Page 133 - merit 50
P. 133

‫حول العالم ‪1 3 1‬‬

                              ‫الأمسية الجميلة‬

 ‫غ ًدا سأتحدث عن ذلك مرة‬          ‫صغير يعرفه‪ ،‬قريب من‬            ‫كم كان عددنا؟ كنا ستة‪،‬‬
     ‫أخرى‪« .‬في هذه الأثناء‬      ‫الميدان‪ :‬صاحب المطعم كان‬         ‫امرأتان‪ :‬أديل وهي زوجة‬
                                ‫صديقه‪ ،‬هناك المرء يتناول‬         ‫أميلكير‪ ،‬وجيما وهى ابنة‬
  ‫كان ريمو يمزح مع جيما‪،‬‬                                          ‫أختهما من مدينة تيرني‪،‬‬
    ‫فتاة سمراء جميلة‪ ،‬وأنا‬        ‫طعا ًما طيبًا حسنًا‪ ،‬وكان‬      ‫في رحلة قصيرة في روما؛‬
                                 ‫سيقدم لنا أسعا ًرا خاصة‪،‬‬
 ‫وسيريو كنا نعلق على آخر‬       ‫كان علينا التفكير مسب ًقا‪ :‬ما‬         ‫وأربعة رجال أميلكير‬
   ‫أحداث كرة القدم‪ .‬وهكذا‬     ‫الذي يمكن أن يكون جي ًدا في‬      ‫وريمو وسيرو وأنا‪ .‬في هذه‬
                                ‫تلك الأحياء السيئة المحيطة‬
 ‫مشينا على طول العديد من‬      ‫بالمحطة؟ إنها أجزاء من روما‬        ‫الأثناء‪ ،‬كان الخطأ الأول‬
    ‫تلك الشوارع المملة التي‬    ‫لا يوجد فيها سوى الأجانب‬           ‫هو إحضار سيرو الذي‬
                              ‫الذين يمرون أو المجندين من‬           ‫بسبب قرحة في المعدة‪،‬‬
‫كانت تسمى بأسماء معارك‬                                            ‫يستشيط غضبًا على أتفه‬
     ‫الوطن‪ :‬كاستلفيداردو‪،‬‬                   ‫ثكنات ماكاو‪.‬‬          ‫الأسباب‪ .‬الخطأ الثاني‬
     ‫كالاتافيمي‪ ،‬باليسترو‪،‬‬     ‫لذلك‪ ،‬انطلقنا على طول تلك‬        ‫هو الاستماع إلى أميلكير‬
                               ‫الشوارع المستقيمة‪ ،‬بين تلك‬      ‫فيما يتعلق باختيار المطعم‪:‬‬
‫مارسالا‪ ،‬وأخي ًرا‪ ،‬نجد اثنين‬                                     ‫بما أنه كان عليه أن يدفع‬
‫من مصابيح الكرة‪ ،‬مع لافتة‬        ‫المباني الرمادية‪ ،‬بالتحديد‬   ‫لثلاثة أشخاص ولم يرغب في‬
                                 ‫في شهر يناير الذي يتسم‬       ‫الإنفاق‪ ،‬وأصر‪ ،‬عندما التقينا‬
   ‫«حانة أفريقيا»‪ ،‬ذهبنا إلى‬  ‫بالبرد القارس والجفاف‪ .‬ظل‬         ‫في ساحة ميدان الاستقلال‬
‫الداخل‪ ،‬أدركنا على الفور أن‬    ‫أميلكير‪ ،‬وهو شخص شره‪،‬‬          ‫في روما‪ ،‬أن نذهب إلى مطعم‬
‫الحانة لم تكن بهذه الروعة‪.‬‬
‫كانت هناك غرفة كبيرة أولى‬          ‫يردد‪« :‬آه‪ ،‬أيها الشباب‪،‬‬
 ‫بها طاولات رخامية لتقديم‬           ‫أريد أن أتناول الوجبة‬
‫المشروبات ذات النصف لتر‪،‬‬         ‫الأولى‪ ..‬هذه المرة أريد أن‬
                              ‫آكل وأشرب دون التفكير في‬
  ‫ثم كانت هناك غرفة ثانية‬     ‫الكبد والكلى والمعدة والأمعاء‬
   ‫كبيرة مقسمة إلى جزأين‬        ‫الأخرى‪ ..‬سأخبرك أو ًل يا‬
   ‫بينهما فاصل‪ :‬على جانب‬       ‫أديل‪ ،‬حتى لا تبدأ بالشكوى‬
 ‫يوجد المطبخ‪ ،‬وعلى الجانب‬      ‫المعتادة‪« .‬بالنسبة لي ‪-‬قالت‬
  ‫الآخر‪ ،‬يوجد المطعم الفعلي‬   ‫أديل‪ ،‬امرأة باردة المشاعر‬
    ‫بخمسة أو ستة طاولات‬       ‫وحزينة كما هو سمينًا‬
 ‫مع مفارش المائدة‪ .‬بالنسبة‬       ‫ومبه ًجا‪ -‬تفضل‪..‬‬
  ‫لبقية المكان فهناك القذارة‬
    ‫المعتادة للمباني المحيطة‬
‫بالمحطة‪ :‬نشارة الخشب على‬
   128   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138