية وعدم التنصل من هذه الإلتزامات بسبب الإزمات المالية العالمية‪ ‬‬                                   ‫الهدف‬
                                                                                      ‫الهدف من الاتفاقية هو الوصول الى تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة فى‬
                                                                       ‫‪  ‬‬             ‫الغلاف الجوى عند مستوى يسمح للنظام البيئى بان يتكيف بصورة طبيعية‬
      ‫تعد مصر من أكثر الدول المعرضة للمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات‬               ‫مع تغير المناخ وبالتالى حماية الإنسان من خطر يصل الى النقص فى الغذاء‬
      ‫المناخية ‪ ،‬على الرغم من أنها من أقل دول العالم إسهاما فى انبعاثات غازات‬         ‫والماء‪ ،‬والسماح بالمضى قد ًما فى ايجاد وخلق سبل للتنمية الاقتصادية على‬
      ‫الاحتباس الحرارى عالميا‪ ،‬بنسبة ‪ %0.6‬من اجمالى انبعاثات العالم‪ ،‬طبقا‬
      ‫للبيانات الوادرة بالإبلاغ الأخير لمصر حول حجم انبعاثات الغازات المسببة‬                                                               ‫النحو المستدام‪.‬‬
      ‫للاحتباس الحـرارى‪ ،‬والـذى تم فى إطـار قيام مصر بتنفيذ اتفاقية الأمم‬
      ‫المتحدة الإطارية لتغير المناخ التى وقعت عليها مصر عام ‏‪ ،1994‬وكذلك‬                                           ‫المبادئ‬
      ‫بروتوكول كيوتو‪ ،‬الذى قامت مصر بالتصديق عليه عام‏‪ ،2005‬ويتضمن تقديم‬              ‫للأجيال القادمة الحق فى العيش فى بيئة سليمة صالحة‪ ،‬ولذلك فحماية‬
      ‫تقارير الإبلاغات الوطنية من كل الدول الموقعة على الاتفاقية كل ‪ 5‬أعوام ‏‪.‬‬        ‫أطراف الاتفاقية للبيئة هو أمر منصف لتلك الاجيال ويتعين على البلدان المتقدمة‬
                                                                                      ‫أن تاخذ دور الصدارة فى مكافحة التغير المناخى والآثار الضارة المترتبة عليه‪.‬‬
      ‫خلال أعمال قمة المناخ فى باريس ‪  ، 2016‬أشار الرئيس عبد الفتاح السيسى‬            ‫توضع فى الاعتبار الظروف الخاصة للبلدان النامية‪ ،‬ولاسيما تلك المعرضة‬
      ‫لمخاطر زيادة درجة حرارة الأرض أكثر من درجة ونصف مئوية‪ ،‬مطال ًبا باتفاق‬          ‫للأضرار الناجمة عن تغير المناخ‪ .‬وأن الدول المتقدمة ستتحمل عبء غير عادى‬
      ‫عادل وواضح فيما يتعلق بالحفاظ على المناخ وضرورة التوصل لاتفاق دولى‬
      ‫يضمن تحقيق هدفا عالميا يحد من الانبعاثات الضارة ‪ ،‬وطالب الرئيس‪ ،‬المجتمع‬                                                          ‫بمقتضى الاتفاقية‪.‬‬
      ‫الدولى بدعم جهود مصر فى مساهماتها الطموحة لمواجهة التغير المناخى‬                ‫تتخذ جميع الأطراف التدابير اللازمة للوقاية من أسباب تغير المناخ أو تقليلها‬
      ‫والتركيز على الدول النامية فيما يتعلق بتغييرات المناخ وتوفير ‪ 100‬مليار دولار‬    ‫أو تخفيف من حدة آثارها الضارة‪ ،‬ومهما كانت التهديدات والتحديات يجب‬
      ‫سنويا للتصدى للتغييرات المناخية بحلول عام ‪ 2020‬ومضاعفته بعد ذلك ‪.‬‬
                                                                                                                     ‫اتخاذ كل التدابير اللازمة لمعالجة الأمر‪.‬‬
      ‫وقعت مصر على اتفاقية «بـاريـس للمناخ» ضمن ‪ 194‬دولـة وقعت على‬                    ‫وضع الخطط المناسبة المستدامة لحماية النظام المناخى من التغير نتيجة‬
      ‫الاتـفـاق‪ ،‬وكانت اهـم بنودها‪  ‬تعهد المجتمع الـدولـى بحصر ارتـفـاع درجة‬
      ‫حرارة الأرض وإبقائها «دون درجتين مئويتين»‪ ،‬قياسا بعصر ما قبل الثورة‬                                                                ‫للنشاط البشري‪.‬‬
      ‫الصناعية‪ ،‬وبمتابعة الجهود لوقف ارتفاع الحـرارة عند ‪ 1.5‬درجة مئوية‪،‬‬                                       ‫التقييم العالمي‬
