Page 218 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 218

‫‪ -3‬مواقع اللاحسم‬              ‫يرى إنجاردن أنه لكي يتحقق مفهوم القصدية‬
‫أو مواضع اللاتحديد‪:‬‬                    ‫يجب أن ننظر إلى العمل الأدبي على أنه‬

‫يوضح (إنجاردن) فى كتابه‬         ‫مجموعة طبقات ُتش ِّكل بنيته‪ ،‬ولكي نصل إلى‬
  ‫(إدراك العمل الأدبي) أن‬    ‫هذه البنية يجب أن نستخدم الإدراك؛ لأن طبقات‬
    ‫العمل الأدبي يقوم على‬
    ‫“أفعال قصدية من قبل‬          ‫العمل الأدبي ترتبط مع بعضها بعلاقات من‬
    ‫مؤلفه تجعل من الممكن‬      ‫جهة‪ ،‬وترتبط أي ًضا بعلاقات مع قارئه من جهة‬

‫للقارئ أن يعايشه‪ ،‬من قبل‬        ‫أخرى‪ ،‬وبذلك يصبح إدراك الظاهرة الأدبية عبر‬
‫مؤلفه‪ ،‬عبر التجربة القرائية‬       ‫قصدية (إنجاردن) يحتاج إلى عاملين أحدهما‬

  ‫بين المؤلف والقارئ‪ .‬ذلك‬    ‫قائم فى العمل نفسه‪ ،‬والآخر يوجد خارجه‪ ،‬وهو‬
    ‫أن النص لا يأتي كام ًل‬                                                    ‫القارئ‬

 ‫من مؤلفه‪ ،‬بل هو مشروع‬           ‫والتي عن طريقها يمكن‬          ‫‪ -2‬طبقة وحدات المعنى‪:‬‬
‫دلالي جمالي يكتمل بالقراءة‬       ‫الوصول إلى أفضل فهم‬           ‫وتضم كل وحدات المعنى‬
                               ‫لمقومات المخطط‪ ،‬وذلك إذا‬      ‫سواء كانت كلما ٍت أم جم ًل‬
    ‫النشطة التي تملأ ما في‬       ‫ما نظرنا إليها بوصفها‬       ‫أم وحدا ٍت مكونة من جمل‬
    ‫النص من فراغات»(‪.)17‬‬      ‫الهيكل أو البنية التخطيطية‬       ‫عديدة‪ .‬وتع ُّد هذه الطبقة‬
    ‫وبذلك يميز (إنجاردن)‬       ‫لكل وجه عيني من وجوه‬          ‫من أهم طبقات العمل لأنها‬
    ‫بين نوعين من وحدات‬       ‫الشيء‪ .‬وتحتوي هذه الطبقة‬         ‫تقوم بصياغة العمل ككل‪،‬‬
    ‫المعنى التي تحدد العمل‬     ‫على الحاجات والأشخاص‬         ‫لأنها تحدد الطبقات الأخرى‬
   ‫الأدبي هما‪ :‬الموضوعات‬       ‫والحدوثات والأفعال التي‬       ‫عن طريق تزويدها بالمعنى‪،‬‬
‫القصدية الخالصة الأصلية‬      ‫يؤديها الأشخاص‪ ،‬وتحتوي‬
     ‫فى العمل التي يضعها‬       ‫كذلك على الأشياء الواقعية‬          ‫فتمكنها من أن توجد‪.‬‬
    ‫المؤلف فى عمله بطريقة‬      ‫والأشياء غير الواقعية(‪.)15‬‬  ‫‪ -3‬طبقة الموضوعات المتمثلة‪:‬‬
‫واعية عيانية‪ .‬والموضوعات‬        ‫وبالتالي أصبحت القراءة‬     ‫هى ما أطلق عليها (إنجاردن)‬
 ‫القصدية الخالصة المبتكرة‬     ‫لدى (إنجاردن) هي القدرة‬
                             ‫على مزاولة النشاط الإدراكي‬      ‫مقومات المخطط‪ ،‬وهى ذات‬
      ‫التي تستمد وجودها‬         ‫القادر على استيعاب هذه‬       ‫وظيفة رئيسة إذ إنها تمهد‬
   ‫من الذات القارئه‪ ،‬وهذه‬       ‫الطبقات فى وعي القارئ‪،‬‬        ‫بظهور الطبقة الرابعة التي‬
    ‫الموضوعات تكون غير‬                                        ‫ترتبط بها مباشرة‪ .‬ويؤكد‬
                                   ‫وبذلك تتخلص عملية‬          ‫(إنجاردن) أن الموضوعات‬
     ‫محددة وتكون ممتلئة‬             ‫الإدراك من التأثيرية‬     ‫المتمثلة في العمل الأدبي هي‬
     ‫بشكل تام فى الصياغة‬         ‫والانطباعية بمحاورتها‬
     ‫اللغوية للنص الأدبي‪،‬‬     ‫بنية النص والاستجابة لها‬         ‫موضوعات قصدية نقية‬
  ‫والتي تكون دائ ًما صياغة‬      ‫استجابة فهمية واعية(‪.)16‬‬     ‫مشتقة ومعروضة بواسطة‬
    ‫تخطيطية للموضوعات‬
   ‫القصدية‪ ،‬تتحدد وتمتلئ‬                                                ‫وحدات المعنى‪.‬‬
  ‫من خلال قصدية القارئ‬                                     ‫‪ -4‬طبقة المظاهر التخطيطية‪:‬‬
 ‫الذي يوهب المعنى والدلالة‬
  ‫لتلك الجوانب التخطيطية‬
     ‫في الصياغة اللغوية في‬
   ‫بنية العمل الأدبي‪ .‬ولكن‬
   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223