Page 130 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 130
العـدد 38 128
فبراير ٢٠٢2
دينية تدافع عن دين أو عن مؤسسة لا تقتصر على المسلمين الديني بالتعليم والتربية ،ونتيجة
مذهب أو عن معتقدات طائفة فقط ،بل تكون جامعة ،وطنية، لشبه الفشل في تحديث مؤسسات
دينية ،مثل مدارسنا الدينية جامعة يكون غايتها العلم ،مثل
التراثية ،فإن مدارس أوروبا التعليم الدينية التقليدية مثل
استطاعت الحداثة أن تتولد من مدارس أوروبا وجامعاتها .ورغم التعليم في الجامع الأزهر ،أن
داخلها ،فانتقلت هذه المدارس ،من أن جامعات أوروبا والغرب كان الاتجاه لإنشاء مؤسسات
الدفاع عن دين أو عن معتقدات تعليمية حديثة ،تواكب العصر،
طائفة ما ضد الطوائف الأخرى العريقة ،كانت في ذاتها مدارس
وضد الأديان الأخرى ،إلى أن
ُتصبح دراسة الدين بها دراسة جامعة الأزهر
من أجل الفهم والاستيعاب ،بل جامعة الزيتونة
ولم يعد الدين فيها هو مصدر جامعة القرويين
المعرفة ومورد العلوم ،بل أصبح
الدين ذاته موضو ًعا للمعرفة
ومادة للبحث النقدي ،وليس
مجرد جدل وسجال دفا ًعا عن
العقيدة الصحيحة ضد خصومها
من الأديان الأخرى والمعتقدات
الباطلة.
أقول رغم أن الحداثة هي فعل
تجاوز من داخل هذه المؤسسات
الدينية ،التراثية ،الغربية ،فإن
التحديث عندنا ،تقريبًا ترك القديم
على حاله ،ولم يحاول تحديثه،
وأقام بجواره مسا ًرا مواز ًيا،
مسا ًرا ننقل من خلاله تجربة
التحديث الأوروبية ،نقل نموذج
كامل ،سابق ،ننقله على الجاهز،
لتصبح الحركة في وعينا حركة
بين متجاورين؛ القديم الموروث
والحديث المنقول ،ويصبح
التحديث عبارة عن نقل وتقليد.
وبالرغم من أن الحداثة هي في
لبها حركة ضد التقليد ،فإن
التحديث عندنا أصبح تقلي ًدا،
مما جعل حركتنا تصير تحديثًا
بلا حداثة ،وتجديدنا عبارة عن
تجاور بين بنيتين ُتكبل كل منهما
حركة الأخرى .فتقريبًا لم تتكون