Page 135 - merit 50
P. 135

‫حول العالم ‪1 3 3‬‬

   ‫حضرتك صاحب حانة؟»‪،‬‬             ‫محترقة قلي ًل من اللحم»‪.‬‬     ‫يسخر من أميلكير عن قصد‪.‬‬
   ‫أجاب الرجل‪« :‬وماذا عليَّ‬      ‫لكن جيما أصرت‪ :‬وقالت‪:‬‬             ‫باختصار‪ ،‬ظلت المقبلات‬
    ‫أن أفعل؟»‪ .‬قال أميلكير‪:‬‬     ‫«إنها حشرة‪ ..‬انظر‪ ..‬كاملة‬         ‫في الأطباق‪ .‬لحسن الحظ‪،‬‬
     ‫«أي مهنة أخرى‪ :‬سائق‬
    ‫الترام‪ ،‬الكناس‪ ،‬حانوتى‪،‬‬         ‫الأرجل»‪ .‬ذهب صاحب‬            ‫وصلت السباغيتي‪ ،‬ويخرج‬
  ‫لكن ليس صاحب الحانة»‪.‬‬           ‫الحانة للنظر‪ ،‬وفي الواقع‪،‬‬     ‫منها الدخان لأن الهواء كان‬
 ‫باختصار‪ُ ،‬ولد شجار‪ ،‬لكنه‬       ‫كانت حشرة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬أزال‬           ‫شديد البرودة؛ ولكن تبين‬
 ‫فاتر‪ ،‬لأن صاحب الحانة في‬                                      ‫أنها فاتره تحت الأسنان (أي‬
 ‫كآبة‪ ،‬لم يكن لديه إحساس‪.‬‬          ‫صاحب الحانة الحشرة‬            ‫لم تكن ساخنة ولا باردة)‪.‬‬
  ‫ثم خرج الطباخ من المطبخ‬       ‫بشوكة قائ ًل‪« :‬كما تعلمين‪،‬‬       ‫في هذه الأثناء‪ ،‬قام سيريو‪،‬‬
 ‫بقبعته ودعا السيد وتركنا‪.‬‬
 ‫صرخ أميلكير للطباخ‪« :‬أيها‬         ‫ربما سقطت من المدفأة‪.‬‬          ‫كما يفعل‪ ،‬بتقليب الحساء‬
  ‫الطباخ‪ ..‬لقد سممتنا»‪ .‬لكن‬    ‫هذه الأشياء تحدث»‪ ..‬ودون‬            ‫بملعقة‪ ،‬كما لو كان يريد‬
   ‫الطاهي لم يرد واستأنفنا‬     ‫إضافة أي شيء آخر عاد إلى‬          ‫أن يجد خطأ فيه‪ .‬ثم نادى‬
     ‫نحن القتال مع الضلوع‬                                         ‫على صاحب الحانة وسأله‬
‫وعظام الدجاج‪ .‬كنا جمي ًعا في‬     ‫المطبخ مع إنائه والحشرة‪.‬‬           ‫بجدية‪ :‬هل أنت صياد؟‬
‫حالة مزاجية سيئة‪ ،‬وشعرنا‬        ‫حدقنا في دهشة‪ .‬أخي ًرا قال‬       ‫أجاب صاحب الحانة أنه لم‬
   ‫بالبرودة أسوأ مما لو كنا‬                                        ‫يفهم‪ .‬قال سيريو‪« :‬لأنك‬
   ‫في الهواء الطلق‪ ،‬مع معدة‬       ‫أميلكير‪« ،‬أنا جائع» وأكل‬       ‫في هذا الحساء أطلقت النار‬
   ‫ممتلئة بالقمامة المطبوخة‬     ‫بالشوكة‪ .‬لقد قمنا بتقليده‪،‬‬     ‫بالتأكيد»‪ .‬رد صاحب الحانة‬
   ‫بشكل سيئ‪ ،‬والأسوأ هو‬
‫هضمها‪ ،‬وأراد أميلكير‪ ،‬الذي‬          ‫وفعلنا ذلك وكنا نشعر‬              ‫«ماذا تعني بالقول؟»‪.‬‬
 ‫كان مدر ًكا لخطئه‪ ،‬تصحيح‬      ‫بالاشمئزاز‪ ،‬فقط قالت جيما‬        ‫أجاب سيريو «هذا يعني أن‬
‫الوضع وطلب زجاجتين من‬
