Page 134 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 134
العـدد 38 132
فبراير ٢٠٢2
د.علي كرزازي
(المغرب)
الرحلة الصوفية الأندلسية..
بين الإكراه والطهرانية
حركة مادية في الزمان والمكان، عربي خاصة -تلازم الرحلة الملخص:
لكنها قد تجاوز هذه الدلالة المكانية بالرحلة الروحية ،وهذه
الأخيرة هي مجلى سعيه الصوفي تحضر الرحلة في تجربة
السابقة لتأخذ معنًى «أليغور ًّيا» للاتصال بالمطلق الثابت الخالد
يرادف الموت أو الشهادة أو حتى الذي يتجاوز الواقع بكل ما يعرفه الصوفي الأندلسي كملمح
أساسي تغذيه إكراهات الواقع
السفر بالمعنى الصوفي -كما من صراع وقلق وتوتر. السوسيوثقافي للمجتمع العربي
سنرى لاح ًقا -الذي قد يتسامى الكلمات المفاتيح :الرحلة- الإسلامي بالأندلس ،كما تحكمه
التصوف -الأندلس -الاغتراب- رؤية معرفية فنية مؤسسة على
بروحانية أكثر إشعا ًعا ليسمى الانفصال -الحنين -الاتصال. الاغتراب ،وهاهنا نكون بإزاء
«معرا ًجا». نوعين من الرحلات :رحلة فعلية
*** وأخرى مجازية حيث يتداخل
الرحلة إذن سمة ثابتة في سيرة الواقعي بالروحي لتؤسس الرحلة
العديد من المتصوفة الأندلسيين، تتلبس الرحلة بالعديد من المفاهيم لاغتراب وجودي وانفصام نفسي
التي تقوم مقامها مثل :السفر يتواشج فيه الأرضي بالسماوي،
ترسم تفاصيلها النية والقصد والسياحة ،وبهذا المعنى تكون تواشج لا يخفي -في حالة ابن
أحيانا( ،)1لأن تكوين الصوفي كان
يفرض ذلك ،وقد تتحكم فيها
عوامل أخرى لتصبح تهجي ًرا أو