      ‫والسعى لتقليص انبعاثات الـغـازات المسببة للاحتباس الحــرارى واتخاذ‬              ‫خريطة تراكم انبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى لكل فرد‬
      ‫إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار فى الطاقات البديلة وإعادة‬
      ‫تشجير الغابات‪ ،‬والسعى لوضع آلية مراجعة كل ‪ 5‬سنوات للتعهدات الوطنية‪.‬‬                                                                   ‫حسب الدولة‪.‬‬
                                                                                      ‫ستطلق إشارة البدء للتقييم العالمى فى عام ‪ ،2018‬حيث سيتم تقييم كيفية‬
      ‫وعلى صعيد المحلى‪ ،‬اهتم مؤتمر الشباب‪ ،‬فى شرم الشيخ‪ ،‬بمستقبل تغير‬                 ‫تقليل المساهمين الوطنيين للانبعاثات العالمية على المدى القريب‪ ،‬وبلوغهم لهدف‬
      ‫المناخ بالعالم وتأثيره على مصر‪ ،‬وعرض خلاله وزير البيئة‪ ،‬المشاريع التى تم‬        ‫الصفر فى الانبعاثات فى النصف الثانى من هذا القرن‪ .‬سوف يتم تقييم تنفيذ‬
      ‫إنجازها منذ‪«  ‬قمة باريس للمناخ»‪ ،‬ومنها مشروع لاستبدال وسائل النقل القديمة‬       ‫جميع الدول الأعضاء للاتفاقية كل خمس سنوات أى أن أول تقييم سيكون فى‬
      ‫بأخرى حديثة تعمل بالغاز الطبيعى‪ ،‬وترشيد الطاقة وأبرزها استخدام الغاز‪،‬‬           ‫عام ‪ .2023‬وسيتم استخدام النتائج كمدخلات للمساهمات الجديدة المحددة‬
      ‫فى الأتوبيسات والتاكسيات القديمة‪ ،‬بدلا من البنزين ومراجعة قانون البيئة‬          ‫وطينعًياملللادلتوقليايلمأعكجضزاءء‪.‬من اتفاقية باريس للمناخ لخلق الطموحات التى تسعى‬
      ‫لاستحداث التغييرات المناخية‪ ،‬وأعلن أن المستخدم من مصادر الطاقة اللازمة‬          ‫لوقف الانبعاثات الغازية العالمية‪ .‬وذلك لأن التحليلات تشير الى ضرورة وقف‬
      ‫للكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة فى حدود ‪ ،%5‬وسيرتفع لـ‪ %20‬بحلول‬            ‫الانبعاثات‪ ،‬والحد من زيادة درجات الحرارة عن درجتين سليزية‪ ،‬وسوف يستأنف‬
      ‫‪ ،2022‬و‪ %42‬بحلول ‪ ،2035‬وأن مشروعات الطرق والعاصمة الإدارية الجديدة‬              ‫التقييم العالمى مع كافة الأطراف بغرض إشراك المساهمين الوطنيين حتى‬
      ‫ومشروع الـ ‪ 1.5‬مليون فدان‪ ،‬ومشروعات عديدة تعمل على حماية سواحل الدلتا‬           ‫ينعكس استمرارهم فى الاتفاقية‪ ،‬ويرفع من طموح البلدان‪ ،‬ويشجعها للوصول‬
      ‫من أثار التغييرات المناخية‪ ،‬وكلها فى إطار حماية مصر من التغيرات المناخية‪.‬‬
      ‫( المصدر ‪ :‬موقع الهيئة العامة للاستعلامات ‪) https://www.sis.gov.eg‬‬                                                                  ‫الى ذلك الهدف‪.‬‬
                                                                                                               ‫أحكام التكيف‬
‫‪73‬‬                                                                                    ‫حصلت قضايا التكيف مع التغيرات المناخية على اهتمام كبير من اتفاقية باريس‬
                                                                                      ‫فى بادئ الامر‪ ،‬حيث تعد أهداف التكيف على المدى البعيد جز ًءا ها ًما واساس ًيا‬
                                                                                      ‫من الاتفاقية‪ .‬وعلى كل دولة من الدول الأعضاء ان تقر بما لديها من سياسات‬
                                                                                      ‫متخذة لذلك التكيف‪ ،‬حيث إنه يجب وضع استراتيجيات التأقلم بالموازاة مع‬
                                                                                      ‫استراتيجيات التخفيف من حدة آثار التغيرات المناخية‪ .‬وتركز أهداف التكيف‬
                                                                                      ‫على تحسين كفاءة التكيف‪ ،‬وزيادة القدرة على الصمود‪ ،‬والحد من الهشاشة‪.‬‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78