    ‫النبيذ الأحمر للشرب مع‬        ‫إن الأمر مقزز ولم تلمس‬           ‫مذاق المرق مثل الدخان»‪.‬‬
                               ‫الطبق‪ .‬كان الجو أكثر برودة‬       ‫احتج صاحب الحانة بشكل‬
           ‫حلوى البانيتون‪.‬‬
      ‫كانت هذه هي الأشياء‬         ‫من أي وقت مضى‪ ،‬وبعد‬              ‫سيئ قائ ًل‪« :‬أي دخان‪..‬‬
   ‫الجيدة الوحيدة في المساء‪،‬‬       ‫السباغيتي‪ ،‬ذهبنا جمي ًعا‬    ‫الدخان في مرقتي؟ الدخان في‬
 ‫ولم يكن لصاحب الحانة أي‬         ‫لاستعادة معاطفنا‪ ،‬جلسنا‬       ‫رأس حضرتك»‪ .‬سيريو الذي‬
  ‫ميزة لأن الزجاجات كانت‬          ‫هكذا على الطاولة مرتدين‬
    ‫محكمة الإغلاق‪ ،‬وجاءت‬       ‫معاطفنا‪ .‬عاد صاحب الحانة‬            ‫كان شاحبًا‪ ،‬رفع صوته‪:‬‬
 ‫حلوى البانيتون من ميلانو‪.‬‬     ‫ووزع بسرعة أجزاء الدجاج‬          ‫«قلت إن طعمها مثل الدخان‬
  ‫شربنا النبيذ الذي كان من‬       ‫ولحم الضأن‪ .‬كان الدجاج‬          ‫وعلى حضرتك أن تصدق»‪.‬‬
   ‫نوع باربيرا المعتق‪ ،‬وأكلنا‬      ‫جا ًّفا‪ ،‬دجاج مشوي من‬        ‫ذهب صاحب الحانة متذم ًرا‬
 ‫حلوى البانيتون‪ ،‬فاستدفأنا‬      ‫الدرجة الرابعة؛ كان الحمل‬      ‫إلى المطبخ وأعاد القدر ليرينا‬
  ‫قلي ًل‪ .‬في هذه الأثناء كانت‬   ‫كله ضلو ًعا وجل ًدا ودهو ًنا‪،‬‬    ‫اللحم الذي صنع به المرق‪.‬‬
  ‫الحانة قد أُفرغت ولم يتبق‬     ‫وأي ًضا تم طهيه في الصباح‬      ‫بينما كان يرينا القدر‪ ،‬صرخ‬
   ‫شيء سوى مجموعة من‬                ‫وتسخينه‪ .‬رفع أميلكير‬
 ‫الشباب على طاولة بجانبنا‪:‬‬       ‫الحمل في الهواء ثم صرخ‬           ‫أحدهم‪« :‬آه‪ ،‬هناك حشرة‬
                               ‫بشراسة‪« :‬لكن هذا لا يمكن‬              ‫سوداء»‪ .‬التفتنا‪ ،‬كانت‬
                                 ‫أن يؤكل‪ .‬أيها المالك‪ ..‬أيها‬
                                                                   ‫جيما‪ ،‬ابنة أخت أميلكير‪،‬‬
                                                  ‫المالك»‪.‬‬            ‫كانت تشير إلى شيء‬
                                 ‫ها هو صاحب الحانة مرة‬
                                                                 ‫أسود بين السباغيتي‪ .‬قال‬
                                     ‫أخرى‪ ،‬بوجهه الداكن‪،‬‬          ‫صاحب الحانة‪« :‬لا ليست‬
                                     ‫فقال له أميلكير‪« :‬لكن‬
                                  ‫هل تريد أن تخبرني لماذا‬            ‫حشرة‪ ..‬ستكون قطعة‬
   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140