Page 21 - merit 50
P. 21
19 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
ولعل المصادر الأجنبية المتنوعة لقراءات عبد يموت الملك» ( .)1973ففي تلك المسرحيات تشابهت
الصبور المُعمقة ،وكتاباته النثرية وتواريخ نشرها، إلي حد كبير الموضوعات والتيمات المسرحية فيما
بينهما .كما استفاد صلاح من منجزات الشعر
ُتظهر بجلاء ما ترسب منها في فكره ،ومناخه الرمزي الفرنسي والألماني عند بودلير ،وريلكه.
الثقافي ،ووجدانه الشاعري ،مما يتيح مقارنة أعماله كذلك تأثر صلاح بكتابات كافكا السوداوية،
كما ذكر بتذييل مسرحيته «مسافر ليل» .فض ًل
بما اشتهر عند من تأثر بهم ،وقرأ لهم ،وكتب عن تأثره بالكاتب الإيطالي «لويجي بيرانديللو»،
عنهم .ويرى كثيرون من النقاد أن عبد الصبور ويتضح ذلك في مسرحيتي «ليلي والمجنون»
لم يهرب من عالمه المعاصر إلى أحضان اتجاهات/ و»الأميرة تنتظر» حيث تتجلي فكرة المسرح داخل
مذاهب أدبية أجنبية ،كما فعل آخرون ..فرادى المسرح.
ومدارس شعرية .بل حقق تواز ًنا متمي ًزا بين ثقافته ومع تفاوت نسبي ..لم يكن إليوت ولوركا
العربية وثقافة رموز شعر وأدب عالمي وإنساني. وبودلير وريكله وكافكا ..فقط من تأثر بهم عبد
الصبور .لكنه انشغل بآخرين كنيرودا ووايتمان
محطات في مسيرة حياة وماياكوفسكي وناظم حكمت وكازانزاكيس
صلاح عبد الصبور وبوشكين .فقد أعمل فكره في أعمالهم ،وأبدى
اهتمامه بهم عبر مساحات من صحف مصرية
ولد محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف
الحواتكى ( 3مايو 14 -1931أغسطس )1981 كالأهرام والأخبار ،ومجلات روز اليوسف وصباح
بمدينة الزقازيق .والتحق عام 1947بقسم اللغة الخير ..وغيرها ،قبل أن يقوم بجمع بعض مقالاته
العربية /كلية الآداب /جامعة القاهرة .وتتلمذ
علي يد الشيخ أمين الخولي الذي ضمه إلى جماعة في« :أصوات العصر» ،أو «رحلة على الورق» ،أو
(الأمناء) التي ك َّونها ،ثم إلى (الجمعية الأدبية) «حتى نقهر الموت» أو «كتابة على وجه الريح».
التي ورثت مهام الجماعة الأولى .كان للجماعتين ومن بين عديد من «أصوات العصر» المسرحية
تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في والشعرية والأدبية ..اختار عبد الصبور صوت
مصر .وعلى مقهى الطلبة في الزقازيق تعرف على الأديب الروسي الكبير أنطون تشيخوف رائد
أصدقاء الشباب مرسى جميل عزيز والمطرب عبد القصة القصيرة المعاصرة كـ»نموذج لصوت أحبه
الحليم حافظ .وطلب منه عبد الحليم أغنية يتقدم
بها للإذاعة ويلحنها له كمال الطويل فكانت قصيدة من أصوات عصره.
«لقاء» .وبعد
تخرجه عام
1951عين
مدر ًسا في
المعاهد الثانوية
بينما استغرقته
هواياته
الأدبية .وعمل
بالصحافة
وبوزارة الثقافة،
وكان آخر
منصب تقلده
هو رئاسة