Page 136 - merit 50
P. 136

‫العـدد ‪50‬‬                             ‫‪134‬‬

                                  ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬                        ‫كانوا يلعبون الكوتشينة‪،‬‬
                                                                       ‫وبعد فترة‪ ،‬انضم إليهم‬
  ‫الغناء‪ ،‬مقل ًدا ريمو‪ ،‬والآخر‬        ‫الصغيرة وبدأ يغني لها‬           ‫صاحب الحانة والطاهي‪.‬‬
    ‫أنزل نفسه تحت مفرش‬              ‫ووجهه قريب من وجهها‪،‬‬            ‫ريمو‪ ،‬الذي لم يتوقف عن‬
    ‫المائدة‪ ،‬مقل ًدا مواء القطة‪.‬‬                                  ‫المزاح مع جيما طوال المساء‪،‬‬
                                      ‫بينما كنا نحن صامتين‬            ‫كان هكذا مفتو ًنا بالنبيذ‪،‬‬
 ‫ربما لم يلحظ ريمو أو تعمد‬          ‫خجلين‪ ،‬وننظر إليه‪ .‬كانت‬         ‫ثم اقترح الغناء‪ .‬كان يفعل‬
‫ألا يرى شيئًا‪ ،‬لكن في الأغنية‬      ‫جيما تبتسم‪ ،‬وشجعته تلك‬          ‫هذا دائ ًما‪ ،‬عند تناول الحلو‬
                                                                   ‫في نهاية الوجبة حيث يقدم‬
    ‫الثالثة‪ ،‬حين استمروا في‬           ‫الابتسامة‪ ،‬وبعد الأغنية‬        ‫نفسه للغناء‪ ،‬ولا أقول إنه‬
  ‫المواء والضحك‪ ،‬قطع ريمو‬            ‫الأولى بدأ الأغنية الثانية‪.‬‬     ‫لم يغ ِّن جي ًدا‪ ،‬لكن الأغاني‬
                                     ‫في هذه الأثناء أولئك على‬        ‫كانت دائ ًما كما هي‪ ،‬وكنا‬
    ‫قائ ًل بكرامة‪« :‬كفى‪ ،‬من‬          ‫الطاولة المجاورة صمتوا‪،‬‬        ‫نعرفها جمي ًعا‪ .‬لكن في ذلك‬
  ‫الأفضل أن أتوقف‪ .»..‬لكن‬            ‫وكانوا ينظرون إلينا‪ .‬ثم‬        ‫المساء أراد أن يغني لجيما‬
   ‫سيريو‪ ،‬الذي لا علاقة له‬        ‫بدأوا يضحكون بين بعضهم‬              ‫التي كانت جديدة ونحن‬
                                     ‫البعض‪ ،‬ثم بدأ أحدهم في‬            ‫فهمنا النية‪ ،‬أخبرناه أن‬
     ‫بالأمر‪ ،‬قفز فجأة قائ ًل‪:‬‬                                      ‫يغني أي ًضا‪ .‬لكن‪ ،‬لكي أفهم‪،‬‬
  ‫«غ ِّن‪ ..‬لا تقلق بشأن بعض‬                                        ‫ما يعنيه الغناء بالنسبة له؟‬
                                                                       ‫أحتاج إلى وصفه‪ :‬ريمو‬
                                                                       ‫شاب صغير‪ ،‬ذو بشرة‬
                                                                      ‫سمراء ومشرقة‪ ،‬وجبهة‬
                                                                     ‫منخفضة (ضيقة)‪ ،‬وكلها‬
                                                                     ‫تجعيدات سوداء‪ ،‬وعينان‬
                                                                        ‫مغمضتان ومحتقنتان‬
                                                                    ‫بالدم‪ .‬لكن مع هذه البشرة‬
                                                                     ‫الوحشية إلى حد ما‪ ،‬فإن‬
                                                                   ‫ريمو‪ ،‬عندما يغني‪ ،‬لا يكون‬
                                                                    ‫أب ًدا مبتذ ًل‪ ،‬فكل شيء كان‬
                                                                  ‫لطي ًفا للغاية‪ .‬يأخذ يد الفتاة‪،‬‬
                                                                       ‫ويميل نحوها‪ ،‬ويغمض‬
                                                                    ‫عينيه ويجعل فمه صغي ًرا‪،‬‬
                                                                  ‫ويغني بهدوء بصوت عاطفي‬
                                                                   ‫وناعم وساحر‪ ،‬أغانية كانت‬
                                                                    ‫تنتهي بالقوافي التي تشير‬
                                                                    ‫إلى الألم والقلب والحب‪ ،‬أو‬
                                                                     ‫تلك القوافي التي تشير إلي‬
                                                                  ‫الشغف‪ ،‬الهلاك والإخلاص‪.‬‬
                                                                      ‫في ذلك المساء‪ ،‬كالعادة‪،‬‬

                                                                         ‫أمسك جيما من يدها‬
   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141